أعلنت قوات البيشمركة الكردية، سيطرتها على بلدة بعشيقة قرب الموصل، اليوم الأحد، فيما تشق قوات التحالف طريقها صوب آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق. وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، إن الأكراد نجحوا في تحرير بعشيقة من داعش. وقال مقاتلو البيشمركة الأكراد للصحفيين في موقع القتال، إنهم دخلوا بعشيقة لكن لم يسمح للصحفيين بدخول البلدة التي تبعد 12 كيلومترا شمال شرقي الموصل. ومن المتوقع، أن تكون عملية الموصل أكبر قتال في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. وإذا تأكد أن المقاتلين الأكراد سيطروا على البلدة سيعني ذلك إزالة عقبة أخرى في الطريق إلى المدينة الواقعة شمال العراق. وقال قائد القوات الأمريكية في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، إن معلوماته- برغم محدوديتها- تظهر أن الرئيس البرزاني على حق وأن هناك نجاحا كبيرا في بعشيقة، لكنه أضاف لم أتلق تقريرا يقول إنه تم تطهير جميع المنازل وقتل كل داعشي (متشدد بالدولة الإسلامية) وإزالة كل عبوة ناسفة على جانب الطريق. وقال تاونسند للصحفيين، إن بعشيقة واحدة من القرى خارج الموصل أخلاها تنظيم داعش من السكان وحولها إلى حصن خلال العامين الماضيين. ومع تحرك قوات البيشمركة الكردية في أنحاء المنطقة تحركت المركبات المدرعة على طول أحد الطرق وسُمع هدير طائرة هليكوبتر محلقة. وتستخدم البيشمركة الكردية دبابات وقاذفات صواريخ وقناصة، ونقلت محطة (سي.إن.إن ترك) ومنافذ إعلامية أخرى عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله اليوم الأحد، إن المدفعية التركية تساعد البشمركة الكردية. ونقلت المحطة عن يلدريم قوله البيشمركة احتشدت لتطهير منطقة بعشيقة من داعش. طلبوا من قواتنا في قاعدة بعشيقة المساعدة لذلك نساعد الدبابات بمدفعيتنا هناك. وتنشر تركيا قوات في قاعدة بعشيقة شمالي الموصل للمساعدة في تدريب مقاتلين من قوات البيشمركة الكردية ومقاتلين سنة. وقد يؤدي الدعم المدفعي إلى مزيد من توتر العلاقات بين أنقرة وحكومة بغداد المركزية. ويأتي ذلك بعد يوم من رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لعرض من تركيا للمشاركة في حملة الموصل. *حملة الموصل قال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق، إن قوات التحالف تقدمت إلى نطاق 5 كيلومترات من الموصل في أقرب النقاط. وتستعد قوة عراقية قوامها ثلاثين ألف فرد تدعمها قوات خاصة أمريكية وغطاء جوي أمريكي وفرنسي وبريطاني للتقدم نحو الموصل، بعد استعادة السيطرة على الفلوجة والرمادي غرب بغداد والسيطرة على تكريت في وسط العراق. ونفذ تنظيم داعش هجمات تهدف على ما يبدو لعرقلة تقدم القوات حيث نفذ هجوما في كركوك يوم الجمعة، وهاجم بلدة الرطبة التي تبعد 360 كيلومترا غربي بغداد أمس الأحد وقال مصدر بالشرطة إن سبعة من رجال شرطة على الأقل قتلوا. وقال عماد الدليمي رئيس بلدية الرطبة، إن المتشددين هجموا خلال الليل ودخلوا المدينة عن طريق التنسيق مع خلايا نائمة هناك حيث اشتبك نحو 30 متشددا مع مقاتلي العشائر وقوات الأمن قبل اختفائهم. وقال تاونسند إن داعش، نفذت ما وصفه بالهجوم المركب في الرطبة تعاملت معه القوات العراقية. وأضاف أن هذا الهجوم كان يهدف لمحاولة جذب الانتباه بعيدا عن الموصل. وفي محاولة لصد الهجوم على الموصل أضرم متشددو داعش، النار في مصنع للكبريت بالقرب من المدينة وعولج نحو ألف شخص في المستشفى بعد استنشاق الأبخرة السامة. *متفجرات وقال مسؤولون في التحالف إن الهجوم يمضي بشكل جيد، لكن السيطرة على الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة ستستغرق وقتا طويلا. وقام ما يتراوح بين أربعة وثمانية آلاف من متشددي داعش، بزرع متفجرات في أنحاء المدينة وحفرو خنادق ملأوها بالنفط وحفروا أنفاقا وخنادق ويخشى أنهم يجهزون لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. وعبر وزير الدفاع الأمريكي كارتر عن تفاؤله بشأن حملة استعادة الموصل أثناء زيارة لاربيل أشاد خلالها بمقاتلي البيشمركة الأكراد. وقال لمسعود البرزاني أثناء محادثاتهما أنني هنا لتهنئتك أنت وقواتك. أشعر بحماس بسبب ما رأيته. وقال المتحدث باسم البيشمركة البريجادير جنرال هالجورد حكمت، للصحفيين، إن 25 مقاتلا كرديا قتلوا حتى الآن. وأضاف، حكمت الذي استعان بمترجم هناك الكثير من الجرحى. وأشاد بالدعم الجوي الذي يقدمه التحالف لقواته، لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من المساعدة العسكرية بدءا من المركبات المدرعة والمعدات إلى رصد العبوات الناسفة. وقال، إن معظم أفراد اليبشمركة قتلوا لأنهم كانوا يركبون سيارات عادية وليست مدرعة. وخلال الاجتماع قال البرزاني، إن عملية الموصل بدأت بنجاح وأشار للتقدم الجيد الذي تحقق في الأيام الثلاثة الماضية. وشكر الولايات المتحدة والتحالف لدعمهم. وفي روما عبر البابا فرانسيس عن تضامنه من الشعب العراقي خاصة سكان الموصل. وأضاف، صُدمت أرواحنا بأعمال العنف الوحشية التي تنفذ منذ وقت طويل ضد المدنيين الأبرياء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو من أي جماعة عرقية أو دينية. وعبر عن حزنه للتقارير التي تحدثت عن مقتل الكثيرين من بينهم العديد من الأطفال بدم بارد.