عمان - تجد دراسات حديثة في جامعة أوريغون الاميركية أن الشعور بالألم يمكن أن ينتقل بين الكائنات الحية المتواجدة في نفس المكان حتى لو لم يكن بعضها يتألم فعليا. ولإثبات هذه الفرضية قسم العلماء فئرانا إلى مجموعتين وضعوهما في غرفة واحدة، ثم جعلوا فئران المجموعة الأولى تتناول بعض المواد التي تثير آلاما شديدة لديها، ثم أعطوها بعد ذلك مخدرات لتخفيف الألم. ولاحظ العلماء أن تأثر فئران المجموعة الثانية للألم يزداد بنسبة 68% كلما تتعاطى فئران المجموعة الأولى مواد تسبب إصابتها بالألم، ثم ينخفض الشعور بالألم بالنسبة نفسها، بعد تعاطي فئران المجموعة الأولى للمخدرات المخفضة للألم. كما يعتقد العلماء بأن الحيوانات تشعر بألم غيرها حتى وإن لم تكن في نفس المحيط المكاني ومن أجل تأكيد ذلك وضع العلماء مجموعة أخرى من الفئران في غرفة معزولة عن فئران المجموعة الأولى وأعادوا التجربة، واتضح أن فئران المجموعة الأخرى هذه تتعرض للألم، وإن لم تر زميلاتها من المجموعة الأولى. ولم يحدد العلماء بعد إذا كان البشر يتأثرون بالأوجاع بوجودهم بالقرب من أشخاص يتألمون، لكن دراسات سابقة أشارت إلى أن الشريك المصاب بألم مزمن قد يعرض شريكه إلى الإصابة بالاكتئاب والتوتر، في إشارة لعدوى الأمراض النفسية بالتواجد مع أشخاص مرضى. وقد رصد فريق من جامعة أدنبرة البريطانية تأثير الاكتئاب لدى شريك الحياة الزوجية على الآخر. ووجد الفريق البحثي مؤخراً صلة وراثية وأخرى بيئية بين المشكلتين الصحيتين يمكن أن تساعد على علاجهما معاً. ووفقا للدراسة التي أشرف عليها البروفيسور أندرو ماكنتوش ونشرتها مجلة "بلوس" يكون شريك الحياة المتزوج من شخص مصاب بالاكتئاب أكثر عرضة بنسبة 18.7 بالمائة للإصابة بألم مزمن. وأوضح العلماء أن العوامل البيئية مثل نوعية النوم ونمط الحياة تتفاعل مع هذه العوامل الوراثية ما يضع صعوبات أخرى أمام طرق العلاج، لكن الدراسة تتوصل الدراسة للكيفية التي تؤثر بها العوامل الوراثية على توريث كل من الاكتئاب والألم المزمن.