×
محافظة المنطقة الشرقية

ناثان في المملكة لعرض تجربة نيوزيلندا وتعزيز التعاون الزراعي

صورة الخبر

  محاصرة الشباب العربي ومحاولات تغييب وعيهم أمر لا يتوقف، وفي كثير من الأحيان تصير هذه المحاولات منظمة، ولعل مادة "الجوكر" أحد أبرز "المخدرات الاصطناعية" اجتاحت مؤخرًا الأسواق العالمية منذ عام 2000، وبدأت في الانتشار سريعًا إلى أن وصلت إلى الدول العربية منذ عامين تقريبًا.   ونظرًا لسهولة الحصول على "الجوكر"، عبر المواقع الإلكترونية، انتشرت بسرعة البرق بين أوساط الشباب، خصوصًا الفئة العمرية بين 19 و25 عامًا، لا سيما أنها تباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية ويتم التسويق لها على أنها طبيعية 100% وليس لها أضرار جانبية ولا يمكن الكشف عنها في الفحوصات التقليدية، وكذلك لأنها لم تكن من المواد المحرمة قانونًا مثل الحشيش "القنب"، ومع كل هذا تأثيرها القوي المشابه لتأثير "الحشيش".   "التهريب أونلاين" "الجوكر" نوع من المخدرات يتكون من مواد عشبية لها لون أخضر فاتح تحمل رائحة "الماريجوانا" ومعالجة بواسطة مواد كيماوية، ويتم استخدامها من خلال لفها بأوراق أتومان وتدخينها بواسطة الغليون أو النرجيلة المفرغة من الماء.   ولم تعد عمليات التهريب الكبيرة ووسائلها التقليدية هي الطريق الوحيد لترويج تلك السموم وبيعها، بل تخطتها لتصل إلى عرض بيعها عبر مواقع إلكترونية تتخفي تحت صفة شركات بيع مواد عشبية طبية، وتروج للمخدرات الاصطناعية باعتبارها عشبة تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين، ليقع الشباب فريسة سائغة لهؤلاء المروجين الذين يلجئون إلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر سمومهم .   ورغم خطورة تلك المخدرات الاصطناعية التي كان أحدثها مخدر "الجوكر"، إلا أنها باتت تلقى إقبالًا لدى الشباب الذي يجلبها ويتعاطاها بغرض زيادة التركيز وتنشيط الذاكرة دون علمه بحظر جلبها وحيازتها وتعاطيها في الدولة مؤخرًا، إلى جانب ما تسببه من مخاطر للمتعاطي تصل إلى تعرضه لحالة جنون مؤقت تتضمن الهذيان، والهلوسة، والارتباك، وتخيل أشياء غير حقيقية، والخروج عن تصرفاته الطبيعية، وإصابته بنوبات من التشنجات، وعدم القدرة على تقدير المسافات.   كما أن تعاطي هذه المادة يتسبب في أضرار جسيمة لصحة وسلامة الإنسان، وتؤدي إلى اتلاف الجهاز العصبي المركزي، خصوصًا المخ، مما ينتج عنه هبوط حاد في الجهاز التنفسي، وقد يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة .   وأمام خطورة تلك المادة ومشتقاتها كمادة "سبايس" سارعت الإمارات إلى إدراجها مؤخرًا ضمن القائمة رقم واحد من المواد المخدرة المحظورة التي يعاقب على تعاطيها بالسجن الذي لا يقل عن أربع سنوات، وتصل عقوبة الاتجار بها إلى الإعدام، ولكن تبقى التوعية بخطورتها هي السبيل لحماية الشباب العربي من الوقوع في براثن مروجي تلك المواد المخدرة التي تهدد مستقبل شبابنا .   "خلطات عشبية" تتركب المخدرات الاصطناعية ومنها مخدري الجوكر وسبايس وغيرهما من خلطات عشبية يتم رشها بمركبات كيميائية مناظرة للمركبات الموجودة في الحشيش، ولكن بصورة كيميائية لا يمكن الكشف عنها بالطرق التقليدية، وتعد تلك المركبات ذات فعالية عالية تفوق نظيراتها الطبيعية ويتم خلطها بنسب مختلفة حسب المصنع وتضاف إلى المكونات العشبية للمخدر .   