×
محافظة المنطقة الشرقية

عن لذّة الأكل الشعبي من على عربات الطعام نتحدّث

صورة الخبر

في رواية «الليل والضباب» (الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجمة مهتاب محمد)، للكاتب التركي أحمد أوميت، يتابع القارئ قصة ضابط ينجو من محاولة اغتيال، لكنّ اختفاء حبيبته، التي خان زوجته معها، تدفعه الى التحري والبحث عن الحبيبة الضائعة محاولاً إماطة اللثام عن الغموض الذي يكتنف القضية. ومع تطور سير التحقيق، ينهمر سيل الشكوك على رأسة، ولا سيما مع انجلاء بعض الأمور المخفية التي أصابته بالصدمة. تأتي هذه القصة من قلب مجتمع يعاني من الانحطاط الأخلاقي وغياب القيم والمبادئ، حيث تمتدّ فيه أنامل الخيانة والغدر إلى كل مكان، فيصبح المحظور مباحاً والخداع أمراً متوقعاً. يمكن اعتبار هذه الرواية من النوع البوليسي لكنها تقوم على حبكة مشوقة تنقل القارئ إلى عالم الإستخبارات والتحقيقات، فيشارك الشخصيات تجاربها ويطلّع على خبايا النفوس البشرية. أحمد أوميت (1960) أحد أشهر كتّاب الرواية التركية المعاصرة الذين لمع نجمهم في العالم أجمع، وقد احتلت رواياته المشوقة مكانة بارزة لدى القراء لكونها تتمتع بلغة سلسلة وحبكة قوية وسرد مشوق. ولد أوميت في جنوب تركيا وتحديداً في مدينة غازي عنتاب وانتقل منها لاحقاً إلى إسطنبول لمتابعة دراسته الجامعية وكان تخرجه من كلية الإدارة في جامعة مرمرة بداية بزوغ نجم هذه القامة الأدبية الشامخة في عالم الرواية. كان أوميت عضواً فعالاً سابقاً في الحزب الشيوعي التركي أثناء رزوح تركيا تحت وطأة الحكم العسكــري الديكتاتوري، وتتجلى تلك التجربة واضحة فـــي روايته «الليل والضباب» حيث بدا مبدعاً في رسم شخصيـــة الشرطي الذي يحاول كبح جماح اليساريين الذين يحاولون إغراق البلاد بالفوضى. أما في رواية «الدمية» فنجده بارعاً في رسم صورة الصحافي الذي يقع ضحية مخططات أخيه غير الشقيق الذي يسعى إلى تحقيق أهدافه الشريرة. في حين مثلت رواية «باب الأسرار» نقلة نوعية في سياق رواياته، فهو نقل القارئ إلى تكيات الدراويش الصوفية في إطار من التحقيقات التي تكشف حقائق غائبة وأعاد الواقع إلى عالم الحقيقة مولداً مزيجاً من الخوف والإرباك والذهول في ظلال شمس التبريزي وجلال الدين الرومي. وفي روايته «باتاسانا»، يغوص أوميت في عمق التاريخ مسلطاً الضوء على بطل روايته؛ وهو أحد أفراد حاشية ملك من ملوك سالف العصر والزمان، والذي يصف نفسه بأنه أحقر الخلق. في رواية «أشجار بييرا» يعرض أوميت في حبكة روائية قوية لصراع الرعاع على أملاك اليونانيين وما يرافق ذلك من تصفيات دموية. ولعل مذكرات «قاتل» هي الأكثر غموضاً وتشويقاً بين كل رواياته وهي تتناول قصة قاتل تخلص من أصدقائه ليطمس حقيقة جريمة اقترفها أبوه منذ عقود. كتب أوميت، إضافة الى الروايات الطويلة، ديوان شعر، وثلاث مجموعات قصصية.