×
محافظة حائل

عام/ لجنة التنمية الاجتماعية بحائل تنظم محاضرة عن سرطان الثديي

صورة الخبر

كنت مثل الكثير منكم، أسمع عن تضحيات وفروسية أبطالنا في الحد الجنوبي والقوات المسلحة بشكل عام، لكن ما رأيته بنفسي لا يمثل شيئا ولو يسيرا مما سمعته مبكرا، فمن رأى غير من سمع. ما وقفت عليه شخصيا كان عظيما. رأيت رجالا يرابطون في الخطوط الأمامية وهم يتحلون بعزيمة كبيرة ومعنويات عالية. متآخون متعاضدون. لولا لهجاتهم المختلفة لجزمت أنهم من أسرة واحدة وليسوا قادمين من مناطق وقبائل وعائلات متفرقة. توحدهم قبيلة الوطن وقبلها ديننا. شاهدت الانتصار في عيونهم والحماس في أصواتهم. تعرض بعضهم لإصابات وأصروا على العودة إلى الحد في دلالة على حجم بطولتهم وإخلاصهم وتفانيهم. يقدمون النفس والنفيس من أجلنا. أمام هذا العطاء الغفير والبذل الكبير رأيت من واجبي أن أنقل لكم قليلا من كثيرهم عبر حلقة لمدة نحو 15 دقيقة عرضت في ملتقى شوف وسنرفعها على اليوتيوب قريبا بعنوان: (بابا البطل). حاولت وفريق العمل أن نسلط الضوء فيها على تجربة النقيب عامر الرميح في انتشال جثة شهيد، والمخاطر التي تعرض لها هو ورفاقه في سبيل إنجاز هذه المهمة بنجاح. كشفت لنا هذه التجربة ما يعنيه المواطن سواء لدى قيادتنا أو أبناء جلدته. بينت غيضا من العمل الكبير الذي يقوم به أبطالنا في الجبهة بصمت وسخاء. زرت عديدا من المصابين الذين فقدوا بعض أطرافهم في ميادين الشرف، وذهلت من ابتساماتهم الساطعة وأملهم الكبير. تعلمت منهم الكثير، ووددت لو كل شخص شاهد كيف يتعاطى هؤلاء مع تحدياتهم. واجهوها برباطة جأش وإيمان واحتساب. أثق بأن تصفح إيجابيتهم سيجعلنا أفضل وأقوى. سنندم لأننا حزنا كثيرا على أشياء صغيرة. صغيرة للغاية. أيقنت تماما أن قواتنا ليسوا مجرد جنود يدافعون عن وطننا ببسالة، وإنما ملهمون نتعلم منهم كيف نواجه هذه الحياة، ونتغلب على الصعوبات بإرادة وابتسامة. لمست الأدوار الكبيرة التي تلعبها الأمهات والزوجات في سبيل أحبتهم. التقيت بعضهن. سمعت نبض قلوبهن ورأيت الفخر في عيونهن. وطننا عظيم بشعبه وقيادته. حفظه الله من كل مكروه وأدام عزه ونصره.