أبلغ وزير الاستخبارات محمود علوي مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس أن عضواً في الوفد المشارك في المفاوضات النووية مع الدول الست، بُرِّئ من تهمة التجسس. ودافع عن تعامل الوزارة مع زيارة سيناتور أميركي إيران الشهر الماضي، مؤكداً أنه خضع لـ «مراقبة تامة». وكان الناطق باسم القضاء غلام حسين محسني إيجئي أعلن في آب (أغسطس) الماضي اعتقال «جاسوس متسلّل»، وبدء تدابير قانونية في حقه. وتبيّن أنه عبد الرسول درّي أصفهاني الذي أشرف على الجوانب المصرفية في المفاوضات التي أدت إلى إبرام اتفاق نووي بين طهران والدول الست. وكان الأصوليون اتهموا درّي أصفهاني بـ «تجاوز الفريق المفاوض» وتقديم معلومات ثمينة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. لكن مسعود بزيشكيان، نائب رئيس البرلمان، أبلغ النواب أن رسالة وجّهتها وزارة الاستخبارات تفيد بأن «درّي أصفهاني لم يتجسّس». وكان علوي موجوداً خلال جلسة البرلمان أمس، وأكد للنواب أن درّي أصفهاني لم يكن جاسوساً. ودافع الوزير عن تعامل الوزارة مع زيارة السيناتور الأميركي جيم داباكيس لإيران طيلة 6 أيام، والتي اعتبرها الأصوليون خرقاً أمنياً. وأكد أن داباكيس «خضع لمراقبة أمنية من لحظة دخوله، وزياراته ولقاءاته في شكل كامل، ولم يخرج أبداً من تحت مظلة مراقبة وزارة الاستخبارات وعناصرها». وذكّر الأصوليين بأنهم لم يثيروا زيارة السيناتور ذاته لإيران طيلة 15 يوماً عام 2010، خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. إلى ذلك، أعلن معهد «تشاتام هاوس» للبحوث (مقرّه لندن) انه منح وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف جائزته للعلاقات الدولية، لدورهما في إبرام الاتفاق النووي، إذ تفاوضا في شأنه بين عامَي 2013 و2015، إلى جانب نظرائهما من الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وأشاد بـ «دوريهما الحيويين عام 2015» في تسوية «أحد أصعب المآزق في العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين». ولفت إلى أن الاتفاق كان «مستحيلاً بالنسبة إلى كثيرين»، مستدركاً أنه تحوّل «انتصاراً للديبلوماسية وضد الانتشار النووي». وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري «ممتنّ لاختياره لهذه الجائزة»، مؤكداً أن الأمر يعود إلى «جهد دولي مع الأعضاء الآخرين من الدول الست والاتحاد الأوروبي». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، فرأى أن الجائزة مُنحت إلى ظريف لـ «مساهمته في تحقيق السلام الدولي». وأضاف أن الوزير يعتبر أن «الجائزة من حق الشعب الإيراني، لشجاعته وصموده». واستدرك أن ظريف لن يحضر مراسم استلام الجائزة، بسبب «ازدحام جدول أعماله». في غضون ذلك، أعلن روبن شاهيني (46 سنة)، وهو إيراني– أميركي تحتجزه طهران، أن محكمة أمرت بسجنه 18 سنة، بعد إدانته بـ «التعاون مع حكومة معادية». وأبلغ إذاعة أميركية من سجنه أنه «ضحك» بعدما سمع الحكم. وأقرّ بدعمه الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009، مستدركاً انه ليس جاسوساً.