×
محافظة المنطقة الشرقية

دول الخليج في مواجهة إرهاب يقدم نفسه كمكون اجتماعي

صورة الخبر

عمان - يحلل الناقد المصري الدكتور سيد عبدالله السيسي السمات النصية التي تشكل شعرية قصيدة النثر في كتابه "ما بعد قصيدة النثر.. نحو خطاب جديد للشعرية العربية" الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وفي مقدمة كتابه يتساءل الاستاذ في جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة قائلا: "هل تكشف قصيدة النثر بالفعل عن أزمة في الشعر العربي؟ أم أن ما تكشف عنه في الحقيقة هو أزمة الخطاب النقدي بالأساس، وبالتحديد في تصورات المؤسسات النقدية للشعرية العربية، وفي أزمة الخطاب النقدي في صياغته لمفهوم الشعرية؟ عبر قراءة معمقة للمشهد الشعري المعاصر، وتحليل للمتغيرات التي طرأت على ترسيم خارطة الشعر العربي". ويطرح الكتاب الذي يقع الكتاب في 296 صفحة من القطع الكبير مراجعات للخطاب الشعري والخطاب النقدي معا ضمن مكان ومكانة قصيدة النثر على تلك خارطة الشعر العربي. ويستعرض الكتاب مساءلات تتعلق بوضعية قصيدة النثر في اللحظة الراهنة بوصفها ممثلة لـ"الشعرية العربية"، أو على الأقل الممثلة لذروة ما وصلت إليه تلك الشعرية من تطور عبر تحولاتها في تاريخ الشعر العربي الحديث. ويراجع المؤلف ما آلت إليه تجربة الحداثة الشعرية إبداعيا ونقديا، من خلال مساءلة المرجعيات النظرية والنقدية للحداثة العربية التي أدت بقصيدة النثر وبالشعرية العربية لما هي عليه في اللحظة الراهنة. ويهدف الباحث في هذا الكتاب إلى تقديم ممارسة قرائية للنص الشعري تسعى لتجاوز المنظومة الإجرائية التقليدية في تحليل الشعر العربي بأبعاده التشكيلية، بعيدا عن المقولات الجاهزة من داخل الخطابات التأسيسية لجماليات قصيدة النثر أو من خارجها معتمداعلى التحليل النصي للسمات التي تشكل شعرية قصيدة النثر. ويقدم الكتاب ممارسة قرائية أكثر وعيا بمقتضيات تأسيس آليات جديدة لمقاربة القصيدة الحديثة تتجاوز ما قدمته المنظومة التقليدية في النقد العربي إلى الإفادة مما تقدمه الدراسات الأحدث في تحليل البنى التكوينية للنص الشعري، من بنى لغوية وتصويرية وإيقاعية، وفقا للمؤلف. وتأتي هذه الممارسة القرائية الواعية كما يقول المؤلف لأن "المنظومة التقليدية التي كنا ندرس من خلالها القصيدة لم تعد كافية حتى لدراسة الشعر التقليدي ذاته، ناهيك عن دراسة قصيدة حديثة تشكلت في مرجعيات جمالية أكثر تعقيدا وكثافة لغةً وإيقاعيا وتصويرا". ويتركز اهتمام المؤلف برصد التحولات التي مرت بها قصيدة النثر العربية والغربية في سياق التحول من الحداثة إلى مابعد الحداثة بتجلياتها الفلسفية والإيديولوجية والاجتماعية والجمالية. كما يتتبع بعض السمات الأخرى التي اقترنت بالحداثة وما بعدها مثل الاغتراب أو العدمية أو التشيؤ والاستلاب..إلخ، ويناقش بعض التصورات التي نبهت لضرورة تصحيح المسار الذي اتجهت فيه مابعد الحداثة لما ارتأوه فيها من مخاطر قد تودي بكل ما هو ايجابي في قيم الحداثة أو ما بعدها.