رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن الهجوم المفاجئ الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على محافظة كركوك بشمال العراق يوم أمس، وسقط خلاله قتلى بينهم إيرانيون - حيث استهدف بنايات حكومية وفنادق ومراكز للشرطة - يهدف إلى تحويل موارد الدولة عن الاهتمام بالحملة التي تشنها الحكومة العراقية لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش؛ الذي بدأ يفقد قواعده ومراكز قواه داخل المدينة. وأشارت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إلى أن أغلب ساعات أمس في كركوك شهدت معارك مسلحة وتبادل لإطلاق النار بين مسلحين كانوا يحملون قنابل يدوية وأحزمة ناسفة وبين القوات الحكومية حتى انتهت هذه المعارك في النهاية بمقتل أغلب المسلحين، فيما فرضت الحكومة العراقية حظرا للتجوال داخل المدينة وتم إلغاء صلاة الجمعة داخل المساجد الكبيرة خوفا على سلامة المواطنين. ونسبت الصحيفة إلى حاكم كركوك نجم الدين كريم قوله"إنه تم الاستعانة بمروحيات كردية لشن ضربات ضد المسلحين في المدينة الغنية بالنفط ويقطنها مايقرب من 5ر1 مليون نسمة، بينما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان له إرسال تعزيزات عسكرية إلى كركوك. ويأتي الهجوم على كركوك عقب أيام من شن القوات الكردية حملة واسعة النطاق لإستعادة مدينة الموصل، وهي أكبر مركز حضري سيطر عليه مسلحو داعش داخل العراق ويبعد نحو 100 ميل إلى الشمال الغربي من البلاد، ولطالما لجأ التنظيم الإرهابي إلى الرد من خلال شن هجمات مضادة داخل عدة مدن عراقية ومن بينها العاصمة بغداد // على حد قول الصحيفة//. ويتوقع مسئولون أمنيون زيادة حدة مثل هذه الهجمات لاسيما مع استمرار هزائم داعش وتعرضه للمزيد من الضغوط، فيقول نجم الدين كريم"إن مسلحي داعش يحاولون إثارة البلبلة والفوضى..فهم يدركون جيدا أنهم لن يستطيعوا بسط سيطرتهم على أي شيء في كركوك لكنهم جاءوا ليموتوا. وبمجرد ما يدركون هزيمتهم يحاولون إظهار بعض القوى في مكان ما، لذا فإن كل مدينة عراقية معرضة لمثل هذه الهجمات". كما نقلت (واشنطن بوست) عن عمار كاهيه العضو في المجلس المحلي لكركوك قوله"إنها محاولة يائسة لتحريك دفة الصراع إلى كركوك ومنح المحاصرين داخل الموصل فرصة للهروب"..وأعلن أن المسلحين دخلوا مقر المجلس المحلي للمحافظة لكنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه.كما أغاروا على قسم الشرطة وأيضا باءت محاولتهم بالفشل.