مع بداية معركة استعادة الموصل من أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، يطرح الكاتب والمحلل السياسي التونسي، عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية، كتلة من التساؤلات الحائرة التي لن تجد لها جوابا، بحسب تعبيره، والتي رافقت دخول داعش بكل سهولة ويسر إلى الموصل، وبعد أن ظل التنظيم يحشد قواته على الحدود العراقية وانطلاقا من مدينة الرقة السورية التي اتخذها «عاصمة له» طيلة أكثر من شهر، وتحت أعين ورصد الولايات المتحدة. وقال الرياحي، في مقاله المنشور اليوم بصحيفة الشروق التونسية، إن المنطقة تدخل فصلا جديدا لا يقل غموضا عن غموض فصل دخولهم إلى العراق، ليبقى السؤال الكبير قائما من أعطى الضوء الأخضر للدواعش؟ ومن فتح لهم الطريق؟ وإلى أين سوف يسيرون ويسيّرون وما هي الوجهة النهائية والهدف الجديد لهم؟ أسئلة سوف لن نجد لها جواب والا لكنّا وجدنا أجوبة لطريقة تعاظمهم في سوريا أولا وفي العراق ثانيا ليصبحوا قوة تؤرق دولتين في حجم سوريا والعراق بل ويقتطعوا أجزاء هامة من أراضيهما ليقيموا عليها ما سمي دولة العراق والشام. ويؤكد الكاتب أن أجوبة هذه الأسئلة سوف تتأخر إلى حين اكتشاف الساحة الجديدة في إطار ما بات يعرف «مقاولة الشرق الأوسط الجديد»، وقد لا نفاجأ باندفاع كرة النار باتجاه ساحات أسهمت في تأجيج الحريقين السوري والعراقي. نص المقال: ما سمي معركة استعادة الموصل من أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي وما سبقه من تصعيد داخلي واقليمي ودولي يبدو أنه بصدد التحول إلى كتلة من التساؤلات الحائرة التي لن تجد لها جوابا. الاسئلة رافقت دخول هذا التنظيم الارهابي الى المدينة تتعلق بطريقة الدخول وبتلك السهولة التي دخل بها عناصر التنظيم الى كل ذلك الشريط الكبير والممتد والتي لم تجد لها أجوبة الى الآن، فقد ظل التنظيم يحشد قواته على الحدود العراقية وانطلاقا من مدينة الرقة السورية التي اتخذها «عاصمة له» طيلة أكثر من شهر. وظل رئيس وزراء العراق آنذاك ـ نوري المالكي ـ يصرخ مستنجدا بالطيران الامريكي كي يتدخل ويريحه ويريح العراق من ذلك الخطر الداهم لكنه نادى ولا حياة لمن نادى. الى أن كان توغل عناصر التنظيم الارهابي بتلك السهولة توغل انتهى بإعلان قيام ما سمي دولة العراق والشام ليتوج أبوبكر البغدادي «خليفة» ويتربع على «العرش». لم تجبنا الادارة الأمريكية حتى الآن وهي التي تزعم محاربة الارهاب كيف عجزت ترسانة أقمارها الاصطناعية وطائرات التجسس التابعة لها وأنظمة وتشكيلات مخابراتها عن رصد تحركات عناصر التنظيم، وتجمعهم على الحدود السورية العراقية ومن ثم انقضاضهم على أجزاء من دولة هي نظريا حليفة للولايات المتحدة بل وتقع تحت وصايتها بعد عملية الغزو والاحتلال وما أفضت اليه من قيام سلطات تابعة لها ومن اتفاق عسكري يضمن لها الهيمنة على العراق ويطلق أيديها في هذا البلد. وراء هذه الأسئلة حول سهولة دخول الدواعش الى العراق تزدحم أسئلة أخرى لا تقل وجاهة وتتعلق بـ«طريقة» خروج الدواعش وبـ«وجهتهم» الجديدة. قيل أول أمس واستباقا لهجوم القوات العراقية وما يسمى «الحشد الشعبي» لتحرير المدينة، أن الدواعش أعلنوا عبر مكبرات الصوت «انسحابهم» من مدينة «كثر فيها النفاق» حسب زعمهم. وبذلك تدخل المنطقة فصلا جديدا لا يقل غموضا عن غموض فصل دخولهم الى العراق. ليبقى السؤال الكبير قائما من أعطى الضوء الأخضر للدواعش؟ ومن فتح لهم الطريق؟ والى أين سوف يسيرون ويسيّرون وما هي الوجهة النهائية والهدف الجديد لهم؟ أسئلة سوف لن نجد لها جواب والا لكنّا وجدنا أجوبة لطريقة تعاظمهم في سوريا أولا وفي العراق ثانيا ليصبحوا قوة تؤرق دولتين في حجم سوريا والعراق بل ويقتطعوا أجزاء هامة من أراضيهما ليقيموا عليها ما سمي دولة العراق والشام. ويبدو أن أجوبة هذه الأسئلة سوف تتأخر إلى حين اكتشاف الساحة الجديدة في إطار ما بات يعرف «مقاولة الشرق الأوسط الجديد». وقد لا نفاجأ باندفاع كرة النار باتجاه ساحات أسهمت في تأجيج الحريقين السوري والعراقي.