استبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، أن ينهار اتفاق عالمي محتمل لتقييد إنتاج النفط بسبب الموقف المعلن للعراق وهو عدم تقليص الإنتاج. وأبلغ العراق الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو أنه مستعد للتعاون في التوصل إلى اتفاق على خفض المعروض لدعم أسعار النفط بشرط أن يحتفظ بإنتاجه قرب المستويات الحالية. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي معلقاً على زيارة باركيندو بغداد: «نحن مستعدون للتعاون على أساس صحيح». وقال بيان من رجل الدين الشيعي البارز عمار الحكيم بعد اجتماعه مع باركيندو إنه يؤكد الحاجة إلى استثناء العراق من أي اتفاق من شأنه أن يخفض إنتاجه. يزور باركيندو الذي يحاول ترسيخ اتفاق لخفض المعروض من أجل دعم أسعار النفط بغداد قبل اجتماع أوبك في 30 تشرين الثاني (نوفمبر). ويقدر العراق إنتاجه في أيلول (سبتمبر) عند 4.774 مليون برميل يومياً وقد يزيد قليلا في تشرين الأول (أكتوبر). وتقدر المصادر الثانوية لـ «أوبك» إنتاج العراق عند 4.455 مليون برميل يومياً. والتقى باركيندو وزير النفط العراقي جبار اللعيبي الذي عبر عن «دعم جهود الأمين العام» وفق بيان نشر في موقع الوزارة على الإنترنت. وقال رئيس «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) فلاح العامري، إن بلاده لن تنزل بالإنتاج عن 4.7 مليون برميل يومياً «سواء بقرار من أوبك أو غيرها». وفي حين أن أي اتفاق على خفض الإنتاج تتوصل إليه منظمة «أوبك» قد يدخل حيز التطبيق في 1 كانون الأول (ديسمبر) يقول متعاملون إن التأثير الأكبر على الأسعار سيظهر في عقود التسليم في أوائل 2017، خصوصاً عقود شباط (فبراير) وليس في السوق الفورية. وحتى عقود كانون الثاني (يناير) ستكون أقل تأثراً لأن تداول هذه العقود سينتهي يوم الاجتماع بما يجعل عقد شباط أول العقود التي يتزامن تداولها مع الاجتماع. وتظهر بيانات السوق تدفقاً مطرداً من المراكز الجديدة على عقد شباط في الآونة الأخيرة مع ارتفاع عدد المراكز المعروفة باسم المراكز المفتوحة في عقود شباط الآجلة، وذلك بنسبة 48 في المئة منذ لوحت «أوبك» باحتمال خفض الإنتاج في 28 أيلول. وسجل سوق الخيارات أيضاً قفزة في النشاط المرتبط بشباط. وهبطت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي مقتربة من 50 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع مع تنامي شكوك المستثمرين في توافق الدول الأعضاء في «أوبك» على خفض الإنتاج، فيما سجلت فيه المخزونات الأميركية زيادة كبيرة ومفاجئة. وفي ظل إصرار العراق على استثنائه من الاتفاق وتوقعات باستثناء إيران ونيجيريا وليبيا بالإضافة إلى فنزويلا وإندونيسيا التي أعلنت شركة إنتاج النفط الحكومية فيها أول من أمس أنها تستهدف زيادة إنتاجها بنسبة 42 في المئة العام المقبل، تتراجع ثقة التجار والمستثمرين في فرص إبرام اتفاق مؤثر. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» بواقع 72 سنتاً إلى 50.07 دولار للبرميل بعدما لامست أدنى مستوى منذ 3 تشرين الأول (أكتوبر) خلال الجلسة عند 50.02 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي بواقع 73 سنتاً إلى 49.23 دولار للبرميل. وتعرضت سوق النفط لمزيد من الضغوط من البيانات التي نشرها معهد البترول الأميركي في ساعة متأخرة أول من أمس وأظهرت زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة. وكان ينتظر أن تنشر إدارة معلومات الطاقة البيانات الرسمية لمخزونات الخام في وقت لاحق أمس.