×
محافظة مكة المكرمة

حرس الحدود ينقذ 3 شبان تعطل قاربهم في عرض البحر

صورة الخبر

ـ ثمة مدن تعلمك انتظار الراتب في آخر الشهر، وتشرح لك أبعاد الفاقة والجوع ومصاعب المستقبل، وأخرى بالرغم من مصاعبها تعلمك التصالح مع الحياة، ولذة البوح والفرح والتفاعل الإيجابي مع التفاصيل اليومية، وتشرح لك فوق كل ذلك كيفية استقامة الضمير بعيداً عن أي ادعاءات مزيفة.. ـ في جازان المدينة والجامعة؛ لن ترتوي أبداً من وحي الحضارات والعصرنة العاقلة لأنك تقف أمام عبق التاريخ، وخصال النبلاء.. فأهل جازان جادون تماماً في تحقيق أحلامهم و في تقديم ثقافاتهم على طبق من نور، ولا ينتظرون أحداً كي يقوم بتعميدهم بفرمان قبول كي ينطلقوا في ممارسة حلم فاخر هو الإنسان. ـ في جازان كل الممرات حميمة، وكل الجدران متصالحة؛ جملتان عابرتان من كلمة طلاب الجامعة، ولكنهما كانتا نصين أدبيين لوحدهما تحملان آلاف المعاني المعبرة عن رواية إنسانية متكاملة الأركان، ويا له من عبقري قادر ومثمر ذلك الذي يصنع تاريخه بيديه لا بأيدي المجاورين في أي مكان.. ـ تسع سنين كانت كافية جداً كي تُحدث هذه الجامعة الوليدة في جازان الفارق المطلوب، وأجزم أننا سنؤرخ قريباً بكامل الثقة أن تاريخ الجامعات العصرية يبدأ من جازان، ولنا أمل أن يتسع هذا الأنموذج الخلاق حتى تأتي اللحظة التي يؤمن فيها المجاورون أن المشكلة ليست دائماً في الميزانيات؛ بل في الرجال الذين يتعاملون معها وثمة فرق كبير.. ـ منظومة القيم الاجتماعية في جازان تم استدعاؤها إلى الجامعة بكل يسر وسهولة، وبالتفاعل المدروس أمكن خلق حياة لا حد لها من الارتواء الراقي؛ فهل ثمة جامعة سعودية تجرؤ اليوم على تقليد جامعة جازان في هذا الاستدعاء؟ أو تحاول الاقتراب من أسوارها ولو بحفلة تخرج مشابهة على الأقل؟ ـ فرق كبير بين أن يخرج الطلاب على الوطن، وبين أن يخرجوا إليه حاملين أطواق الفل وقبضات الشيح والريحان والكادي؛ من أراد معرفة الفرق فليأخذ أولاده وبناته في العام القادم إلى تلك الجامعة، وسيتأكد تماماً أنه أمام أول جامعة سعودية بتفاصيل وروعة أهل البلد الواثقين من أنفسهم إن مُنحوا الفرص اللازمة.. غداً أكمل.