بإعلان وزير العمل المهندس عادل فقيه عن عودة الإندونيسيات، زغردت العائلات، مئات من الأسر تفضل المساعدة المنزلية الإندونيسية على بقية الجنسيات الأخرى. تفاهم كبير ربما يحدث بينها وبين الأسرة، وذلك أنها غالبا مسلمة وتتفهم الثقافة التي يعيشها السعوديون، من حيث المحافظة، والترابط العائلي، وكثرة أفراد الأسرة غالبا. ولو رأيت حركة «الواتساب»، في القروبات الأسرية عن السعادة بعودة الإندونيسيات إلى السعودية، لفوجئت بمثل هذا الاحتفاء! حتى ذكرونا بأغنية فيروز «رجعت الشتوية»، لم يبق إلا أن تغني ربة البيت مع فيروز بشيء من التحريف: رجعت الإندونيسية، وغنية منسية ع دراج السهرية، رجعت الأندونيسية.. لنكن إيجابيين هذه المرة، أعلم أن هناك أسرا حادة وقاسية في التعامل مع العاملات والمساعدات المنزليات، لكن هناك أسرا نراها تعتبر المساعدة جزءا من الأسرة. يحدثني صديق أن والده حتى لو اشترى أصبع شوكولاته، أو كرة آيسكريم مثلجة، يحسب حسابها مثل أي طفلة أخرى ومثل أي بنت أخرى، حتى في المناسبات أو الحفلات يكون هناك احترام لهن، وبهذا الأسلوب نستقطب قلب هذه المساعدة المنزلية لتكون جزءا منا. ممارسة التمييز ضدها هو الذي يصنع الحقد أو الغل في القلب، لكن حين تكون يدنا كريمة وعطاؤنا سخيا وتعاملنا مؤدبا، فإننا نأخذها في صفنا ضمن بيتنا وأسرتنا. كثيرون لديهم تجارب رائعة مع سائقين أو عاملات منزليات، أذكر أن أحد السائقين عمل مع مسن في نجد مدة أربعين عاما، وهذا السائق الهندي أطلق على أكبر أبنائه اسم كفيله، وحين توفي ذلك المسن تقطع قلبه وعاد إلى الهند، ولم تمر إلا بضعة أشهر ولحق به إلى الدار الآخرة! هذه نماذج إنسانية مبهجة، ولكننا متفائلون بالمرحلة الجديدة مع الإندونيسيات، فأسعدوهن يسعدنكم، فالعاملة إنسانة لا تختلف في حقوقها وقيمتها عن كفيلها وكفيلتها، فرفقا بهن ــ رعاكم الله. عكاظ