أبوظبي: إيمان سرور أكد المهندس حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أهمية مادة التربية الأخلاقية لما ستلعبه من دور مميز في رفد العملية التعليمية، وخلق جيل يتمسك بالأصالة، والقيم، والمبادئ الإسلامية الأصيلة في ظل الانفتاح غير المحدود على العالم، وغزو عقول النشء، مشيراً إلى أن فريقاً متكاملاً من جميع الجهات التعليمية والأكاديمية في الدولة عمل عليها، وهي مادة مكملة لبقية المواد العلمية التي تشملها المنظومة التعليمية، مشيراً إلى أن الوزارة عملت في المرحلة السابقة على إجراء عمليات التطوير لمناهجها الدراسية الأدبية منها والعلمية، ضمن منظومة جديدة هي المدرسة الإماراتية. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس، عقب جلسة الاعتماد المبدئي لتطبيق منهج التربية الأخلاقية في مدارس الدولة، في فندق انانترا القرم في أبوظبي، بحضور الدكتور علي راشد النعيمي، مدير مجلس أبوظبي للتعليم، والشيخة خلود القاسمي، وكيلة وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الرقابة، وفاطمة المري، رئيسة تنفيذية في مؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والدكتورة كريمة المزروعي، المديرة التنفيذية لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم. وقال الحمادي إن موضوع الأخلاق في مدارسنا موضوع حساس في هذه المرحلة، حيث يتطلب التركيز عليه، وقد تم تغطية هذا الجانب بالكامل بمادة جديدة تسمى التربية الأخلاقية، مشيراً إلى أن شعب الإمارات محظوظ بقيادته الرشيدة التي تستشرف المستقبل، حيث خص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التعليم باهتمام كبير، عبر إدخال هذه المادة في مناهجنا، لتكون مادة جديدة تبيّن أن البيت متوحد وأن مجتمعنا متماسك ومتكامل. فريق واحد وقال الوزير إن تطوير التعليم محور مهم جداً في دولة الإمارات ونتطلع دائماً إلى المركز الأول، مشيراً إلى أن تطوير الطالب والتعليم والمدارس الإماراتية ودمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، يتطلب منا إيجاد مشاريع جديدة، حيث كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الفضل في إدخال مادة التربية الأخلاقية، مشيراً إلى أن لهذه المادة خصوصيتها في المجتمع الإماراتي، ونحن مقبلون على حقبة مستقبلية مملوءة بالتحديات الكبيرة، مؤكداً أنهم يعملون فريقاً واحداً، وهناك تجانس في الأعمال. وأكد أن المبادرة ستطبق كمرحلة تجريبية مطلع الفصل الدراسي الثاني المقبل للعام الدراسي الحالي في 20 مدرسة حكومية وخاصة، على أن تطبّق على كل مدارس الدولة (حكومية وخاصة) من العام الدراسي المقبل، لافتاً إلى أنها مادة أساسية ومحورية في بناء الطالب الإماراتي المبدع والمبتكر المؤمن بحضارته وثقافته ومعتقداته وتقاليده. حصة أسبوعية وتقييم دوري أكد الحمادي في معرض رده على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام أن مادة التربية الأخلاقية ستكون شاملة وكاملة وستعطى للطلبة بواقع حصة أسبوعية، وسيتولى تدريسها مدرسو الدراسات الاجتماعية. وقال إن المادة ستكون موحدة على مستوى مدارس الدولة وتطبيقها سيكون موحداً في المدارس، وأن فريقاً سيتولى الإشراف على تأهيل المعلمين. وأوضح الدكتور