حالة من الشد والجذب مر بها المشوار الفني للمطربة شاهيناز، فلم تتركها الشائعات، بل وحاول حزب أعداء النجاح كثيرا إطلاق وابل من الشائعات عليها والتشكيك بموهبتها ونسبة نجاحها إلى الواسطة فبعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال مشاركتها في تقديم برنامج «ست البنات» فوجئت بانتشار العديد من الأخبار التي تؤكد اعتزالها الغناء بشكل نهائي، إلا أنها لم تلتفت لا لهذا ولا لذاك، بل ولأنها اختارت الفن بإرادتها المطلقة أثبتت أنها تقف على أرض صلبة من التميز والمصداقية لتخترق قلوب الجماهير دون سابق إنذار. الكثير من الموضوعات كانت محور حديثنا معها خلال السطور القادمة.. العلاقة بين شاهيناز والغناء هي علاقة غير مستقرة. غياب ثم تواجد ثم غياب وأخيرا عودة. فما حقيقة العلاقة بينكما؟ - (تبتسم قائلة): علاقتي بالغناء قوية للغاية فهو الطريق الذي اخترته بإرادتي الحرة، بالإضافة إلى أن ابتعادي لم يستمر طويلاً، فغير صحيح أنني ابتعدت عن الساحة لمدة ثماني سنوات، فخلال تلك الفترة قدمت عدداً من الأغنيات المنفردة، ومنها أغنية «أيام حياتك» وأخرى وطنية بعنوان «حاجة واحدة» إضافة إلى ألبوم غنائي بعنوان «الصعب هيعدي»، لكنها أعمال لم تحقق صدى كبيراً بسبب ضعف الدعاية الخاصة بها وهذا ما جعل البعض يظن أنني ابتعدت عن الساحة. «شكرا أوي» هي أحدث أغنياتك المنفردة. ما الذي جذبك لتقديمها خاصة أنه كانت قد انتشرت أخبار حول تقديمك الأغاني الدينية فقط خاصة بعد الحجاب؟ - عندما عرض عليَّ المؤلف أيمن سليم كلمات الأغنية، انجذبت إليها كثيراً، ووجدت فيها الاختلاف الذي كنت أبحث عنه، فهي من أفضل أعمالي على الإطلاق وتعبّر عن حالة يعيشها الكثيرون منا، وتحمست لطرحها بشكل منفرد لشعوري بأنها ستحقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور، ووافقني الرأي زوجي الملحن والموزع الموسيقي آدم حسين، وبدأ في تلحينها وتوزيعها، وهي من الأغنيات القريبة إلى قلبي بسبب بساطتها، وكنا قد قررنا في البداية طرح الأغنية بفيديو كليب مصور، ولكننا لم نتمكن من ذلك بسبب ضيق الوقت وارتباطنا بطرحها بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، وفضلنا تأجيلها حتى لا نتسرع في تصويرها، وطُرحت الأغنية بالصوت فقط، وسيتم تصوير الكليب بالكامل في مصر لغناها بالأماكن الساحرة والتي تناسب فكرة الأغنية. وما رأيك في موقف الملحن حلمي بكر من عودتك للغناء؟ - بصدق شديد صدمت وفوجئت بهجومه عليَّ وقوله لي: «اقعدي بحجابك في بيتك أكرملك»، رغم أنه أول من أشاد بموهبتي في برنامج اكتشاف المواهب الغنائية ستار ميكر عندما كان واحداً من أعضاء لجنة تحكيمه، وفيديوهات البرنامج لا تزال موجودة إلى اليوم وتشهد على كلامي، كما أنه انتقد كل أغنياتي وصرح بأنني لم أحقق أي نجاحات باستثناء أغنية «قولي قولي»، وهذا الادعاء غير صحيح ولا يمت إلى الواقع بصلة، فقد قدمت العديد من الأغنيات التي حققت نجاحاً مع الجمهور وارتبط بها كثيراً، وليست مشكلتي أنه يهاجم