الطائف – الوئام – سالم الشيباني : دفع تراكم الديون على مواطن أربعيني إلى الانتحار شنقاً في غرفته الخاصة بمنزله في محافظة الطائف مخلفاً ورائه ابن 16 عاماً وخمس فتيات أكبرهن 24 عاماً،وهى التي يقع على كاهلها رعاية أخوتها وقد ورثت دين والدها الذي يقدر ب900 ألف ريال. وقد استدان الأب اليائس هذا المبلغ الكبير لعلاج ابنته البالغ عمرها 18 عاماً،والمريضة بمرض نفسي شخصه الأطباء بالفصام،حيث ذاق الأمرين وهو يراجع المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة دون جدوى،حتى ضاق به الحال بعد أن أصر رجل ثمانيين على تزويجه ابنته الكبرى في مقابل تنازله عن هذا المبلغ الكبير،حيث دخل الأب في حالة نفسية سيئة،تطورت إلى اكتئاب استمر معه مده ثلاثة أشهر حاول فيهم الانتحار أكثر من مرة مرددا:لن أسلم ابنتي الى الموت بيدي بسبب مال ،حتى نجحت محاولته الانتحار هذه المرة،ليتم تشييع جنازته ودفنه عصر الأحد الماضي،بعد اكتمال كافة إجراءات التحقيق. وأضافت ابنه المالكي الكبرى؛ مات والدي دون أن يهدأ قلبه بشفاء شقيقتي التي وقع علاجها على كاهلي الأن إلى جانب هذا الدين الكبير،الذي يهددنا بالطرد من منزلنا ولا نعلم إلى أين نذهب. وفى حديثها للوئام،عكست الفتاه حالها المزري ومأساة والدها الذي منى في نهاية عمره بحالة اكتئاب شديدة دفعته إلى الانتحار شنقاً،علاوة على دينه الثقيل الذي استدانه من أحد البنوك لعلاج ابنته والذي دفعه لتحويل كامل دخله إلى سداد القروض التي لم تعد تكفى مصاريف العلاج فاضطر إلى الاستدانة من بعض التجار والأصدقاء،حتى لم يكن في استطاعته دفع إيجار المنزل الذي نقطنه،الأمر الذي اضطرني إلى ترك دراستي توفيراً للمصاريف ،ووفقت في العثور على وظيفة بمبلغ ثلاث ألاف ريال،إلا أن فاجئنا احد الدائنين بالمطالبة بمبلغ 150 ألف ريال في مدة أقصاها شهرا واحداً ،وقد بلغ الجشع من الدائن البالغ من العمر 85 عاماً إلى أن يساوم والدي على أحد أبنائه في مقابل المبلغ الذي عجز عن توفيره من الأقارب والأصدقاء. وفى يوم الخميس وصل به الاكتئاب والحزن إلى أوجه فقرر توديعنا دون أن ندرى في جمل حارقة للقلوب قائلاً لي: ( لو يصير لي شيء اهتمي بأخوك وأخواتك وأوصيك بمحاولة إكمال دراستهم الجامعية وحاول أن تسددي ديون والدك 900الف ريال وقال اعلم انه حمل عليك ولكن أنت والدهم بعدي )،ثم دخل غرفته وبعد ساعة لم نسمع له صوت أو رد على قرع الباب،فقد أوصده تماما،الأمر الذي اضطرنا إلى الاتصال بالدفاع المدني ليقوم بفتح الباب الموصد،والذي قام بتحطيمه بعد موافقة الشرطة مانعا الجيران التي استنجدنا بهم سابقاً من التدخل،وقد شاهدنا والدنا معلقاً من رقبته في سلك كهربائي وقد وافته المنية،فقد كنا نسمع صوت اختناقه قبل مجيء الدفاع المدني دون حول لنا ولا قوة حيث جاء رد الشرطة على الدفاع المدني متأخراً حتى تم إنقاذه في الوقت الضائع. وتناشد البنت الكبرى التي تملكتها دموع حارقة لتترجم حسرة قلبها المكسور الذي شعر بألم والدها المعذب ومعاناة شقيقتها المريضة،أهل الخير بالتدخل لإنهاء معاناتها بعد أن أثقل كاهلها بالديون،وتراكمت عليها أعباء علاج شقيقتها الصغرى والتي لم يكل والدها بأي جهد أو مال لعلاجها متمسكاً بالحفاظ على بناته الذين تكالب عليهن أصحاب النفوس الضعيفة،يريدون التهامهن وأخذهن غنيمة وهن في مقتبل العمر. رابط الخبر بصحيفة الوئام: 900 ألف تنهي حياة المالكي انتحارا وأبناءه مهددون بالسجن والتشريد