أبنت الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» فقيد الكويت النائب السابق فلاح الصواغ، واعتبر الخطباء أن الكويت فقدت رجلاً في زمن عزّ فيه الرجال. وقال رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون خلال مشاركته في ملتقى الوفاء للصواغ الذي نظمته «حدس» مساء امس الاول بديوان الصواغ، في الفنطاس «عزاؤنا ان نشعر بأن من يؤدي الامانة ويعمل بإخلاص الناس لا تنسى مواقف من كانت مواقفه للوطن والشعب ... متى نلتقي يا أبا سعود؟». وقال نجل الراحل سعود الصواغ، ان «الوالد رحمه الله كان دعاؤه (اللهم أعنا على حمل الأمانة وقضاء حوائج الناس)، ونسأل الله ان يكون قبره روضة من رياض الجنة وان ينزله منزلة الصديقين، ولا نقول لاهل الكويت إلا شكرا لكم جميعا على مواساتكم لنا فعزاؤكم عزاؤنا وحزنكم حزننا ولا اراكم الله مكروها في عزيز لكم». اما النائب الاسبق مبارك الوعلان فقال إن الصواغ «افنى جانباً كبيراً من عمره في العمل الخيري، وكل ما من شأنه خدمة المسلمين وكل اصدقائه اخيار مثله، وسافرنا معا الى سورية فكان مثل الزهرة التي يفوح عطرها، وكان رجلا لم يركع امام كل المغريات التي عرضت عليه، وفي الوقت نفسه كان اول من يبادر لاي خير او موقف يهم المسلمين، فتقف الكلمات عاجزة عن وصفه». بينما قال النائب الاسبق خالد السلطان، ان الصواغ كان به مسح الرعيل الاول على أساس الفضيلة، وقد ترك بصمة خلفه وقوله لي انه «مستمر معنا على المبدأ دون ان تغريه المصالح». بدوره، قال معلم الفقيد الصواغ الشيخ احمد القطان، ان «الشعب ومجلس الامة والحكومة في تلاحمهم وتواصلهم يبين اننا لحمة واحدة وفي سفينة واحدة وكان الصواغ يمثل دينه وقيمه ومعانيه واصله الكريم ولا ننسى مواقفه لليتامى والارامل والمستضعفين الذين لا والي لهم، وفي آخر مرة التقيته حول قضية حلب التي نسمع اخبارها الى اليوم، واصبحوا كالايتام على موائد اللئام، وكان ابوسعود يدافع عنهم ويقاتل بما استطاع وهذه النصرة العظيمة تشهد له يوم القيامة». وقال امين عام الحركة الدستورية الاسلامية محمد العليم «في المجلس كان يخدم من اجل قضايا الامة ولا يخاف في الحق لومة لائم، فكان الابن البار بالكويت والذي تجلى في امتلاء المقبرة والديوان والصحف بالمعزين ثناء وتقديرا لهذا الرجل المبارك، وكانت رسالة من الشعب مفادها مهما ترجفون وتخافون نحن سنقف خلف كل مخلص لا يخشى المرجفين». واشار الى «ان عزاءنا في بوسعود ان الايام التاريخية الراهنة ونحن مقبلون على انتخابات ان نختار المخلصين كما كان الرمز فلاح الصواغ رحمة الله عليه». من جهته، قال النائب الاسبق بدر الداهوم، ان الفقيد الصواغ كان «رجل المسائل الاجتماعية، فتجده يجمع اقرباءه وعائلته الصغيرة ويسأل عن اصغر عضو فيها ان لم يجده، وكان يتفقد الجميع ويحب جمع اخوانه واصحابه واقاربه بديوانه، وكان شهما لا يتردد في عون الناس واصلاح ذات البين». واشار الداهوم الى انه «كان يتمنى القيام بكل انواع العمل الخيري لدرجة انه نوى عمل حملة لبناء مساجد كل محافظة سورية ان تحقق التغيير». النائب الاسبق فيصل المسلم اعتبر ان «الدائرة الخامسة قبل فلاح الصواغ كانت شيئاً وبعده شيئا آخر، ونعرف ان بها رجالا لكن الصواغ كان