تابعت خلال الفترة الماضية ردود أفعال المواطنين حول موضوع تأمين الشعائر الحسينية حيث الارتياح العام الذي تمثل في تقدير المواطنين للإجراءات الأمنية التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز مفهوم ممارسة الحريات العقائدية. نجاح وزارة الداخلية في تأمين المساجد والحسينيات خلال شهر محرم الحرام لم يختص بالجانب الأمني فقط بل تجاوزه إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد ضرب رجالها أروع الأمثلة في الانضباط وحسن التعامل وما ترتب عليه من شيوع الارتياح بين جموع المواطنين، وترك صورة جميلة للوحدة الوطنية، فشكراً لهم على ما قدموه من جهد نال استحسان الكل. لم يكن غريباً على وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الذي قاد الخطة الأمنية بحرفية ومهنية عالية منذ التفجير الغادر لمسجد الإمام الصادق، فقد صدق أبو خالد حين قال لن ننتظر الإرهاب حتى يصل إلينا بل سنذهب إليه وكذلك فعل، والشكر موصول للفريق سليمان الفهد وقيادات الوزارة التي وجدت على مدار الساعة دون كلل أو ملل. وتابعت خلال الفترة الماضية ردود أفعال المواطنين حول موضوع تأمين الشعائر الحسينية حيث الارتياح العام الذي تمثل في تقدير المواطنين للإجراءات الأمنية التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز مفهوم ممارسة الحريات العقائدية. إذا ما استثنينا البعض القليل من المتعصبين، وهم القلة ممن يبحثون عن الإثارة الطائفية، نجد في الطرف المقابل أكثرية المواطنين تؤمن بأحقية ممارسة العبادة كحق كفله الدستور، وباركته القيم المجتمعية والنظم الديمقراطية. محاولات البعض النيل من ثورة الحسين وتصويرها على أنها حصلت بالأيام الخالية يجب نسيانها كأي قصة عابرة حصلت في الماضي، أما البعض الآخر والأكثر قبحاً فلم يكتف بهذا الطرح الساذج ليذهب بعيداً نحو الاستنكار على الإمام الحسين خروجه على حاكم زمانه، ومنهم من يريد أن يجعل من مقتله يوم فرح وسرور غير مكترث بمكانة الحسين من قلب الرسول محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم. كلمات الحسين، عليه السلام، سيظل أحرار ومصلحو العالم يرددونها على مر الزمن "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، ولهؤلاء المتعصبين نقول: أين أنتم من مبادئ الحسين العظيمة؟ وأين أنتم من أخلاق الحسين سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة؟ نصيحة لهؤلاء المتطرفين: اتركوا عنكم عداءكم لآل بيت النبي وصحابته الأبرار، فلا تضعوا أنفسكم في دائرة العداء مع الرسول الأعظم، ولا تكونوا خصماً له يوم القيامة، فالنبي الأكرم لم يسأل المسلمين إلا المودة بالقربى "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى". نعمة الأمن والأمان وحرية التعبير والاعتقاد يغبطنا عليها القاصي والداني، والمجتمع الكويتي يعي ذلك، ولن يفرط بها رغم علو صوت الغلاة وما تمر به المنطقة من غليان. في المقال القادم سأتناول ما بعد مرسوم الحل. ودمتم سالمين.