×
محافظة الرياض

دراسة: السحر والهروب وإيذاء الأطفال ضمن 11 جريمة ترتكبها الخادمات

صورة الخبر

ـ تعود الجنوبي العاشق في السروات وبعض التهائم أن يدحرج الكلمات كالضوء، وأن يضخها بالماء والعشب كي تصل سهلة رقراقة لمن يهواه قلبه المعنى وتعانقه أحلامه ومواعيده الحلوة التي لا تنتهي؛ فقدره أن يكون عاشقاً أبدياً في أرض طيبة ولهى، وأن يُرتب هواه على هواه كي يطيب العيش وتستقيم الحياة بكل آمالها. ـ حسب الجنوبي أن يرى قمره الأنثوي المصطفى من بين كل الأقمار؛ يمشي خلسة بين أعناق السنابل فلا يملك إلا أن يتنهد ثم يقول بمحليته الموغلة في مهجة القرى والجبال «الله يطعني» وهي تعني استعداده الأكيد لافتداء حبيب القلب وتلقي الطعنات بدلاً عنه بطيب خاطر.. ـ في تلك الحقول التي كانت تتنفس العطر ويدثرها السحاب الراضي لا بد أن تسمع «الله يطعن» وهي تمسح آذان المارات بين مزاويم القصب، وكأنها تنشئ قصة حب فاخرة من ذلك النوع الصالح والمصلح لكل العاشقين حد الفناء، ولن تجد هذه الجملة سوى في الجنوب الذي أدمن الأنسنة وعبقرية البوح منذ البواكير.. ـ في ضحى أيامك وفي عشاياها المعذبة بالشقاء والعمل المضني؛ تأتيك دعوة طازجة تخبرك أن لا تحفل بكل آلامك، وأن لا تشقى بمصاعب الدنيا فثمة عاشق يفديك ويفتديك بتلقي الطعنات القاتلة، ويقدم روحه عن طيب خاطر كي تبقى أنت ضاحكاً مستبشراً؛ فلماذا لا تشعر بروعة الحب وعبقرية البوح المختلف؟ ـ «الله يطعني» تشبه قصيدة تفوح بنكهات وألوان متعددة، ويستخدمها جميع أصناف وطبقات المجتمع الجنوبي؛ العشاق، والآباء والأمهات، ومن الممكن أن يقولها حتى الأخ لأخيه.. ألم أقل لكم إنها أرض الأنسنة وعبقرية البوح؟!!