×
محافظة المنطقة الشرقية

«مدني مكة» ينفذ جولات على وقف الملك عبد العزيز استعداداً لموسم العمرة

صورة الخبر

قبل فترة ليست ببعيدة كان الشباب العربي قد فقد الأمل من الحياة في هذا الجزء المظلم من العالم، فكان الأمل هو النجاح بتأسيس حياة في مكان آخر يشرق فيه النور. منذ القدم لطالما تم إلغاء دور الشباب في كل شيء، فكان الشاب العربي قد اعتاد على العيش بدور مهمش وثانوي وغير أساسي، وكأن المستقبل ليس ملكه، ولا يحق له رسمه أو على الأقل المشاركة في صنعه، فدائماً كان المستقبل بالنسبة للشباب العربي شيئاً مجهولاً وغير معروف، وبأيدي الآخرين، فالقرارات ليست بيده، بالرغم من أنها ملكه، وجميع حقوقه عبارة عن قيود مشروعة تحت مسميات رسمية تقيده وتجبره على سير طريق تم اختياره له مسبقاً، على أساس أن هذا هو الأفضل، فكيف من الممكن أن يقرر الآخرون ما هو الأفضل لك؟ وفي فترة عندما قرر الشباب العربي تحمل المسؤولية وأخذ أمر التغيير على عاتقه كانت هذه جرعة أمل للشباب قد ظن وقتها بأنها البداية لحياة جديدة لجيل الشباب، والحال بأننا لسنا بحاجة لبداية واحدة فقط، بل نحن بحاجة لبدايات عديدة لتخرجنا من حالنا هذا، فعدنا لما هو قبل البداية، وعدنا لحال أسوأ مما كنا عليه، فنحن لسنا بحاجة لتغيير سياسي فقط، بل نحن بحاجة لتغيير مجتمعي وأسري وأكاديمي وديني والكثير بعد، فعاد الشباب العربي لنقطة أصبح الانطلاق منها أصعب من النقطة التي كان فيها سابقاً فأصبحت المشاكل أوضح، وأكثر تعقيداً، وأصبحنا نراها من زاوية مختلفة عما كنا نراها مسبقاً، وأصبحت فرصته لإثبات نفسه معدومة، فهل فشل الشباب العربي عند قراره بالتغيير؟ لا أعرف ولكننا عدنا لمرحلة فقدان الأمل، فالكثير من الشباب اليوم قد فقد الأمل بشكل نهائي، وطريق الإصلاح أصبح منحدراً متموجاً وضيقاً، لا أحد يريد التجرؤ والمرور فيه مجدداً. الكثيرون ممن كانواً سابقاً ضد إعطاء الشباب حريتهم يدينون ما حدث في العالم العربي للشباب، وأنهم السبب الرئيسي لما يحصل اليوم، وكأن العالم العربي سابقاً كان يعيش حالة الاستقرار المثالية، ولا يعرفون أن الشباب هو نتيجة أفعالهم. ولم يشعر هؤلاء الأشخاص بقوة الشباب وما يستطيعون القيام به، بالرغم من جميع النتائج فلا أعتقد أن الشباب قد أخطأ أكثر من الأشخاص الناضجين في المجتمع، فالخطأ الأساسي، وهو عدم دعم الشباب بالتطبيق الحقيقي والفعلي هو خطأ الأشخاص الناضجين في مجتمعاتنا والمسؤولين عن الشباب، ولكن بكل إصرار يتم تهميش الشباب كل يوم أكثر وأكثر، فمثلاً كيف لمسؤول مدرسة أو جامعة تهميش دور الطلاب، وهم الأساس في ذلك المكان؟ والسؤال الأهم هو كيف سينجح الشباب في المستقبل عندما تنتهي فترة الشباب ويجد نفسه فجأة أصبح شخصاً مسؤولاً وصاحب قرار؟ الشباب بحاجة لدعم حقيقي مدروس، فالتوجيه يختلف تماماً عن سن القوانين، والمتابعة تختلف تماماً عن الكبت. والمرحلة التي نمر بها الآن نحن الشباب هي مرحلة تشتت وضياع وعدم ثقة في المحيط بنا، فهناك خوف كبير من المستقبل الذي لا نعرف ما هو لونه في ظل الأحداث المحيطة بنا حتى ولو لم تؤثر علينا بشكل مباشر، بالإضافة للطاقة والمشاعر الكثيرة التي نمتلكها في داخلنا، ولا نعرف إلى أين نخرج بها؟ فلماذا لا يوجد متسع لنا في هذا العالم العربي الكبير؟ فاعتدنا على الحياة النظرية دائماً، وابتعدنا عن الحياة العملية غالباً، فرغبة الشباب ليست إلا بحصولهم على صوت مسموع في المجتمع ودور فعال. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.