أزاح الملتقى الإعلامي المرئي الرقمي "شوف"، الذي انعقد اليوم السبت في الرياض، بتنظيم من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك الخيرية"، الستار عن 7 مبادرات مهمة، ترمي إلى تحقيق العديد من الأهداف، يأتي من أبرزها توظيف الإنتاج الفيلمي لتعزيز الانتماء للوطن والمجتمع والثقافة السعودية، وتطوير مهارات 20 شابًّا وشابة في مجال التصوير والإنتاج بالشراكة مع أكاديمية نيويورك للأفلام، وتدريب 500 آخرين في مجالات ترتبط بالإعلامي المرئي، وذلك وسط أجواء حماسية، وبحضور مئات من المهتمين الشباب من الجنسين. وقال يوسف الحمادي، رئيس اللجنة الإعلامية لملتقى "شوف" في نسخته الرابعة: إن المبادرة الأولى تنص على "إنشاء منصة تعليمية لصانعي المحتوى التعليمي والمهاري في اليوتيوب والسناب شات من طلاب التعليم العام والعالي". فيما تتمثل المبادرة الثانية بـ"إطلاق مسابقة شوف لإنتاج أفلام، تعزز الانتماء للوطن والمجتمع والثقافة السعودية". وطبقًا للمبادرة الثالثة، فسوف تدعم مؤسسة مسك الخيرية "إنتاج 5 أفلام ثقافية متخصصة في التعريف بمعالم تاريخية بالسعودية"، فيما ستدفع مبادرتها الرابعة نحو "تطوير مهارات 20 شابًّا وشابة في مجال التصوير والإنتاج المرئي من خلال برنامج شوف المتقدم للإخراج السينمائي، بالشراكة مع أكاديمية نيويورك للأفلام". أما المبادرة الخامسة فتركز على "دعم إنتاج 30 فيديو لـ30 جمعية خيرية من مختلف مناطق السعودية"، فيما تمهد المبادرة السادسة لـ"تدريب 500 شاب وشابة في مجالات ترتبط بالإعلام المرئي الرقمي"، في وقت تسعى فيه سابع المبادرات إلى "تأسيس مجتمع شوف للإنتاج المرئي، يجمع الشباب المتخصصين بهذا المجال، ويقدم لهم فرص العمل التجاري الاحترافي". وشهد الملتقى عرضًا لأول حلقة لبرنامج "يشبهك"، الذي يسلط الضوء على تضحيات أبطال الحد الجنوبي الذين أُصيبوا في فترات متفرقة؛ إذ استعرض قصصهم في التصدي والذود عن حياض الوطن في ميادين الشرف، ورغبتهم في العودة إلى مواقعهم رغم ما لحق بعضهم من إصابات. وفتح ملتقى الإعلامي المرئي الرقمي أبوابه اليوم السبت للمهتمين منذ وقت الظهيرة؛ للاستفادة من ورش العمل المقامة في إطار الدورة الرابعة. الجلسة الحوارية الأولى اتسمت بالتفاعل الكبير من قِبل الجمهور؛ إذ استضاف الإعلامي الكويتي الدكتور بركات الوقيان على مسرح شوف المفتوح المقام في منطقة درة الرياض شمال العاصمة 4 شخصيات من المؤثرين في مجال الإعلام المرئي الرقمي، هم: سلطان الموسى، عبد الله الحسين، منصور الرقيبة وعبد الله السبع. واستطاع من خلال إدارة تفاصيل الجلسة الغوص في تفاصيل غير معروفة عن تلك الشخصيات، تجيب عن الكثير من أسئلة المتابعين والمهتمين، في وقت وافق فيه الجمهور بـ"التصفيق" على مبادرة أطلقها الإعلامي الوقيان في آخر الجلسة، تتمثل في إلغاء متابعة كل من يسيء إلى الدين أو الأخلاق أو الوطن أو المجتمع، مع التركيز على أهمية تجديد الأفكار، وتطوير المحتوى. وبدورهم، وفي إطار فقرات إلهامية ضمن الملتقى الإعلامي المرئي الرقمي، استعرض أيمن جمال تجربته الإبداعية التي اختار لها عنوان "من الحلم إلى الفيلم". أما منى المواش فركزت في فقرتها على المبادرة الناشئة للعقول الواعدة، فيما استعرض ثنيان خالد تجربته في مجال اليوتيوب من إنشاء حسابه في موقع استضافة الفيديو الشهير، وصولاً إلى المليون مشاهدة. الجلسة الحوارية الثانية، التي سيطرت عليها الأسماء النسائية، تركز الحوار فيها على مقاربة الصورة بين العالم الافتراضي وأرض الواقع، وتحدثت من خلالها 3 متحدثات، هن: مشاعل الشميمري (مهندسة سعودية تعمل في مجال صناعة الصواريخ)، دانه مدوة (ناشطة كويتية في مجال التسويق) وأضواء