وتكمن خطورة هذه المركبات في أن تأثيرها الكامل لم يصبح معروفًا، إلا منذ فترة قصيرة فأحد مركباتها الذي هو سماد كيميائي له تأثير مشابه للقنبيات ولكن بجرعة أقل بكثير، ومركب آخر وجد أنه من 100 إلى 800 مرة أقوى من المركب الأساسي في الحشيش، هناك أيضًا العديد من المركبات الأخرى التي يتم تطوير العديد، منها بصورة مستمرة من قبل المصنعين لهذه المواد المخدرة، ما يجعل الكشف عن هذا المخدر تحديًا .   وحول تأثير مادة "الجوكر" وجد أن لها نفس تأثير الحشيش بسبب المركبات الكيميائية التي تماثل القنبيات الطبيعية، ولكن الأبحاث أثبتت أن لمخدر سبايس تأثيرات أخرى غير موجودة لدى مستخدمي الحشيش الطبيعي ومن هذه التأثيرات، القيء والإعياء وفقدان التركيز والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة.   ويشعر مستخدمو "سبايس" كذلك بزيادة مفاجئة في الطاقة، ودفق من الحرارة وأوهام بأنهم لا يقهرون، حيث وجد أن الجرعات العالية من المخدر يمكن أن تسبب نوبات من الذهيان وكذلك يمكن أن تسبب عودة حالات الذهان لدى المرضى الذين سبق أن أصيبوا به، واحتشاء عضلة القلب (السكتة القلبية) والتشنجات والفشل الكلوي .     "أعراض المخدرات" بدورها،  بينت الأبحاث أن بعض المستخدمين لهذه الأنواع من المخدرات الاصطناعية بجرعة 3 جرامات لعدة أشهر تظهر لديهم أعراض انسحاب مشابهة لأعراض الانسحاب من المخدرات مثل الكوكايين، وتلك الخطورة هي ما حدت بالإمارات إلى تجريم جلب تلك المادة وحيازتها وتعاطيها .   وينبغي التركيز على التوعية بالأخطار الناتجة عن استعمال هذه المواد المحظورة، خصوصًا في فئة المراهقين والشباب، وتوعية الأهل والقائمين برعاية أمور الشباب من مدرسين ومربين، واستعمال أحدث الطرق العلمية للكشف عن هذه المواد، والمتابعة المستمرة لكل المستجدات على الصعيد العالمي في مجال الكشف عن هذه المواد وكذلك القوانين والتشريعات الدولية .   "إضعاف الذاكرة" ومن جهته، نبه مصطفى جلال الدين، اختصاصي نفسي، إلى خطورة تلك المواد وما تسببه من أضرار صحية من بينها إضعاف الذاكرة إلى جانب مضاعفات أخرى بتعاطيها على المدى الطويل، في حين أن الشباب يتعاطاها بغرض تنشيط الذاكرة والقدرة على التركيز، التي يكون تأثيرها على المدى القصير لتظهر بعد فترة مضاعفاتها الخطيرة، وهو الأمر الذي يستوجب مواجهة هذا الخطر والتصدي له لحماية شبابنا .   وطالب بضرورة حجب المواقع الإلكترونية التي تروج لتلك المواد المخدرة، لتكون بمثابة الحائط الصد لمنع وصول تلك المواد إلى الشباب بسهولة عبر البريد السريع ومنع الترويج لها، وجلبها وتعاطيها من قبل الشباب بعد إيهامهم وتعرضهم للخداع من قبل مروجيها بجدواها وقدرتها على تحسين المزاج .    "الشبكة العنكبوتية" وبدا واضحًا أن الانفتاح على العالم عبر الشبكة العنكبوتية، ولجوء البعض إلى التسوق من جميع أرجاء العالم، استغله المروجون لتلك السموم لإيهام الشباب والسيطرة على عقولهم وادعائهم بجدوى تلك المواد وعدم حظرها والترويج لها باعتبارها أعشابًا ولا يعاقب القانون على حيازتها وتعاطيها، وهو الفخ الذي يقع فيه بعض الشباب.   