قال أبو عبدالرحمن: كلُّ مُثَقَّفٍ عربي مسلم، وكلُّ مسلمٍ من الأمم الأخرى مهتمٌّ بشؤون أمَّته: يعلم أنَّ (برنارد لويس) المنظِّرَ اليهوديَّ الإنجليزي المولود عام 1916م: هو مهندس (سايكس بيكو) التي يعيش ثمارَها الجهنميَّةَ المؤلمة واقِعُ أُمَّتنا المنكوبة من جرَّاء التَّجزِئَة والإمعان في تكثير الحدود السود التي ستكونُ رسماً لواقعِنا على صفحات الأطلس المنتظر؛ والسرُّ في ذلك: أنَّه يعرف عن أُمَّتـنا أكثر مما يعرف العربُ والمسلمون عن أنفسهم؛ فكانتْ سعةُ علْمِهِ بالتاريخ العربيِّ والإسلامي، وعُمْقُه: سلاحَيْةِ الجهَنَّمَينِ في اختراق عقولِ ومشاعِرِ الأُمم المتنَفِّذةِ ذاتِ القوَّةِ المادِيَّة، وأسلحةِ الدَّمار (الأسلحة النووية)، وتحويلِها لخدمَةِ الكيد الصهيوني؛ باستباحةِ الظُّلْمِ والفسادِ في الأرض؛ وذلك ابتداءً من سقوطِ الخلافةِ العثمانية؛ وإليكم مُجَّةٍ مِن لُجَّةٍ من أقواله في التلاعُب بعقلِ (أوباما)، وتوجيه سلوكه؛ وكم مِن لعين قَبْلَ (برنارد لويس) وبَعْده.. ولم أَجِدْ في كلِّ مصادِري ما يدلُّ على أنَّه هلك، أو أنَّه لا يزال حَيّْاً؛ فإنْ كان حياً فعمره مئة عامٍ بالتأريخ الميلادِيِّ؛ فهو إن شاء الله تعالى مِمَّن أراد الله شقاءه فأطال بقاءه.. وتلاعُبُه بعقلِ (أوباما) أُلَخِّصُه من كتاب (برنارد لويس سَيَّافُ الشرقِ الأوسط، ومهندسُ سايكس بيكو2) لِـ (عادل الجوجري) ص 28 - 32؛ فقد ذكر أنَّه قابل (أوباما) في صيف عام 2004م قبل أنْ يُرَشَّحَ للرئاسة، ووصفه بصديق إسرائيل، ووصفَ مشاعِرَه بأنه يُحِبُّ إسرائيل، ويعدُّها دولةً لا نظير لها.. وأَوْجَبَ عليه الإيمانَ بأنَّ كيانَ إسرائيل في خَطَرٍ؛ بسبب الاحتلالِ والمستوطناتِ في شرق القدس [!!!؟]؛ ولكن عقيدة (أوباما) خلافُ ذلك؛ إذ نَقَلَ عنه قوله: ((على كلِّ طَرَفٍ أنْ يتنازَلَ عن جزءٍ من اليوتوبيا [يوتوبيا في علوم الاجتماع أفكار متعالية تتجاوز نطاقَ الوجود المادِّيِّ للمكان، وتحتوي على أهداف ونوازع العصر غير المحقَّقة، ويكون لها تأثير تحويليٌّ على النِّظام الاجتماعيِّ القائم؛ وذلك عن معجم اللغة العربية المعاصر] في القدس.. وعلى إسرائيل أن تتخلَّى عن حلم (إسرائيل الكبرى)؛ فأريحا ونابلس والخليل ليستْ جزءاً من إسرائيل...إلخ)).. وسأل (أوباما) بقوله: ((وصفتَ (نتنْياهو).. [ياهو نَتَنٍ] بأنه كارثة ؟!))؛ فقال (أوباما): نتنْياهو تغيَّر.. لقدَضَجَ؛ فلم أَعُدْ أنعته بالكارثة؛ لأنَّه أعلن في جامعة (بارإيلان) عن دولتين لشعبين.... إلخ)). قال أبو عبدالرحمن: ومن منطلق الواقِع الصحيح لمرحمةِ تاريخنا الإسلامي، ومن مُنْطَلَقِ إيمان الصهيونية بأنَّ عدوَّها الأكبر النصرانية؛ امتداداً لعدائهم عيسى وأمِّه مريم عليهما صلوات الله وسلامه وبركاته، وَحسَدِهم الشديدِ لتفوقِّ النصارى في العلوم والصناعة، وأنَّ النصارى أقْرَبُ الناس مودَّةً للمسلمين؛ لِرِقَّةِ قلوبهم، وفيض الدَّمْع من أعْينهم إذا سمعوا ما أنزل على رسول الله محمد ^؛ لعلمهم بأنَّه الحقُّ من عند ربهم: كان حتماً على (برنارد لويس) العملُ على منافقَةِ النصارى؛ تمهيداً لاختراقِ عقولهم ومشاعِرِهم، وصرفهم عن دينهم إلى ولاءٍ للصهيونية، وتربيتهم على الظلم وقسوة القلوب؛ امتداداً لجهدِ من سَبَقَه؛ [وهذا هو ما حصل مع الأسف]؛ فذكر ص31 اعْتذار (البابا) عن إجحاف الحروب الصليبيَّة في حقِّ المسلمين ذوي التاريخ الرحيم، وقدَّم لذلك بكلام يأتي بيانُه في مناسبة أخرى. قال أبو عبدالرحمن: أكتفي بهذا القدر في هذه العجالة؛ وإلى لقاءٍ في السبتِ القادِم إنْ شاء الله تعالى, والله المُستعانُ.