×
محافظة المنطقة الشرقية

«بريد الشرقية» تدعم المرابطين بـ «الدم»

صورة الخبر

واصلت القوات العراقية لليوم السابع على التوالي هجومها على الموصل، رغم الفخاخ ونيران القناصة وتفجيرات السيارات المفخخة، لتضيق الخناق على المدينة، كما تطارد مجموعة من «داعش» كانوا وراء هجمات في أنحاء أخرى من البلاد. وأعلنت القوات الكردية شن هجوم جديد على بعشيقة شمال شرقي الموصل، حيث يشارك نحو 10 آلاف مقاتل في هجوم كبير لاستعادة البلدة التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فيما أعلنت تركيا أن البيشمركة طلبت دعما من جنودها في قاعدة قرب بعشيقة، معلنة أنها قدمت الدعم بالمدفعيات والدبابات. ويأتي تصريح أنقرة غداة رفض بغداد اقتراحا من وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأحد، بمشاركة تركيا في المعركة، وكان كارتر التقى السبت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد. ويهدف الهجوم الذي بدأ الاثنين الماضي، إلى استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وردَّ التنظيم الجمعة بشن هجوم مفاجئ على مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، وبعد مرور يومين لا تزال قوات الأمن تتعقب المقاتلين الذين شاركوا في ذلك الهجوم. وفشل عشرات المقاتلين في «داعش» من بينهم مفجرون انتحاريون، في السيطرة على مبانٍ حكومية رئيسية في كركوك التي نشروا فيها الفوضى، وقتل منهم 51 على الأقل في الهجوم، كما قتل ثلاثة آخرون الأحد، بحسب مسؤولين أمنيين محليين. وقتل 46 شخصا على الأقل معظمهم من عناصر الأمن في المداهمة والاشتباكات التي تلتها، والتي توقفت تمامًا بحلول مساء الأحد. وتعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا في بعض أنحاء المدينة، إلا أن قوات الأمن انتشرت في الأحياء الجنوبية، حيث لا تزال تجري مطاردة كثير من المسلحين، كما تتعقب قوات كردية وغيرها دواعش يعتقد أنهم فروا من كركوك، السبت، إلى مناطق ريفية شرق المدينة. من جهته قال قائد قوات البيشمركة في محوري بعشيقة وناوران، والأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، محمد حاج محمود لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات البيشمركة شنت صباح أمس هجوما موسعا من ثلاث اتجاهات، هي الشرق والغرب وجنوب بعشيقة، لتحرير ما تبقى من المناطق في محور بعشيقة، وبعد ساعات من انطلاق الهجوم تمكنت البيشمركة من استعادة السيطرة على الطريق الرئيسي الرابط بين بعشيقة والموصل، وتحرير مجموعة من البلدات من أبرزها عمر قامجي والفاضلية وتيزخراب الكبرى وتيزخراب الصغرى وإمام رضا وبلدات أخرى، وحاليا قوات البيشمركة تحصن مواقعها في المنطقة المحررة». وأردف حاج محمود: «قوات البيشمركة وصلت إلى مدخل مدينة بعشيقة وهي تحاصرها من أربع جهات، لكن خلال سيطرة تنظيم داعش على هذه المدينة على مدى عامين وأربعة أشهر فخخ طرقها وأبنيتها بالعبوات الناسفة والمتفجرات، وحفر فيها الأنفاق، لذا المدينة بحاجة إلى وقت كي تطهر من هذه المتفجرات والعبوات الناسفة. وقد بدأت فرق الهندسة العسكرية التابعة لقوات البيشمركة عمليات إبطال العبوات الناسفة للتوجه نحو مركز المدينة»، لافتا إلى أن مسلحي «داعش» المتواجدين في بعشيقة والمناطق المحيطة بها، قُتل قسم منهم فيما لاذ قسم آخر بالفرار، واختبأ آخرون منهم في مركز المدينة المحاصرة، مؤكدًا أن البيشمركة نفذت الخطة الموضوعة بنجاح. من جهتها أعلنت القيادة العامة لقوات البيشمركة في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن قوات البيشمركة استطاعت من خلال الهجوم الموسع الذي بدأته بالقرب من بعشيقة شمال شرقي الموصل أن تحقق أهدافها الرئيسية. وكشفت القيادة أن الهجوم شهد تدمير نحو 8 عجلات مفخخة، وثلاث دراجات نارية يقودها انتحاريو التنظيم، مبينة أن 3 من هذه العجلات دُمرت من قبل طيران التحالف الدولي. وأضافت القيادة العامة للبيشمركة: «قُتل خلال الهجوم العشرات من مسلحي (داعش) من بينهم 5 من قادته البارزين، وهم كل من أمير تنظيم داعش في بعشيقة الملقب بـ(أبو فاروق)، وقياديي التنظيم (أبو نصر وأبو كرال وأبو حسن وأبو عبد الرحمن)». وتتمركز حاليا قوات البيشمركة على بعد 7 كيلومترات من مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة «داعش»، ومع اقتراب قوات البيشمركة من مشارف الموصل يضيق الخناق على مسلحي التنظيم داخلها، وخصوصا أن المدينة شهدت خلال الأيام الماضية تصاعدا في العمليات التي تستهدف مسلحي «داعش» من قبل فصائل المقاومة الشعبية المناهضة لوجود «داعش» في الموصل، بينما يسعى التنظيم إلى التحصن في الجانب الأيمن من المدينة لضيق شوارعه وحاراته القديمة التي تمنع دخول العجلات والدبابات إليها. في غضون ذلك استقبل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس في أربيل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر والوفد الدبلوماسي والعسكري المرافق له، وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان أن كارتر جدَّد خلال اجتماعه مع رئيس إقليم كردستان دعم ومساندة واشنطن لقوات البيشمركة، واستمرار هذا الدعم. واصفا في الوقت ذاته دور رئيس الإقليم بالمهم لإحلال السلام في المرحلة التي ستلي دحر «داعش». بدوره أبدى بارزاني ارتياحه من التعاون الموجود بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، وأشار إلى ضرورة وجود خطة واتفاق سياسي حول مستقبل الموصل لضمان عدم وقوع مشكلات كبيرة في المستقبل، ولحماية مختلف المكونات وخصوصا المسيحيين والإيزيديين. وشهد جانب آخر من لقاء بارزاني كارتر بحث ‏الوضع الميداني في جبهات القتال والاحتياجات العسكرية والانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة مؤخرا في شمال الموصل والشمال الشرقي من المدينة. كما تبادل الجانبان الآراء حول آخر المستجدات في سوريا وتفاصيل مرحلة ما بعد «داعش». وتقود الولايات المتحدة تحالفا من 60 بلدا يضم كذلك بريطانيا وفرنسا، وفَّر الدعم عن طريق شن مئات الضربات الجوية وتدريب القوات العراقية ونشر مستشارين على الأرض. ويشارك في هجوم الموصل عشرات آلاف المقاتلين، من بينهم قوات عراقية وقوات البيشمركة الكردية. من جهته قال الجنرال ستيفن تاوسند، قائد التحالف الدولي، السبت، إن مقاومة مقاتلي «داعش» كانت شرسة، فيما صرح مسؤول في الحكومة الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية بأن اختراق الموصل، الذي يمكن أن يعتبر إيذانا بمرحلة من قتال الشوارع مع مقاتلي «داعش»، ربما يحدث بعد شهر.