المطربين والمطربات من دون أن يتابع أعمالهم الفنية. وبشكل عام أنا لا أهتم بالهجوم غير المبرر والذي يبتعد كل البعد عن النقد الفني، وهذا رأيه الشخصي وليس من حقي الاعتراض عليه، ولكنني اندهشت من ذلك كثيراً، خصوصاً أنه صدر من شخص شاهد على بداياتي الفنية ومؤيد لموهبتي. اتجه أيضاً عدد كبير من المطربين إلى تقديم البرامج التلفزيونية وكنت واحدة منهم ببرنامج «ست البنات» فما تقييمك لهذه التجربة؟ - معظمها تجارب ممتعة جداً، وجعلت الجمهور يتعرف على هؤلاء الفنانات عن قرب، كما أنها كانت برامج خفيفة، وتمكنت من مناقشة قضايا اجتماعية عديدة وفنية، إلا أن التجربة التي نالت إعجابي كانت تجربة الفنانة لطيفة من خلال برنامج «يلا نغني» وكذلك برنامج «صولا» للرائعة أصالة فهي كانت مُلمة بكل تفاصيل البرنامج، وقدمت فكرة فنية تتعلق بتخصصها وبالتالي كانت مُدركة معنى كل كلمة تقولها في البرنامج. ما الجديد الذي يحمله الألبوم؟ - بدأت التحضير له منذ فترة قصيرة، وما زلت في طور اختيار الأغنيات، وأحرص على أن يجمع الألبوم عدداً من الأغاني المتنوعة في الموسيقى والكلمات والألحان، ومن المفترض أن أنتهي منه مع بداية العام الجديد، وهو ينتمي إلى النوعية الاجتماعية، وتحمل كل أغنية رسالة إنسانية خاصة وتناقش قضية اجتماعية معينة، فالهدف من إصدار هذا الألبوم هو النهوض بالمجتمع، ومن سيستمع إليه سيجد أغاني تهدف إلى الاستقرار والسلام، وأغنية أخرى تدعو إلى تقبل آراء الآخرين. في النهاية هل هناك أغانٍ ندمت عليها بعد تقديمها؟ - الحمد لله، أنا راضية بشكل كامل عن كل خطواتي الفنية، ولم أشعر بالندم على الإطلاق. كما أنني أريد أن أوضح أن كل الأخبار التي انتشرت في الفترة الأخيرة وزعمت ندمي على الأغاني الرومانسية التي قدمتها قبل وضع الحجاب أو اعتزالي الغناء ليست سوى شائعات سخيفة ومستفزة جداً، فلم أندم على شيء قدمته لأن الخطوة تأتي بعد مرحلة تفكير طويل واقتناع تام. المطرب والسينما والانتشار لا نستطيع أن ننكر أن مشاركة المطرب في أعمال سينمائية ودرامية تزيد من نجاحاته وانتشاره وتضيف إلى رصيده، وتُغني تاريخه الفني، وهذه التجربة ليست مستحدثة وإنما هي موجودة منذ عقود طويلة على شاشة السينما، كأفلام محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وليلى مراد وأسمهان وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزي وفريد الأطرش وشادية وصباح وغيرهم الكثير من عمالقة الغناء، ولم يؤثر ذلك أبداً في مسيرتهم الغنائية، بل جعل لهم أعمالاً فنية رائعة يستمتع الملايين بمشاهدتها، وأتمنى أن أقتحم عالم التمثيل بعمل فني محترم، سواء في السينما أو التلفزيون، ولكنني أنتظر السيناريو الذي يناسبني، والحقيقة عرض عليَّ عدد من الأعمال واعتذرت عنها لشعوري بأنها لن تضيف إلي وليست على قدر ما أتمناه، فالحجاب لا يقف عائقاً أمام أي شيء، إلا إذا كان هناك ما يتعارض مع الأخلاق العامة أو الدين، وهي الأمور ذاتها التي كنت سأرفضها حتى لو لم أكن محجبة.;