حوار: وحيد إبراهيم أكد محمد عتيق الفلاحي أمين عام هيئة الهلال الأحمر أن ما حققته الهيئة من نجاحات وتواجد فعال ومؤثر بمبادراتها الإنسانية لإغاثة المنكوبين ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين في مختلف مناطق العالم، هو ثمرة لمبادئ وقيم الخير والعطاء التي غرسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، والأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة. وأكد في حوار مع الخليج حرص الهيئة على تفعيل برامج ومشروعات الشأن المحلي بنفس درجة الاهتمام بالشأن الخارجي، كما أكد نجاح حملة عونك يا يمن لدعم ومساعدة الأشقاء في اليمن والتجاوب الكبير من قبل كل مؤسسات المجتمع مع الحملة والدور الرائع لكوادر الهيئة من أبناء الإمارات المتطوعين في اليمن وتفانيهم في أداء دورهم الإنساني هناك. وفيما يأتي نص الحوار: * ما حجم التجاوب مع حملة عونك يا يمن التي أطلقتها الهيئة لمساعدة الأشقاء في اليمن؟ - جاءت حملة عونك يا يمن بتوجيهات كريمة من القيادة الرشيدة للتضامن مع الأوضاع الإنسانية للأشقاء في اليمن، وحشد الدعم لها ولفت الانتباه لمجريات الأحداث هناك، وعلى الفور تحركت الهيئة بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ووضعت الخطط اللازمة لإنجاح فعاليات الحملة بالتعاون مع الشركاء في مختلف المجالات، وعلى رأسها طبعاً وسائل الإعلام. وجدت الحملة تجاوباً كبيراً من قطاعات المجتمع المحلي كافة، فالجميع هنا في الإمارات يهتم ويتابع ما يجري على الساحة اليمنية بحزن وألم شديدين نتيجة الاعتداءات وعمليات القتل التي تمارسها الجماعة الحوثية الإرهابية وجماعة المخلوع علي عبد الله صالح، والجميع يتمنى أن تنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت ليعيش الشعب اليمني حياته الطبيعية كما كانت عليه في السابق، لذلك لم يتوان أحد في دعم فعاليات الحملة التي تم إطلاقها لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمتضررين في جميع المحافظات. إيصال المساعدات * كيف تقيمون دور متطوعي الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن؟ -رغم الظروف الصعبة والأوضاع الاستثنائية التي تعيشها الساحة اليمنية إلا أن كوادر الهيئة التطوعية تمكنت من القيام بمسؤولياتها بتجرد ونكران ذات، ولم تثنها الأوضاع الأمنية الهشة من تحقيق تطلعات الهيئة والوصول لأكثر المناطق تضرراً وإيصال الدعم والمساندة للمتأثرين والمحاصرين في عدد من المحافظات. ورأينا كيف استخدم متطوعو الهيئة مختلف وسائل النقل والترحيل براً وبحراً، حتى الدواب للوصول إلى المناطق الجبلية الوعرة، والقوارب للعبور إلى الجزر المعزولة وتوزيع المساعدات للأهالي هناك، لذلك نحن بدورنا نشيد بتلك الجهود والمبادرات التي يضطلع بها المتطوعون، ونعرب لهم عن شكرنا وتقديرنا، فقد مثّلوا دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها المعطاء خير تمثيل، وكانوا بحق سفراء الإمارات الإنسانيين في اليمن. معاناة * ما أكثر الصور التي آلمتكم في مواقع الأحداث اليمنية وكان لها تأثير في نفوسكم؟ - لا شك أن مظاهر القتل والدمار والتشريد اليومية في اليمن تترك أثرها الكبير في النفس الإنسانية، خاصة عندما نعود للوراء قليلاً ونرى كيف كان اليمن بالأمس القريب وأين أصبح الآن، ما بين الأمس واليوم هناك رحلة معاناة أليمة عاشها الأشقاء في اليمن بفعل أعداء الإنسانية، لذلك تأثرنا كثيراً بالأحداث الجارية وتفاعلنا معها على أرض الواقع، وأنا بالمناسبة زرت اليمن في أوج الأزمة على رأس وفد من هيئتنا الوطنية ورأينا كيف أثرت الأزمة في جميع مناحي الحياة الضرورية، وإلى أي مدى تردت أوضاع المدنيين خاصة الأطفال والنساء بما يجري، لكن هذا الوضع الإنساني المتردي والمؤثر جدا ألهمنا القوة والعزيمة لتقديم أفضل الخدمات وبذل المزيد من الجهود لرأب الصدع والوقوف بجانب الأشقاء بقوة حتى تنجلي محنتهم الإنسانية. ريادة وتميز * كيف وجدتم التنسيق بين مؤسسات العمل الإنساني في الدولة والهيئة لتوحيد الجهود خلال الأزمة اليمنية ؟ - تعدد مؤسسات العمل الإنساني في الدولة أعطى الإمارات الريادة والتميز في هذا المجال، وجعلها تتبوأ مراكز متقدمة في المجال الإنساني إقليمياً ودولياً، فجميع هذه المنظمات والجمعيات تعتبر جهات مانحة تدعم الشعوب المتضررة مباشرة وفي نفس الوقت تعزز قدرات المنظمات الدولية والجمعيات الوطنية في الدول الأخرى وتساعدها على القيام بدورها على ساحتها المحلية. إلا أن هذا الكم الهائل من المؤسسات الإنسانية في الدولة يعمل ضمن منظومة متكاملة وأهداف وأسس ومبادئ تميزت بها دولة الإمارات دون غيرها في هذا الصدد، لأن النهج الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يقوم على تقديم المساعدات لمستحقيها دون تمييز أو محاباة، بل الحاجة هي المعيار الوحيد للمساعدة، لذلك تجد مبادرات الإمارات ومنظماتها مبرأة من أي أغراض غير إنسانية. 500 ألف طرد غذائي * ما حجم البرامج والمشاريع التي تم تنفيذها في اليمن؟ - اهتمت هيئة الهلال الأحمر منذ بداية الأزمة بمجالات مهمة وحيوية وذات أولوية قصوى للمتأثرين كالغذاء والصحة والتعليم والإيواء وتوفير خدمات المياه والكهرباء وإصلاح البيئة المحيطة، واستفاد من هذه البرامج منذ يناير من العام 2015 وحتى الآن أكثر من مليونين و500 ألف شخص، فمثلا فيما يخص سد الفجوة الغذائية تم توفير نحو 500 ألف طرد غذائي. وفي مجال التعليم تمت صيانة 178 مدرسة وتجهيزها بالمعدات والمعدات الدراسية والمختبرات العلمية، إضافة إلى صيانة وتأهيل الجامعات والسكن الداخلي للطلاب، وبالنسبة للجانب الصحي فقد وجد عناية كبيرة من الهيئة لأهميته وحيويته وحجم الدمار والخراب الذي لحق به، لذلك تم تأهيل اثنين من أكبر المستشفيات في محافظة عدن هما مستشفى الجمهورية ومستشفى 22 مايو، إلى جانب صيانة 13 مركزاً صحياً، وتوفير 19 سيارة إسعاف وعدد من ناقلات الأدوية المبردة، وتجهيز مستشفى متحرك للوصول إلى المرضى والمصابين في المناطق النائية، إضافة إلى توفير آلاف الأطنان من الأدوية، واستمرارا لهذه المبادرات في المجال الصحي وقّعنا مؤخرا اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لتأهيل 20 مستشفى في 9 محافظات يمنية، وتطعيم نحو 700 ألف من الأطفال والنساء ضد بعض الأمراض. وفي محور آخر حرصت الهيئة على توفير مصادر مياه الشرب من خلال حفر الآبار وصيانة الشبكات وتوفير المضخات والخزانات، إضافة إلى صيانة شبكات الصرف الصحي وتوفير 16 شاحنة و1600 حاوية لنقل النفايات، كما لم تغفل الهيئة تأهيل الكهرباء وصيانة شبكاتها في بعض المحافظات وتوفير المولدات والمشتقات البترولية لتشغيلها، وفي مجال الإيواء والدعم اللوجستي تم توفير الخيام والأغطية وأدوات الطبخ للمتأثرين، إضافة إلى 49 سيارة نقل لتعزيز قدرات المديريات والمحافظات. صعوبات * ما نوع الصعوبات التي واجهتكم في اليمن وكيف تغلبتم عليها ؟ - بالطبع العمل في مثل هذه الظروف التي تشهدها اليمن حالياً يواجه بصعوبات كثيرة أهمها التحديات الأمنية، إلى جانب الحصار المفروض على بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها خاصة المناطق النائية والتي يتطلب الوصول إليها جهداً مضاعفاً لوعورة الطرق، لكن رغم ذلك تمكنا من الوصول إلى المحافظات التي تم تحريرها في الجنوب ونساهم حالياً في إعادة الحياة إلى طبيعتها هناك وإلى ما كانت عليه قبل الأحداث، بفضل عزيمة متطوعي الهيئة وحرصهم على تحقيق رسالة الإمارات في الوقوف بجانب الأشقاء اليمنيين. المساعدات المحلية أكد عتيق الفلاحي أن الشأن المحلي لم يغب لحظة عن توجهات الهيئة وخططها رغم تحركاتها الخارجية في مختلف الدول والساحات، وتحظى برامج المساعدات المحلية باهتمام مباشر من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي يوجّه دائماً بتعزيز الخدمات للمستهدفين من برامج الهلال الأحمر داخل الدولة، وحاليا تنفذ الهيئة العديد من البرامج الصحية والتعليمية والمساعدات المحلية وتأهيل المعاقين ودعم المؤسسات ومساعدة السجناء، إضافة إلى البرامج الموسمية في رمضان والأضحى، ونعمل دائما لتعزيز هذه البرامج وتوسيع مظلة المستفيدين منها. طبعاً هناك مستجدات طرأت على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لبعض الشرائح والأسر المتعففة داخل الدولة ما جعلها تلجأ للهيئة للدعم والمساعدة، ونحن بدورنا نلتزم بمواكبة هذه المستجدات من خلال إشراك الأفراد والمؤسسات وتعزيز جانب المسؤولية المجتمعية لديها لتوفير احتياجات هذه الشرائح في مجالي الصحة والتعليم، ولدينا رؤية كاملة لتحقيق هذا الهدف من خلال تشجيع مبادرات الشراكة المجتمعية، وفي خطتنا المستقبلية إطلاق حملة خاصة بتوفير احتياجات الشأن المحلي وسترى النور قريباً.