×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة: المشروبات الغازية “دايت” قد تزيد خطر السكري!!

صورة الخبر

على وقع نغمات السلم الخماسي وتوقيعاته وقرع الدفوف، تدفقت إيقاعات النوبة الأفريقية وانسابت من بين ضفتي النهر العظيم (جنوب مصر) لتتقاطع مع شلالات الشمال (السودان)، فتوقفت بين أحضان المتوسط، لتشعل حماسة الجمهور الحاشد الذي حضر الحفلة التي أحيتها فرقة «جنوب الوادي» للفنون الأفريقية والسودانية في الاسكندرية. ما بين الأراجيد (من فنون الأغاني النوبية ولا تُستخدم فيها إلا الدفوف) وأهازيج الحنين، والشوق والهجر، والتعبير عن حب المرأة ووصف جمالها والاعتزاز بالوطن والذود عنه وغير ذلك من المواضيع، أمضى الجمهور ليلة ساحرة حافلة بالحماسة والإيقاع زادتها تشويقاً العروض والرقصات النوبية على دقات الدفوف العالية والاستعراضات الأفريقية الراقصة الحافلة بالألوان الفاقعة والأزياء المزركشة والأقنعة الملونة من الريش، فظهرت أكثر حرارة وأكثر وقعاً على الحضور، وفرضت على الجميع الانخراط فيها والانفعال والتفاعل معها لمسايرة طاقتها اللامحدودة على المسرح. وقدمت الفرقة خلال الأمسية، لوحات واستعراضات جديدة، منها رقصة الحلفاوي المستوحاة من السودان ورقصات أفريقية من القبائل الشمالية في السودان واستعراضات راقصة نوبية بالدفوف، إضافة إلى عدد من المقطوعات الموسيقية والأغاني النوبية السودانية والأرتام والإيقاعات من وحي السلم الخماسي، والتي تحمل طابع الجنوب ومنها «الليل الهادي» و»ومضة خاطر» و»يهاجر وينساني». ويقول مؤسس الفرقة كريم رشوان: «يمثل الفولكلور النوبي عمقاً حضارياً أصيلاً لكل من الجنوب المصري والشمال السوادني، فقد تماسكت أوصال النوبيين حضارياً وأيديولوجياً على مر التاريخ من خلال حفاظنا على مفردات تراثنا حتى وإن كان شفاهياً». ويضيف: «تأثرت الموسيقى النوبية كثيراً خلال القرن المنصرم بعدد من المؤثرات الخارجية، أهمها السدود والخزانات التي بنيت على نهر النيل وسببت تهجير النوبيين من أماكنهم المستقرة إلى أماكن أخرى صحراوية. نعم الجغرافيا تؤثر بعمق في الموسيقى وسائر الفنون، فجغرافيا الأرض وعوائق الطبيعة ومفرداتها تؤثر في طبيعة كل الشعب وموسيقاه، بعدما كانت أغانينا عن الحب والجمال والشجاعة والاعتزاز بالوطن والأخلاق الحميدة، تحوّلنا إلى الغناء للحنين إلى الماضي والشوق الى الوطن والهجر. وتختلف الموسيقى النوبية عن المصرية في استخدامها السلم الخماسي، وهو نقطة التقائنا بالموسيقى الأفريقية». وعن الفرقة يقول رشوان: «جئنا من قرى نوبية عدة، منها كنوز وفجوات وجرف حسين وكلابشة وأبوهور. والبداية كانت عام ١٩٩٨ حين التقى ٢٨ شاباً مهتماً بالحفاظ على التراث النوبي والسوداني، وكانت الانطلاقة عام 2012. نحن ننتمي إلى أرض الذهب ونقدم الفن النوبي بطريقتنا الخاصة، ساعين الى تطوير موسيقانا التراثية لتتناسب مع العصر. وتحلم الفرقة بتمثيل مصر في الخارج ليتعرف العالم إلى التراث النوبي بزخمه ومفرداته وما يحويه من أيقونات حضارية». وأسس الفرقة أيمن رشوان، ومن أعضائها: النميري راشد، حماد القرشاوي، تيتو، بكير، علاء، أحمد عبدالله، ميدو، رامي عبود، عادل صادق، وكريم أبو عمر.