×
محافظة المنطقة الشرقية

«أحمرنا الشاب» على موعد مع «العالمية» في مواجهة فيتنام

صورة الخبر

يحجم المستثمر دائماً عن الاستثمار في القطاعات المرهقة، والتي تؤتي عوائدها بعد زمن طويل، ومن بين هذه القطاعات، يبرز لنا قطاع النقل البحري بوجه خاص. يحتاج النقل البحري إلى استثمارات ضخمة وطول انتظار، لحين بدء جني الأرباح من ورائها، وهذا يحتاج حتماً إلى تدخل الحكومات، ودفعها وتشجيعها للمستثمرين بشتى الطرق، وحتى الآن نجد أن نصيب النقل البحري من المبالغ المستثمرة، لا يتجاوز 4 في المئة من حجم الاستثمار بشكل عام. ولرسم خريطة متفائلة قد تروق لبعض حكوماتنا، فنحن نرى أن على الحكومات أن تطلق تشكيلة من الشركات المساهمة، التي تجمع بين كافة وسائل النقل وخدماتها وإدارة الموانئ وخدماتها، وحينما تقحم الحكومة نفسها في هذا الاستثمار، فإنها تشجع أصحاب رؤوس الأموال، على المشاركة جنباً إلى جنب مع الحكومات. ويجب أن تشتمل تلك الخريطة على مجموعة من الشركات، التى تتكامل في ما بينها، إذ تبدأ بشركة موانئ عربية يكون هدفها إنشاء وتطوير وإدارة الموانئ، وشركة عملاقة تملك السفن بأنواعها، مثل سفن نقل الحاويات، وأخرى لنقل البضائع العامة، وثالثة للبضائع الصب، ورابعة للبترول والغاز، وشركة كبرى لتصنيع وإدارة تداول الحاويات بين الموانئ، وشركة لخدمات الموانئ البحرية، تقوم بعمليات المناولة والتحميل والتفريغ في الموانئ كافة، وشركة للنقل البري تنقل من المصانع والمحاجر إلى الموانئ والسفن والعكس، وشركة للتغليف والتخزين والخدمات اللوجيستية، وأخرى للخدمات الجمركية، وشركات تسويق متخصصة تتعاقد مع المنتجين، وتحمل على عاتقها الوصول بالمنتجات إلى شتى بقاع الأرض. ويحتاج هذا الأمر أيضاً، شركة للتأمين لطمأنة المستثمرين على إدارة أموالهم، ويجب أن تكون هذه الشركات وتلك المنظومة، بمبادرة من الحكومات، عبر دعوة للمستثمرين كبارهم وصغارهم للمشاركة في هذه الاستثمارات بنظام الأسهم. ونعتبر أنه في حال رسم هذه الخريطة بشكل وطنى يخدم الاقتصاد القومي، فهي ستدر عوائد جيدة على المستثمرين والدولة، وستحد من الاحتكار ورفع اسعار خدمات النقل البحري، وتساعد على تجنيب المستهلك الآثار السلبية لارتفاع الأسعار، كما ستوجد فرص عمل كثيرة لكافة التخصصات، التي يمكنها أن تساهم في قطاعات النقل كافة. ونحن نرى أن هذه الخريطة ستساهم في إنشاء صناعات سفن وحاويات نقل، لتصل إلى أسواق نائية كانت تستعصي على المنتجين، كما أنها ستحفظ أموالاً كانت تتدفق إلى شركات أخرى عالمية، وستعتبر قيمة مضافة للاقتصادات العربية، إنه حلم أطلقه ولكن إن توافرت الإرادة، فنحن نحتاج إلى عودة الهدوء إلى منطقتنا الدامية لنجاحه. * باحث في اقتصاديات النقل البحري ( edkw@egcss.com)