كما أن خطورة الأمر تتمثل في سهولة الحصول على تلك المواد المخدرة عبر المواقع الإلكترونية التي يتم الترويج باعتبارها نوعًا من البخور أو العطور يساعد على تحسين المزاج وذات مفعول يستمر لفترة طويلة ويدعي مروجوها أن تلك الخلطات العشبية لا تحوي موادًا كيميائية ممنوعة وأنها قانونية وغير محظورة، ما يتسبب في وقوع الشباب ضحايا في براثن هؤلاء المروجين .     "نماذج عربية" وفي أغسطس 2013، أصدرت النيابة العامة في أبوظبي خلال شهر أغسطس  الماضي قرارًا بإحالة ثماني قضايا جلب مخدر القنبيات المصنعة والمعروف شعبياً باسم "سبايس"، للمحاكمة، وذلك تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء الصادر في 9 مايو 2012 القاضي بإضافة مخدر القنبيات المصنعة "السبايس" إلى قائمة الجدول رقم واحد من القانون رقم 14 لسنة 1995 بشأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية .   مصدر أمني قال حينها لـ"الخليج" إن مادة القنبيات المصنعة أشد خطورة من المواد المخدرة الأخرى، بل إنه يزيد في تأثيره مئتي مرة عن مخدر الماريجوانا، لافتًا إلى أن هذا المخدر يأتي غالبًا على شكل أعشاب داكنة اللون، تتسبب للمتعاطي بحالة جنون مؤقت تتضمن الهذيان، والهلوسة، والارتباك، وتخيّل أشياء غير حقيقية، والضحك، والخروج عن تصرفاته الطبيعية، وإصابته بنوبات من التشنجات، وعدم القدرة على تقدير المسافات، كما أن تعاطي هذه المادة يتسبب في أضرار جسيمة لصحة وسلامة الإنسان حيث تؤدي إلى إتلاف الجهاز العصبي المركزي، وخاصة المخ، مما ينتج عنه هبوط حاد في الجهاز التنفسي، وقد يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة .   وأكد أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول في العالم التي تنبهت إلى خطورة مخدر السبايس، ووضعته ضمن القائمة رقم واحد من المواد المخدرة المحظورة التي يعاقب على تعاطيها بالسجن الذي لا يقل عن أربع سنوات وتصل عقوبة الاتجار بها إلى الإعدام .   ولفت إلى أنه يوجد في الوقت الحاضر كم هائل من تلك المركبات في مصادر الإنتاج في بعض دول شرق آسيا وأوروبا تباع عن طريق الإنترنت ويتم جلبها من خلال شركات البريد السريع، موضحًا أنه يمكن توليف العديد من مشتقات القنبيات المصنعة بسهولة، حيث يلجأ المصنعون إلى إجراء تغيير في تركيبتها كإضافة فيتامين "إي" ليجعل اكتشافها أكثر صعوبة، أو استبدال أو إضافة مجموعات كيميائية مختلفة إليها التي غالباً ما تؤدي إلى زيادة في قوة فاعليتها وتأثيراتها على متعاطيها .   وفي الكويت كتب خبر في عام 2013 عنوانه "المخدرات الحلوى... تغزو أسواق الكويت"، حيث اكتشفوا في أسواق الكويت أن علماء الكيمياء الحيوية بالصين صنّعوا «الماريجوانا» وغسلوا «الحشيش» بمواد لتغيير تركيبته الكيميائية بحيث تعجز الأجهزة المخبرية عن اكتشافها، وانتشر بالأسواق. وعلى الفور، كشف المسؤولين في الجمارك بالتنسيق مع جامعة الكويت والأدلة الجنائية وتم تأسيس تعاون مشترك للكشف عن جميع الممنوعات الجديدة.   