نموذجا لنائب يقتدى به فهو من اشجع الناس، واشعر وانا في ديوانه انه يقف امامنا ويستقبلنا ويرحب بنا». وقال، «رغم اننا لم نكن نعرفه اراد الانتماء الى كتلة التنمية والاصلاح، وكنا لا نرغب في تكرار نموذج كتل سابقة فشلت، وقد وجدناه رجلاً أدى الامانة في استجواب الفتن والرشاوى، وكان ثابتاً على موقفه سباقاً الى الحق وذهب الى توقيع عدم التعاون رغم ان الحكومة كانت تستخدم ورقة خدمات دائرته وقبيلته للضغط عليه، لكنه لم يستجب لأي ضغوط فذهبنا نحن بكتلتنا نبحث عنه كي يشاركنا». أما النائب الأسبق الدكتور جمعان الحربش فاشار الى ان الراحل كان باح له من قبل بأنه «مل من المجلس ومشاكله ويرى ان ابنه سعود عنده نشاط يمكن ان يترشح للمجلس، لكنه قال (انا اخاف عليه)، وقبل 4 ايام طلب مني احد الاشخاص ترشيح سعود، فقلت له انه مثل ابيه واخاف عليه من المجلس، لكن لو اتاني وطلب ان يترشح لتركت الدنيا وقعدت عنده، لأنني ارى فيه فلاحا آخر»، موجها كلماته لسعود فلاح الصواغ «انتبه يا سعود كان الوالد حصيلة اخلاص وزهد وشجاعة في الدنيا، وان اخترت هذا الطريق، فانتبه لان اباك ورث مجدا وذكرا لا يموت». اما ممثل مشروع لجنة الوفاء بلجنة الرحمة العالمية الشيخ عبدالله العجمي، فاعلن عن تدشين مشروع دار ايتام ومدرسة باسم الفقيد الصواغ. وقال عضو مجلس ادارة جمعية الاصلاح الاجتماعي عبيد العجمي، ان «الصواغ ينطبق فيه قول سيدنا عمربن الخطاب، حينما دعا اصحابه وقالوا (تمنوا علي) وعندما سألوه عن امنيته فقال (اتمنى ان تمتلئ الدار بمثل عبيدة بن الجراح لأنه نعم الرجل)». اما رفيق دربه ممثل مبرة الدعم الايجابي لمرضى السرطان محمد العتيبي، فقال ان «الصواغ رحمه الله كان أخ الضعيف واب اليتيم وكافل الاسر والايتام من ماله الخاص، وأرضاه ربه بأبنائه فهم خير خلف لخير سلف». وقال الشاعر الدكتور علي العنزي ان «ابناء فلاح مثل الورد الذي خلف وراءه ماء الورد ولنا فيهم عزاؤنا وصبرنا على هذا الابتلاء». الملتقى في جنان الخلد اختتم السعدون كلمته بختام قصيدة الدكتور مصطفى السباعي، وهو على فراش الموت، القائل فيها: أستودع الله صحباً كنت أذخرهم... للنائبات لنا أنس وأسمار الملتقى في جنان الخلد إن قبلت... منا صلاة وطاعات وأذكار لجنة تحقيق أعلن سعود الصواغ «اننا راضون بقضاء الله وقدره، لكننا تقدمنا بطلب تشكيل لجنة تحقيق في اسباب الوفاة لتجنب الوقوع بمثل ما وقع لفقيدنا والحرص على ارواح الناس تفاديا للوقوع بالخطأ والعبث بارواح البشر لأن هذه ليست المرة الاولى». مسلم البراك مؤبناً الصواغ: كان صلباً في قضايا الشعب خلال الملتقى تلا العريف رسالة النائب السابق مسلم البراك في تأبين الراحل فلاح الصواغ، قال فيها: «بقلوب مؤمنة ننعى لكل الشرفاء الأحرار المخلصين لقضايا دينهم ووطنهم، الاخ فلاح الصواغ رحمه الله، كان وفيا نظيف اليد والقلب والضمير، وكان صلبا في قضايا الشعب ومقدراته لا يخشى سوى الله». واضاف «التقيته في آخر زيارة لي مع الاخ جمعان الحربش واخوة آخرين، اشعر من خلال كلماته بالاخوة المخلصة الصافية، لأنها فطرته وأخلاقه، وعزاؤنا في كل هذا انه سيواجه رب الناس التي تشهد باذن الله بحسن الخلق ونظافة اليد وطهارة القلب وتدعو الله بقلوب صادقة».