مدخل: هل في وسعي أن أختار أحلامي لئلا أحلم بما لا يتحقق في كل رحلة لي على متن الطائرة، ينتابني شعور غريب حينما أقرأ ما كُتب خلف المقعد الأمامي تلك العبارة تلفت انتباهي وتحلق فيني خارج حدود الواقع (سترة النجاة تحت المقعد) حينها تمر على ذهني سلسلة أفلام هوليود المخيفة، تسقط الطائرة، أو تختفي ولا يوجد أثر حتى للصندوق الاسود! الأمر لم يتجاوز دقائق لكن تلك التخيلات حلقت فيني بعيداً، تلك الدقائق توقعت فيها الأسوأ ونسيت لحظتها كل أحلامي! بالمناسبة لقد كانت لي أُمنية منذ سنوات وأنا أرسم خطوطها بعناية وبكل دقيقة تمر علي أقترب منها أكثر وأعمل لأجلها وفق ما يريد العقل والمنطق، والآن وبعد تلك السنوات والأماني ذهبت من أمامي بلا وداع وذهبت بأسمى نتيجة (نعتذر منك هذا العام) ولم ينتبه أحد أنني أعد الأيام بانتظار هذه العام والتي انتهى معها الحلم قبل أن يبدأ! ربما آن الآوان أن أبدأ أمنيات جديدة ولعل الفائدة الوحيدة التي خرجت بها من تلك التجربة هي أن لا تحصر أمنياتك بشيء معين، بل اجعل الخيارات مفتوحة لديك. ما أودّ الإشارة إليه أن البعض يرهقون أنفسهم بالتفكير والقلق على المستقبل فتنسل الحياة من بين أيديهم رغم أن لحظات الحاضر هي التي نملكها فالحياة بمتطلعاتها وقياساتها جيدة وكل أمرك خير عقولنا أحيانا هي من تجلب لنا التعاسة بتخيلات قاسية ونرهق أنفسنا بالتفكير لمستقبلٍ بعيد فتجد الأغلبية يفسد متعة يومه ويؤرق نفسه بالقلق من القادم. لك أنت يا من تقرأ كلماتي ماذا لو طبقنا مقولة يومك يومك! بأن تعيشه بحلاوته ومرارته، وتستثمر كل دقيقة به وتتصارع مع الثواني من أجل الظفر بلحظة رائعة وتتصالح مع واقعك وتتفاءل، حينها سوف تتقبل الأمر كما هو، وإن جعلت قاعدتك الرضا سَتجد أمرك كله خيراً حتى لو كان الأمر لا يوافق رغباتك فأمر المؤمن كله خير يقدره لك الله فأنت في الحياة لاتضمن هل يسعك الوقت لتربط حِزامك أو حتى تتسنى لك الفرصة لارتداء سترة النجاة. مخرج: فل الحجاج وخل عنك الهواجيس كلـن يموت وحـاجته ماقضـاها رابط الخبر بصحيفة الوئام: كانت أمنية!