مفهوم مختلف تعرفت عليه أخيراً للعبة الكراسي الموسيقية التي كنا نلعبها قديماً، وأعتقد أنه لازال الأطفال عندنا يلعبونها حتى الآن، لكن ربما دون موسيقى..!! **** كانت اللعبة تبدأ بوضع تسعة كراسٍ لعشرة أطفال، ويقولون للأطفال بأنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة. ثمّ يقلّلون عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل كلّ مرّة حتى يبقى طفل واحد ويتم إعلانه أنّه الفائز. **** المفهوم الجديد للعبة الكراسي شاهدته في فيديو كليب حيث يلعب أطفال اليابان لعبة الكراسي أيضًا، ويأتون بتسعة كراسٍ لعشرة أطفال أيضًا، مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال بأنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا أحدكم بقى دون كرسي، يخسر الجميع. فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي. ومهما قلَّ عدد الكراسي يعملون على ألا يبقى أحدهم دون كرسي، وإلا خسروا جميعًا. **** اللعبة بمفهومها الياباني تنمي عند الطفل ثقافة التعاون التي تنعكس على ثقافة الفرد الياباني في الشوارع وأماكن العمل حيث ينظمون أنفسهم وفق الحالة المطلوبة لأنهم يدركون أن الصراع يمكن أن يتيح الفرصة لنجاح أحدهم أو بعضهم، أما التعاون فإنه يعني النجاح لهم جميعاً. **** أطفالنا لا يحتفظون كما يبدو إلا بالمظاهر السلبية مما يتعلمونه. وكما يفعلون عندما يقذفون بكتبهم في سلة المهملات بعد انتهاء السنة الدراسية، فإنهم يقذفون معها أيضاً كل ما تعلموه في المدرسة، بما فيه تعاليم دينهم الحنيف التي سبقت العالم في الحث على التعاون والتراحم، فلا نحصد إلا الخسران. #نافذة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى] nafezah@yahoo.com