ملف من إعداد: أمين الجمال، يمامة بدوان شغل الفضاء بال الآباء المؤسسين، قبل قيام اتحاد الإمارات في العام 1971، وبعده، حيث ظهرت شواهد على المساحة الكبيرة التي يشغلها الفضاء ورواده والقائمون على اكتشافه، في فكر واهتمام المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتجلى ذلك فيما بدا من حفاوة بالغة من الشيخ زايد بن سلطان برواد الفضاء والعاملين في هذا المجال، حيث كان أول لقاء له بهم في يونيو(حزيران) 1974 بعد انتهاء برنامج أبوللو لاستكشاف القمر، وما أصدره الشيخ راشد بن سعيد عام 1964 من طابع بريد يحمل اسم تكريم رواد الفضاء. غدا منذ ذلك الحين حُلمُ المشاركة في الوصول إلى الفضاء واكتشاف أسرار المريخ الكوكب الأحمر، يشغل بال الآباء والأبناء، حتى أضحى حقيقةً ملموسةً في أقل من 50 عاماً، حيث أطلقت دبي قمرين صناعيين هما دبي سات1، ودبي سات2، ويوشك العمل في إنجاز القمر الصناعي خليفة سات أن ينتهي، حتى يتم إطلاقه خلال العام 2018، فضلاً عن أقمار صناعية صغيرة الحجم، منها نايف1. وأنجزت الدولة من خلال مركز محمد بن راشد للفضاء، مرحلة كبيرة من إنجاز مشروع مسبار المريخ الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، واختار له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اسم مسبار الأمل، ليكون أملاً في حياة مفعمة بالطموح لدى الشباب الإماراتي والعربي. وفي كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الإعلان عن مشروع مسبار المريخ، أوضح سموه أن إطلاق مسبار الأمل يؤكد 3 رسائل: إحداها رسالة للعالم بأن العرب أهل حضارة، وكما كان لهم دور سابق في المعرفة، سيكون لهم دور لاحق، والثانية رسالة للعرب بأنه لا يوجد مستحيل، وبالإمكان منافسة الدول العظمي، والثالثة رسالة لشباب العرب بأن من يعشق القمم يصل لأبعد منها، ولا سماء لطموحه. الخليج من داخل مركز محمد بن راشد للفضاء غرفة ولادة الأمل، ترصد مراحل إنجاز القمرين الصناعيين المسبار وخليفة سات، فضلاً عن متابعة آليات عمل المحطة الأرضية في التحكم بالقمر الصناعي دبي سات2، وتزويده بأوامر لتصوير مناطق محددة، فضلاً عن استقبال الصور ومعالجتها. هذه الخطوات والمراحل، بدءًا من تصميم القمر الصناعي، وانتهاءً بتحليل الصور وتقديمها للجهات المختصة، يقوم بها مجموعة من الشباب الإماراتيين، تتراوح أعمارهم بين 24 و35 عاماً، كانوا هم الهدف الرئيسي من وراء اتجاه الدولة لدخول مجال الفضاء. وتأتي هذه المشاريع ضمن الاستثمارات الوطنية الحالية في الصناعات والمشروعات المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء، وتشمل أنظمة الياه سات للاتصالات الفضائية، وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء، إضافة إلى شركة الثريا للاتصالات الفضائية، التي تغطي ثلثي العالم، فضلاً عن منظومة الأقمار الصناعية دبي سات، وتشرف وكالة الفضاء الإماراتية على جميع هذه الأنشطة وتنظيمها، وتعمل على نقل المعرفة اللازمة بما يدعم مكانة الإمارات كلاعب عالمي في هذا المجال، ويعزز دور تكنولوجيا الفضاء في الاقتصاد. وتدير الإمارات أكثر من 6 أقمار صناعية، وتستثمر أكثر من 20 مليار درهم في تكنولوجيا الفضاء، في إطار طموح لا حدود له، يستهدف بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام يدعم المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد وتطوير القدرات العلمية ويمكن ثقافة الابتكار. ويصل حجم صناعة الفضاء العالمية 300 مليار دولار، ومعدل النمو المتوقع لهذه الصناعة عالمياً 8% سنوياً.