الدخيل (شابة أعمال مهتمة بالتواصل الاجتماعي)، اللاتي حاورتهن الإعلامية الإماراتية ديالا علي. إلى ذلك، شهدت ورش العمل المصاحبة لفعاليات النسخة الرابعة من ملتقى الإعلام المرئي الرقمي "شوف" حضورًا لافتًا للمهتمين بالمواضيع الهادفة التي قدمها اختصاصيون محترفون في المجالات المتعلقة بالموضوع الرئيس للملتقى. وفي حين تجاوز عدد الحضور في الورش الأربع نحو 200 مشارك، بواقع 50 متدربًا لكل ورشة، عرض المتخصصون خطط طريق لصناعة المحتوى الرقمي، وتدريب عملي لكيفية التعامل بشكل احترافي مع صناعة وصياغة المحتوى. وأكد المخرج محمد المطيري خلال ورشة عمل قدمها، تحمل عنوان "فعّل موهبتك"، أهمية مثل هذه الملتقيات، والدور الكبير الذي تلعبه في احتضان المواهب الشابة ورعايتها، وتنمية قدراتها، إضافة إلى ما تقدمه من تفاعل بين المختصين للتطوير والمشاركة في إثراء الخبرات. مشددًا على الدور الكبير للأفلام في حفظ تاريخ وحضارة الأمم. وقال خلال عرضٍ قدَّمه إن هناك العديد من المتغيرات التي حدثت في المجتمع بشكل عام، لعل من أبرزها احتضان الفنون، كما يحدث في هذا الملتقى، والدور الذي تبنته مؤسسة مسك الخيرية في هذا الجانب. مبينًا أن الأوضاع الحالية اختلفت كثيرًا؛ ففي السابق غابت الحاضنات، وافتقدت المواهب للرعاية معتمدة على الجهود الذاتية في التطوير، مقارنًا بين تجربته الشخصية في التعليم العام، وعدم الاهتمام بتنمية المواهب، والاعتماد على الرعاية الذاتية، بينما في الوقت الحالي ملتقى شوف مثال على جذب طاقات الشباب وتنميتها، وعرض عصارة تجارب المحترفين. مضيفًا: "الوضع الآن مختلف تمام، من خلال توفير من يدعم موهبتك من خلال هذه الفعاليات والدورات التدريبية". وركز المطيري خلال ورقة العمل على اليوتيوب كمنصة قوية، تتوافر فيها المرجعية، وتتميز عن باقي المنصات الأخرى باستمرارية توافر المقاطع في الموقع، إضافة إلى ضرورة التركيز على المحتوى القابل للرجوع، وتدوينه، سواء كتدوينات بصرية، أو مكتوبة. من جهته، قدم المدرب فهد العتيبي ورشة عمل بعنوان "كيف تسوق لقناتك؟"، تطرق خلالها إلى أهمية جودة المحتوى الذي تقدمه القناة على موقع اليوتيوب، مع مراعاة أن بعض القنوات ذات المحتوى الجيد والمفيد قد لا تصل إلى عدد كاف من المتابعين، والعكس صحيح. مشددًا على أهمية التسويق، والوسائل التي يختارها صاحب القناة في مدى انتشارها، وزيادة عدد متابعيها، والطرق المثلى لتعريف الموهوبين من المشاركين في الورشة التي تجعل القناة أكثر انتشارًا. كما تطرق إلى الإعلان الإلكتروني وقنواته، وأهمية اختيار اسم القناة، ومعرفة نقاط القوة التي تميز القناة عن المنافسات لها. وبدوره، قدّم المدرب سعود الخميس ورشة عمل حول إنتاج فيلم وثائقي بالأجهزة الذكية، تطرق خلالها إلى أهمية الاستفادة من الإمكانات العالية للأجهزة الذكية التي تمكّن من إخراج الصورة أو مقطع الفيديو بمضمون فيلمي قيم وهادف، مبني على معايير جمالية وتقنية عالية. وشرح خلال الورشة عن البرامج والتطبيقات التي تساعد في إعداد الفيديو بطريقة احترافية، مشددًا على أهمية اختيار موضوع الفيلم الوثائقي ورسالته، وزوايا التصوير وطرق التقاطها، مع التركيز على تحديد الرسالة والشريحة المستهدفة من المقطع المراد إنتاجه. وفي ورشة تتعلق بإعداد وإنتاج سيرة ذاتية مرئية أوضح المدرب شهاب الحميري أهمية السيرة الذاتية كجواز مرور في عالم الأعمال والوظائف، وأهمية إعدادها وإخراجها باستخدام التطبيقات البصرية الحديثة، مشددًا على أثر الصورة والوسائط المرئية في جذب الانتباه. وعرض خلال الورشة نماذج من عرض المعلومات بطريقة بصرية، مثل "الموشن جرافيك"، والتعريف ببرامج وتطبيقات تخدم ذلك الهدف.