النعيمي، أن المادة مكملة للمواد الأخرى، وسيتم إصدار كتيب عن عناصرها، وأنها لن تتعارض مع أي مادة أخرى. وأكدت فاطمة المري أنها حصن للطفل والطالب، وتسهم في تكوين شخصيته وتنميتها. لحظة فارقة وأكد الدكتور علي راشد النعيمي، أننا اليوم ونحن نطلق رسمياً منهج التربية الأخلاقية، نعيش لحظة فارقة في مسيرة التعليم في دولة الإمارات، مشيراً إلى أننا بإطلاق هذه المبادرة النوعية نصنع مجتمعاً بأخلاق متميزة، كون التحديات التي يواجهها أبناؤنا والمتمثلة في طبيعة المجتمع وتداخل الثقافات فيه وطبيعة الانفتاح الموجود والطرق المتاحة للجميع يحتم علينا أن نبادر بإطلاق هذا المنهاج، الذي نأمل بأن يتفاعل معه المجتمع ويستشعر مسؤوليته، فالمسؤولية لا تقع على المدرسة فقط، بل هي مسؤولية الجميع من إعلام وأولياء أمور ومؤسسات النفع العام. وكل من له علاقة في التعامل مع الناشئة يجب أن يتبنى رؤية التربية الأخلاقية ويسهم في تحقيق أهدافها. تحديات متعددة وأضاف النعيمي أن مجتمع الإمارات يواجه تحديات متعددة كونه مجتمعاً مفتوحاً لتداخل الثقافات، ولطبيعة العصر الذي نعيشه الآن، عصر منفتح من خلال الوسائل التكنولوجية التي قربت بين المسافات وأصبح العالم قرية صغيرة، والهدف الأساسي أن تكون مخرجات التعليم نوعية وأن يكون لدينا مجتمع معتز بأخلاقه. شخصية فاعلة ثمنت الشيخة خلود القاسمي، حرص القيادة على إثراء المسيرة التعليمية وتعزيز القيم الرفيعة والمثل العليا في المجتمع المحلي. وقالت إن ما يميز المنهاج أنه لن يكون تقليدياً، يتناول أسلوب التقييم، بأدوات تكوينية تشمل مشاريع ينفذها الطلاب، فضلاً عن دراسة حالة ومواقف يعيشها الطالب منها يتم تقييم سلوكه وتوجيهه، مشيرة إلى أن المنهاج سيراعي من خلال دليل الشراكة لأولياء الأمور تعريف الآباء ما يتلقاه الطالب من دراسة بعد كل 3 وحدات، كما سيتضمن تدريبات ومهارات ينفذها الآباء مع أبنائهم لتعم الفائدة على الجميع. فكر وطني وثمنت فاطمة المري، المبادرة، مشيرة إلى أنها تتزامن مع حاجتنا الحتمية الملحة إليها في وقتنا الراهن، وأنها تأتي من فكر وطني داعم ومساند للعملية التربوية والتعليمية، كونها تتضمن مجموعة من القيم المهمة، والمثل التي تبني شخصية الناشئة. وقالت المري نحن لا نربي أبناءنا وحدنا وهناك الكثير الذي يربون معنا الأبناء منها الفضاء الخارجي المفتوح، كما أن دور المدرسة يأتي مكملاً للبيت، ولكن تظل المؤثرات الخارجية التي يتلقاها الأبناء منذ البداية هي الأساس في تكوين شخصيتهم. تعزيز القيم وقالت الدكتورة كريمة المزروعي، إن مادة التربية الأخلاقية تعد مادة داعمة لسلسلة المواد التعليمية، وهي تعزز مجموعة من القيم، حيث إنها ترسخ قيم التسامح والاحترام وستعزز السلوكات الإيجابية لدى الطلبة، ومن المقرر إدراجها في مناهج ومقررات المجلس، وذلك بالتعاون مع ديوان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأشارت المزروعي إلى جاهزية منهاج مادة التربية الأخلاقية للتجريب على عينة ممثلة لمدارس أبوظبي الحكومية والخاصة، إسوة ببقية المدارس في الدولة، خلال يناير المقبل، مشيرة إلى أن المجلس سيكرس الأسبوع المهني للمعلمين خلال إجازة الفصل الدراسي الأول للتدريب على مفردات هذه المادة.