×
محافظة المنطقة الشرقية

ضغط خليجي على الصين لوقف إغراق الأسواق بالصلب الرخيص

صورة الخبر

رأس الخيمة:محمد الدويري الشجرة المظلة، وشجرة الكثبان، ورمز العراقة والصبر والعطاء، وهي الوسم على صفحات التاريخ، لتكون عنواناً للقصص وقصائد الشعراء، هي شجرة الغاف الفطرية دائمة الخضرة، التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها، التي تنتمي إليها أشجار الخرنوب والقتات، وتوجد في الجزء الشرقي من إمارة أبوظبي، وتمتد شمالاً إلى دبي والإمارات الشمالية.تنمو شجرة الغاف منفردة، أوعلى شكل مجموعات وغابات صغيرة، وتمتلك قدرة عجيبة على التأقلم المثالي مع البيئة الصحراوية القاحلة، ويساعدها على ذلك، نظام شامل ورائع يتمثل في طبيعة جذورها، التي يُمكن أن تصل إلى أعماق الأرض بحدود 30 متراً، لنقر وامتصاص المياه الجوفية، كما أن نبتاتها المكشوفة تتطور عند انكشافها للهواء، فتعمل على تخصيب التربة عن طريق إطلاق النيتروجين، إضافة إلى ذلك، فإن قدرتها على مقاومة الجفاف لفترات طويلة والملوحة العالية، يبقيها دائمة الخضرة على مدار العام، وهي مميزات تضعها في مرتبة عالية في نظام البيئة الصحراوية. تعد الشجرة مصدر غذاء ضروري للناس والحيوانات الأليفة والأحياء البرية، خصوصاً خلال فترات الجفاف الشديدة، وعرفت الغاف بكونها المصدر الوحيد للغذاء والظل، لمختلف الأحياء البرية والحيوانات الأليفة. وأدت دوراً مهماً مكملاً لنمط الحياة البدوية، فلأسباب عديدة، كانت معظم مخيمات الإبل والجمال تقع دائماً في بساتين الغاف، كما أنها المأوى الوارف، الذي يستظل به الإنسان والحيوان في أشهر الصيف الحارقة. ولشجرة الغاف ارتباط والتزام تاريخي وثيق بأبناء الإمارات، فهي الشجرة الصديقة لهم طول العمر، لتكسب ود إنسان الإمارات واهتمامه بها، لما قدمته من خدمات غذائية ودوائية عديدة. يقول علي البلوشي، باحث في التاريخ الإماراتي، إن شجرة الغاف كانت المحصول الثابت الذي لا ينضب أبداً، ومصدر الغذاء الضروري للناس والحيوانات الأليفة والأحياء البرية، على مدار العام، وخصوصاً في فترات الجفاف الشديدة، وعرفت الغاف بكونها المصدر الوحيد للغذاء والظل لمختلف الأحياء البرية والحيوانات الأليفة، مشيراً إلى أن علاقة الشعوب العربية مع شجرة الغاف ترجع إلى أيام حياة البداوة في الصحراء، وبسبب خصائصها وفوائدها كملجأ ومصدر غذاء ودواء للإنسان والحيوان، فإن البدو يعتبرونها عضواً مهماً في العائلة البدوية، وذات مكانة رفيعة في هذه العائلة. ويتابع: الشجرة لها أسماء بحسب مراحل عمرها، حيث تسمى في صغرها الحضيب، وإذا استوت وكبر عودها سميت نشوة، ثم تسمى عوداً كما تسمى بالغاف. ويشير هنا إلى طبق السلطة المشهور المجيجية، الذي يعد من أهم أطباق السلطة المحلية، التي كانت تتصدر موائد الطعام، حيث تستخدم في إعداده أوراق الغاف الطرية، يضاف إليها بعض منتجات الألبان والروب، والسمك المجفف جاشة، وهي ذات قيمة غذائية عالية. كما أن مسحوق أوراق الغاف يغلى بالماء، وتؤخذ العصارة كدواء لإيقاف الإسهال. وعندما تزهر ثمار الغاف تسمى خرط، وتسمى ثمارها حتيل، وهي على شكل قرون كما البازلاء طعمها حلو، حيث كان الناس يصنعون منها عصيدة الحتيل، حيث تجمع القرون وتنظف وتسحق ويستخرج من