يسلك المخرج الأميركي مايكل مور المعروف بأعماله الرافضة تجاوزات الأنظمة السياسية، مساراً مغايراً لم يألفه جمهوره في فيلمه الوثائقي الجديد "مايكل مور إن ترامبلاند" الذي يدافع فيه بشراسة عن المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون. وأنجز مور فيلمه الجديد في 12 يوماً فقط قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية، وفق ما أوضح المخرج للصحافيين أمس (الأربعاء)، لافتاً إلى أن ما دفعه إلى إنجاز هذا العمل ليس ترشح الجمهوري دونالد ترامب بقدر الخشية من رؤية شعبية هيلاري كلينتون تترنح قبيل الانتخابات. وقال: "كلما كنت أرى مناصري هيلاري يقومون برقصة النصر كما لو كانت الأمور حُسمت، قلت لنفسي: أنتم تساعدون ترامب على الفوز". ولم يهاجم مور في فيلمه دونالد ترامب، لكنه يحاول إظهار الجانب الإنساني للمرشحة كلينتون وإقناع الناخبين المترددين بالتصويت لها. وقال المخرج الستيني الذي دخل نادي المشاهير مع فيلمه الوثائقي "روجر أند مي" أن "أحداً لا يريد فيلماً يقول له أن دونالد ترامب شخص أجوف وإنسان مريع". وقدم مايكل مور عرضه في مسرح مدينة ويلمينغتون الصغيرة بولاية أوهايو (شمال شرق) الواقعة في مقاطعة يؤيد ناخبوها بأكثرية ساحقة المعسكر الجمهوري، كما أنه تأكد على حد قوله من حضور 150 إلى 200 شخص من أصل 700 كانوا موجودين في العرض، ينوون التصويت لدونالد ترامب. ولحمل هؤلاء الناخبين على التفكير، لجأ مور إلى الفكاهة واستعان أيضاً بسلاح نادر لدى معسكر المؤيدين لهيلاري كلينتون وهو أصله، فمايكل مور مولود ومقيم في ولاية ميشيغان الصناعية التي تمثل إحدى أكثر الولايات الأميركية تضرراً على الصعيد الاقتصادي، إضافة إلى تركيزه على ماضيه السياسي، إذ إنه لم يصوت يوماً لهيلاري كلينتون، فقد اختار برني سانديرز في الانتخابات التمهيدية هذه السنة وباراك أوباما في 2008. ودعا مور في فيلمه إلى مجتمع قائم بدرجة أكبر على المساواة والعدالة واحترام حقوق المرأة، بدلاً من النقد المباشر على ترامب، وذَكَّرَ مور بالنضال الطويل للنساء بهدف تحصيل حقوقهن، ما أثر في متفرجات كثيرات خلال العرض في ويلمينغتون لدرجة البكاء. وبدأ عرض فيلم "مايكل مور إن ترامبلاند" في صالة سينما بنيويورك وأخرى في ضاحية لوس أنجليس، على أن يعرض قريباً في نحو ثلاثين مدينة أميركية أخرى، إضافة إلى منصات البث الرقمي، وفق ما أعلن المخرج. ولم يعط مور تفويضاً مطلقاً للمرشحة الديموقراطية، إذ حذر من أنه في حال لم تفِ كلينتون بوعودها الانتخابية، فإنه سيطلب محاسبتها وسيترشح شخصياً للانتخابات الرئاسية سنة 2020، مؤكداً "هذا الكلام ليس بمزاح". وحصل مور على جائزة أوسكار عن أفضل عمل وثائقي سنة 2003 والسعفة الذهبية لمهرجان "كان" سنة 2004 عن فيلمه "فاهرنهايت 9/11".