أما في الأردن نجح قسم مكافحة المخدرات في التوصل إلى عصابة تعمل على تصنيع أخطر مادة مخدرة تعرف بـ"الجوكر"، وتم إلقاء القبض على خمسة أشخاص استخدموا شقتين في إحدى مناطق شمال عمان لتصنيع وتغليف مادة مخدرة تعرف بعدة أسماء منها "الجوكر" التي تصنع بمواد كيميائية سامة للغاية ومسرطنة تخلط بأنواع مجهولة من الأعشاب وتشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، حسب ما صرح به مصدر أمني .   كما تم ضبط ثلاثة آلاف كيس جاهز للبيع من تلك المواد المخدرة بعد التفتيش، إضافة إلى مواد كيميائية سامه مختلفة وادوات وماكينات متنوعة تستخدم في التصنيع والتغليف ، ويتم ترويجها في أكياس بلاستيكية صغيرة وبأسعار مرتفعة مقارنة بتكلفتها المتدنية حيث بوشر بجمع المعلومات و البحث والتحري عن مصادر تلك المواد وكيفية بيعها وتداولها ومازال التحقيق جار معهم .   في الوقت نفسه، أشار مدير إدارة مكافحة المخدرات بالأردن العقيد سامي عسكر الهميسات، إلى أن المملكة تصنف عالميا في قضايا المخدرات على أنها دولة ممر وليست مقر وفق القضايا المضبوطة بالنسبة لعدد السكان، إلا أنه ذكر: "عندما يصبح عدد المتعاطين للمخدرات نحو 70 ألف شخص نكون دولة مقر لهذه الآفة فقط.. تصنيف الأردن في الأمم المتحدة وتحديدا بهيئة الرقابة الدولية من دول عبور المخدرات.   "مواد مثيرة للنشوة" "المخدرات المثيرة للنشوة" هو اسم يطلق على المواد ذات التأثير النفسي التي قد تباع في ايرلندا من خلال محلات بيع المنتجات المرتبطة بالمخدرات "محلات مستلزمات مدمني المخدرات ومحلات بيع القنب الهندي" وغيرها من المحلات مثل محلات المستلزمات الجنسية أو صالات الوشم.   كما يمكن أيضًا شراؤها عبر الإنترنت، وتباع هذه المخدرات كبدائل لمخدرات مثل القنب، وحبوب السعادة، والكوكايين، وحامض إل. إس. دي، والإمفيتامينات، والهيروين.   وتتوافر في الأسواق مئات الأنواع من هذه المخدرات بأسماء عديدة تنتشر بشكل سريع وتشمل المخدرات التي تعمل كمهدئات (مهبطات)؛ منشطات (منبهات)؛ مهلوسات (رحلات الأوهام)؛ مثيرات جنسية (منشطات جنسية).     "عدم الصلاحية" يكتب على البطاقة التعريفية للعديد من هذه المخدرات المعروضة للبيع أنها "غير صالحة للاستعمال الآدمي" حتى يتحايل بائعو هذه المخدرات ومورِّدوها على القانون ويتفادوا المسؤولية عن أي آثار سلبية أو مخاطر. ولبعض هذه المخدرات استخدامات مشروعة في مجال الصناعة ورعاية الحيوان، إلا أن ضعاف النفوس استغلوا هذه النقاط واستخدموها على البشر .   بعضها قد يصيبك بالتشوش- ومن ثم، فإنك تكون أكثر عرضة للحوادث أو للمخاطر الجسيمة قد تسبب قلقًا، أو نوبات فزع أو جنون العظمة أو حتى الإصابة بالأمراض الذهانية كثير من هذه المخدرات تندرج ضمن المنشطات (المنبهات) التي قد تصيبك بالأرق، مما يعرضك للإجهاد والاكتئاب في مرحلة لاحقة.   كما أن لهذه المخدرات آثار سلبية على الصحة العقلية- فكثيرًا ما يقول الناس إنهم يشعرون بالتشوش الذهني بعد تعاطي هذه المخدرات، فحتى المواد "الطبيعية" أو "العشبية" قد تسبب ضررًا مثل الفشل الكلوي، والغيبوبة، وقد يصل الأمر حتى إلى الوفاة، وتبقى التوعية سلاحًا مميزًا لتجنب كل هذا وذاك.