مسحوقها طحين، يستخدم في صناعة العصيدة، بعد إضافة اليانسون والدهن، وكانت الطيور تعشش فوق أغصانها. يضيف: كانت معظم مخيمات الإبل والجمال، تقع في بساتين الغاف، يُتخذ من أوراقها علف للماشية، إضافة إلى أن العسل الطبيعي المفضل لدى البدو، هو ذلك المأخوذ من النحل الذي يتغذى على أشجار الغاف، إضافة إلى اعتبارها الطبيب المداوي، نظراً لفوائدها الطبية العديدة المعروفة بمعالجتها. قدرة عجيبة يقول محمد ذياب، مهندس زراعي متخصص في الوقاية النباتية وهندسة المياه، إن لشجرة الغاف قدرة عجيبة، فهي تستند على جذع مستقيم يبدأ بالتفرع لبضعة أمتار من الأرض، وفروعها العلوية مرنة، طويلة ومتدلية، ما يمنحها مظهراً فريداً على شكل مظلة. أما لحاؤها المائل لونه للبني الرمادي، فإنه عادة ما يبدو مشققاً أو متصدعاً، وأزهارها الصفراء تَتفتّح في أواخر الربيع، وبداية الصيف، لتتطور إلى قرنات بأشكال أسطوانية ومقوسة. وتشكل الغاف نظاماً رائعاً، يتمثل في طبيعة جذورها، التي يُمكن أن تصل إلى أعماق بحدود 30 متراً، لترتوي من المياه الجوفية. ويشير إلى أن شجرة الغاف يمكن أن تصل إلى ارتفاع 25 متراً، أما في الصحراء القاسية فتستغرق وقتاً طويلاً للنمو إلى ما يصل ما بين 8-12 متراً في سنوات النمو السبع الأولى، حيث تنمو بارتفاع لا يتجاوز ال 70 سم في خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن شجرة الغاف يمكن لها أن تعيش 100 عام على الأقل، وإذا قمت بزراعة شجرة منها اليوم، فتأكد من أنَّ ما لا يقل عن جيلين سيعاصرانها. شجرة وطنيةيلفت خميس الشميلي، متخصص في التراث الإماراتي، إلى أن اسم شجرة الغاف، عربي الأصل، كونها كانت رفيق الحياة البدوية، حيث اهتم الرحالة البدو في جزيرة العرب بهذه الشجرة، حيث كانت تمدهم بالراحة والعلاج والطعام، مشيراً إلى أن أهم مقومات الحياة البدوية، هي البادية والنوق والغاف، ونظراً لدورها الكبير في حياة وتاريخ الإنسان في الإمارات منذ القدم، فهي الشجرة الصديقة لهم طول العمر. وينوه بجهود القيادة الرشيدة والمختصين في الدولة، الذين دافعوا عن شجرة الغاف وعودتها إلى الواجهة، ولذا كان حضورها البيئي القوي مؤخراً، والمطالبة بالتوسع في زراعتها وتوفيرالحماية لها، كإنجاز بيئي، وسط صحراء الإمارات، ما أوجد لدى الجميع قناعة بأن شجرة الغاف، لها ارتباطات تجعلها، تستحق أن تسمى شجرة وطنية، وتصبح شجرة الغاف الإماراتية. أسماء للإنسان.. والمكان يقول علي البلوشي: كسبت شجرة الغاف اهتماماً كبيراً من السكان، حتى إن اسمها أطلق على الأشخاص قديماً، مثل اسم غافة وغافان وغويفة وبوحضوب. وعلى بعض المناطق والطرقات مثل: منطقة أم غافة، وعود التوبة، وأعواد المحبة، وأعواد الشويهي، في مدينة العين بأبوظبي. وعود ميثا، وعود المطينة في دبي. والغافية وغافة بن كامل في الشارقة. وعيدان الرقايب وعيدان هور العصا في عجمان. وعود ماغص بالطريق المؤدي من الحميدية إلى الحليو، وعيدان الدبدبة، شرق عود ماغص، وغافة القطو، في أم القيوين. ومنطقة الغافية وعود الصبيرة، شرق الجزيرة الحمراء. وزعاب وغافات فوندي، في مزيرعة، وعود الطاقة، وعود الشحوح، وغافات مقشر، ناحية هور الغديرة. وغافة البعير، ناحية الفلية. وغافة المناعي والدرويش، بشمل في رأس الخيمة.