تكنولوجيا صارت تستخدم أحيانا لانتهاك خصوصيات النساء، مثل تصوير مفاتنهن وهن جالسات في مكاتبهن، أو في سلالم المترو، أو حتى في الحمامات، بواسطة كاميرات خفية. وكثيرا ما تجد هذه الصور طريقها إلى النشر على مواقع إنترنت متخصصة في هذا السلوك المنحرف. وبسبب الانتشار الواسع لهذه الممارسات، وعلى أمل تجنبها قدر الإمكان، أجبرت شركة "سامسونغ" على أن تضع في كاميرات هواتفها الذكية ما يصدر صوتا لدى البدء بالتصوير، لتنبيه من يصورون وهم غافلون عن ذلك. ولا يكاد يمر يوم في كوريا الجنوبية لا يتحدث فيه الإعلام عن هذه الانحرافات والاعتداءات على خصوصيات النساء المسماة "مولكا". ويبدو أن من يقبلون على هذه الأفعال ينتمون إلى مختلف الطبقات الاجتماعية. حتى إن كاهن كنيسة سول ضبط وهو يصور نساء من الأسفل وهن في مصعد، وتبين أن هاتفه مليء بالصور المماثلة. وفي الآونة الأخيرة، حُكم على طبيب توليد بالسجن لأنه صور نساء يعالجهن وممرضات خلسة، وبث الصور عبر الإنترنت. والشهر الماضي، أضطر مدرب الفريق الوطني للسباحة إلى الاستقالة بعدما تبين أن اثنين من أعضاء فريقه وضعا كاميرا خفية في غرفة تغيير ملابس زميلاتهم. وتشير إحصاءات الشرطة إلى أن جرائم "مولكا" ارتفعت من 1100 في العام 2010 إلى أكثر من 6600 جريمة في العام 2014. وإذا كان البعض يكتفون باستخدام كاميرات هواتفهم لهذه الغاية، فإن آخرين يذهبون إلى أبعد من ذلك مستخدمين أقلاما أو نظارات أو ساعات فيها كاميرات سرية، بحسب مسؤول في وحدة المترو في الشرطة. وأنشئت هذه الوحدة في العام 1987 وكان اختصاصها آنذاك مواجهة عمليات النشل، لكنها اليوم منهمكة في مكافحة جرائم "مولكا". ويقول المسؤول الأمني "الأمر صعب، لأن التقنيات التي يستخدمونها تتطور بسرعة كبيرة، مثل التطبيقات الخاصة التي تسكت صوت الكاميرات، او تلك التي تصور شيئا آخر غير الذي يبدو أن العدسة تتوجه اليه". ومعظم الأشخاص الذين يضبطون في المترو وهم يصورون خلسة هم بين العشرين والثلاثين وغالبيتهم تلقوا تعليما عاليا، وغالبا ما يبكون متوسلين لإطلاق سراحهم، ويقسمون أنهم لم يفعلوا ذلك سوى بدافع الفضول، حسبما قالالمسؤول الأمني. ويواجه هؤلاء الأشخاص عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات ودفع غرامة قدرها عشرة ملايين وون (ثمانية آلاف يورو). ولمزيد من التشديد في مكافحة هذه الظاهرة، تعرض الشرطة مكافآت على من يبلغون عن ملتقطي الصور هؤلاء، وتدرب البلدية في العاصمة عشرات النساء على الكشف عن الكاميرات الخفية. وتقول لي هاي كليونغ الموظفة البالغة من العمر 38 عاما إنها تتجنب الحمامات العامة في أماكن مثل محطات المترو، وتقول "في حال اضطررت إلى دخول الحمام، أفتش في قبضة الباب والمرحاض". وتضيف "المقلق أن من يفعلون ذلك هم عادة أشخاص عاديون، فمن يدري إذن ما إذا كان أي شاب في المترو يصورني من الأسفل؟".