×
محافظة المدينة المنورة

المدينة: «الأمر بالمعروف» تنفي مطاردة شاب برفقة فتاة

صورة الخبر

بقلم : صالح الديواني وسط الروح العالية التي رأيتها في جامعة جازان وعيا ووجدانا، ستكون المحصلة ناتجا معبرا عن الثقافة الجامعية الحديثة بكل علمها وأعرافها، وحين تنظر إلى منظومة العمل داخلها، ستتعرف أن مستقبلا عظيما يلوح في الأفق صنعت الجامعات العالمية عبر العصور تاريخها المجيد، من خلال تقديمها للنماذج الكبيرة من العقول المبدعة والمميزة، ووقعت اسمها ضمن قوائم الشرف التاريخية في الضمير الإنساني، وأنا موقن أننا الآن نعيش فترة زمنية، تصنع فيها جامعة جازان تاريخها، ليس عبر وجودها كصرح فقط، بل عبر آلاف من الخرجين الذين سيصنعون الفارق الحقيقي في مجتمعهم وبيئتهم، وسيدونون ذات عمر تاريخهم الشخصي الذي سيرتبط باسم هذه الجامعة، التي كانوا ثمار تربيتها وتعليمها وطريقتها. الاثنين الماضي، تشرفت بدعوة طيبة من مدير جامعة جازان شخصيا؛ لحضور حفل تخرج الدفعة التاسعة من خريجي الجامعة على مختلف التخصصات، وعلى شرف أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، وللحق فقد كان حفلا رائعا ومبهجا بكل المقاييس، عكس مستوى إجادة أفراد فرق العمل ونوعية الجمال في هذه الجامعة الفتية، حضرت وكنت في قمة سعادتي برؤية كثير من أبنائنا الخريجين في مختلف الأقسام والتخصصات يصطفون في طوابير مُفرحة تعلن عن مستقبل عظيم إن شاء الله، مستقبل سيكونون فيه أعمدة هذا البلد الكريم وأسباب تقدمه، سعدت كثيرا وأنا أستمع إلى صوت 77 طبيبا يؤدون قسم المهنة وشرفها، سعدت كثيرا وأنا أشاهد طابورا لأكثر من 376 مهندسا، سعدت أكثر بتخريج الدفعة الأولى للعنصر النسائي من كلية الطب، التي بلغت 52 طبيبة، أشياء كثيرة كانت مُفرحة ذلك المساء المثير، كان مذهلا صوت الإعلامي موسى محرق ورائعا، وهو يعلن عن 8000 خريج وخريجة لهذا العام من جامعة جازان، كان كل شيء يدعو إلى الفخر تلك الليلة. حضرت والتقيت بالكثير من الأصدقاء والأبناء الأعزاء، الذين فخرت وأفخر بهم جيلا مستنيرا، سيضع أغلبهم بصمته في حياة مجتمعه إن شاء الله. مرة قال لي أحد الأصدقاء المنتسبين إلى إدارة التعليم بمنطقة نجران: حين كنا ندرس في أبها كنا نطلق على جازان بلد الخمسين دكتورا، وأظنها اليوم قد أصبحت بلد الخمسين ألف دكتور، ولا أظنه إلا قد صدق. أعجبني ما كتبه الدكتور محمد حبيبي أحد أهم كوادر الجامعة على صفحته بـفيس بوك، واصفا انطباعاته عن المشهد فيقول: كان هذا المكان قبل سنوات أرضا فضاء؛ كان هؤلاء الشبان الذين احتفى بهم هذا الكرنفال مستجدين؛ والليلة تمت حفلة عرسهم خريجين، في جامعة منحوها ثقتهم؛ فمنحتهم ثقتهم بأنفسهم.. تبادل الثقة يمنح الشيء الكثير.. ألف مليون مبروك لكل خريج.. لكَم أنا حزين لأنهم سيتركوننا؛ ولكَم أنا سعيد بهم ولأجلهم.. لأنهم أضاؤوا هذا المكان وقلوبنا بخطواتهم ومحبتهم؛ لن ننساكم أحبتنا.. فيما جاء أحد الردود من أحد المتداخلين بالمناسبة: الحفل كان مغايرا تماما عن كل الاحتفالات بالمنطقة.. كرنفال جميل كان من إعداد وتنسيق وأداء وإخراج أبناء هذا الصرح العظيم.. وكان قائدهم شخص عظيم تعب كثير وسهر الليالي من أجل هذا الكرنفال؛ كي يخرج بصورة جميلة تليق بالطلاب وبالجامعة والمنطقة أولا.. دكتور محمد عندما شاهدتك معنا خلف الكواليس، وكنت حريصا على أن نظهر على عتبة المسرح بأفضل حلة، أيقنت حينها أن المناصب ليست بالجلوس في المقدمة والتقاط الصور التذكارية. وسط هذه الروح العالية وعيا ووجدانا وهذه الأجواء الرائعة، ستكون المحصلة ناتجا إيجابيا معبرا عن معنى الثقافة الجامعية الحديثة بكل زهوها وعنفوانها ووعيها وعلمها وأعرافها، وحين تنظر إلى تشكيل منظومة العمل داخل أروقة هذه الجامعة ستتعرف أن مستقبلا عظيما يلوح في الأفق، فأهلا به على أيدي شباب الغد لهذا البلد الكبير، المملكة العربية السعودية.   نقلا عن الوطن