كشفت دراسة حديثة أجريت على الفئران، أن الإسهال الذي تسببه الميكروبات يعزز نمو نوع معين من بكتيريا اكو لاي (E coli) ويفاقم من شدة المرض، وهي نتائج يتضح منها أن من يتعرضون لعدوى الإسهال ممن يحملون بكتيريا الاكو لاي داخل أمعائهم هم أكثر عرضة للإصابة بمرض كرون. تحتوي الأمعاء الصحيحة على أنواع كثيرة من الميكروبات، ولكن تلك الميكروبات يشكل بعضها عاملا قويا للإصابة بأمراض الأمعاء، فالأشخاص الذين يعانون مرض كرون في العادة لديهم أعدادا أكبر من البكتيريا التي تسمى اختصاراً AIEC بالأمعاء وهو أيضاً شائع بين الأشخاص الذين يعانون حالة التهاب المعدة والأمعاء الحاد المعدي، والذي تسببه السالمونيللا أو أحد المعديات الأخرى، ولكن لم تتضح حتى الآن الطريقة التي تتفاعل بها تلك الميكروبات مع بعضها بعضا، والتي ينتج عنها المرض. ولهدف البحث في ذلك قام علماء من جامعة مكاستر بكندا، بإجراء التجارب على الفئران، حيث تم تعريض مجموعة منها لسلالة من البكتيريا AIEC التي جمعت من أشخاص مصابين بمرض كرون، بينما تركت المجموعة الأخرى سليمة، ثم عرضت كلا المجموعتين لسلالة بكتيرية تسبب التهاب المعدة والأمعاء الحاد المعدي، فوجد أن الفئران التي عرضت لعدوى البكتيريا AIEC كانت حالتها المرضية أشد من الفئران الأخرى، إضافة إلى زيادة نمو تلك البكتيريا لديها، وخرج الباحثون بنتيجة أن التهاب المعدة والأمعاء الحاد المعدي يوفر بيئة التهابية داخل الأمعاء تزيد من شدة الحالة، وتعزز من نمو البكتيريا الممرضة AIEC؛ ويتضح من تلك النتائج أن زيادة تلك البكتيريا تشير إلى أن الشخص على خطر الإصابة بمرض كرون بعد تعرضه لحالة التهاب المعدة والأمعاء الحاد المعدي، ولأن مرض كرون يأخذ سنوات عدة قبل ظهوره بعد تعرض الشخص لحالة الالتهاب فإن هناك إمكانية لإيجاد طريقة تخفض من خطر الإصابة به لدى من يحملون البكتيريا AIEC ،والتي يتضح من النتائج أنها تبقى بالأمعاء التي تعرضت للالتهاب، وأنها تمثل عاملا من عوامل الإصابة بمرض كرون، لذلك فإن حالة تواجد البكتيريا AIEC يمكن أن تشكل مقياسا للتعامل مع خطر التعرض لمرض كرون لدى الأشخاص الذين يتعرضون للتسمم الغذائي.