لم يكن صدفة أبداً أن يتزامن إطلاق صاروخ حوثي باتجاه مكة المكرمة مع أول تمرين عسكري مشترك للأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي تستضيفه الشقيقة البحرين لأكثر من عشرين يومًا، بهدف تنسيق الخطوات والإجراءات والقرارات الأمنية التي يجب اتخاذها حيال أي هجمات عسكرية أو تهديدات إرهابية تواجهها المنطقة. ولا يخفى على أحد أن الهدف من الصاروخ الباليستي الإيراني هو إصرار نظام طهران ـ الذي يقود الحرب في اليمن نيابة عن الحوثيين ـ على تطبيق تهديداته التي أعلنها من قبل، بأنه قادر على الوصول إلى مكة، وكأنها مدينة فارسية تابعة لتعليمات المجوسيين والرافضة والقابعين في (قم). هكذا يحلم ويتحدى أي تدريبات، متناسيًا أن للحرم الشريف ربًا يحميه، وأن للديار المقدسة عيونًا ساهرة، وأجهزة أمنية مدربة على أعلى مستوى من الجاهزية والاستعداد القتالي، وجنود بواسل قادرون على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، وعلى المشاركة الفورية في صد أي عدوان فارسي غاشم على أي دولة خليجية جارة يستغيث حاكمها أو يطلب من المملكة التدخل والإنقاذ. ومع أن الصاروخ تم اصطياده وتدميره من قبل أجهزة الدفاع الجوي السعودي، إلا أنه كان متوقعاً من نظام إرهابي تشهد بجرائم ميليشياته وعصاباته ومنظماته دول شتى من العالم، ومن نظام استبدل الحج إلى الكعبة بالحج إلى مقام الإمام الحسين في كربلاء، ويحاول إلهاء شعبه بمعارك مفتعلة مع السعوديين لإخفاء ما يعاني منه داخلياً، من رفض متصاعد لكل حركاته ونزواته التوسعية على حساب استقرار دول الجيران. وما من مسلم على وجه الأرض إلا واستنكر هذا العمل الأهوج؛ الذي يكشف إلى أي مدى يتخبط النظام الإيراني عسكرياً، بعد الضربات المتتالية التي يتلقاها الحوثيون في اليمن، والخسائر الفادحة التي يتكبدونها جراء قصف طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لمخازن سلاحهم ودك حصونهم، وإرباك صفوفهم واختراق جبهاتهم. إن توجيه الحوثي أحد صواريخه تجاه الكعبة المشرفة، وإن دل على شيء فإنما يدل على إفلاسه وجماعته والموالين له، وعلى الخسة والحقارة والجبن والنذالة، ويكشف مدى عبث هؤلاء القرامطة الجدد بالدين، والاتجار به؛ لتحقيق مصالح ومآرب خاصة، كما يكشف في الوقت نفسه مدى كرههم للسعودية وأهلها الآمنين ونظامها المستقر، الذي يحول دون تمددهم وسيطرتهم على اليمن الشقيق. ورغم أن العالم بأسره، أدان عملية إطلاق الصاروخ، إلا أن الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل النظام الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية وكافة المنظمات الدولية؛ لاتخاذ موقف حاسم تجاه مثل هذه الاستفزازات الإيرانية. ومحاولة جر المملكة لحرب كبرى، تشعل المنطقة على غرار ما حدث مع العراق من كوارث أدت في النهاية إلى ضياعه وتمزيق لحمته، وإسقاط المنطقة في صراعات مذهبية وطائفية خطط لها أعداؤها. وإن كان الحوثي وعصابته، يظنون مجرد الظن أنهم قادرون على ترويع السعوديين بصاروخ هنا أو تفجير هناك، فإنهم حمقى، ولم يقرأوا التاريخ الحديث جيداً ولم يستوعبوا دروسه، فالمملكة الآن بجيشها وقادتها وشعبها قادرة بإذن الله على التصدي لمثل هذه المحاولات اليائسة، لا يهز ثوابتها ومواقفها الشجاعة المدعومة دولياً، ودفاعها الشرعي عن الأشقاء صاروخ. ولن يثنيها عن عاصفة الحزم أي تهديد، وسيكون النصر حليفها على الإيرانيين وأذنابهم في اليمن، ولن تترك الأشقاء في صنعاء وتعز وكافة المدن إلا بعد استرداد وطنهم المسلوب. إن نظاماً كهذا يستبيح دماء الأبرياء، ويسعى دائماً إلى تمزيق وحدة المسلمين وشق صفوفهم بأفعال صبيانية، ينبغي أن نرفع من أجله درجة الوعي، وأن نحتاط جيداً من خبثه ومؤمراته ومكائده، وشعاراته الدينية الخادعة، وتصرفاته المارقة. وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد ضد من يسيئون إلى الدين الإسلامي، ولا يترددون لحظة في الإساءة إلى المملكة؛ كرهاً لازدهارها واستقرارها، وحقدًا على حكامها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: صاروخ اليائسين لا يهّز ثـوابت السعـوديين