قد تكون الصدف والمفاجآت تحول موظفا بسيطا ذا طموح متواضع إلى قائد ملهم يقود قطاعا لم تكن تتوقعه ولكن إرادة الله فوق كل شيء. معالي د. أحمد بن محمد العيسى وزير التعليم هو واحد من هؤلاء العصاميين والمكافحين في الوصول إلى قيادة التعليم العام والجامعات والكليات. بالأمس القريب أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- قرارا بتكليفه برئاسة مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بعد أن كانت تحت مظلة وزارة العمل، وتوالى على رئاسة مجلسها عدد كبير من الوزراء في مقدمتها الدكتور غازي القصيبي رحمه الله وغيره، وآخرهم د. مفرح الحقباني وزير العمل حاليا، حتى أنفك هذا الارتباط بصدور هذا القرار الكريم الحكيم، بأن يكون وزير التعليم هو الذي يرأس مجلس التدريب التقني، د.أحمد العيسى وهو أصلا ابن المؤسسة وترعرع فيها وله حكاية مع الإنجاز والتطوير. أحمد بن محمد أحمد العيسى صدر قرار تعينه وزيرا للتعليم في 11 ديسمبر 2015، حصل العيسى على الدكتوراه في المناهج وطرق التدريب من جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عين عميدا للكلية التقنية بالرياض، ثم عميدا لكلية اليمامة ثم مديرا لجامعة اليمامة، ثم مستشارا لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية، ونائبا لرئيس مجلس إدارة مدارس الرياض. كما كان عضوا فعالا في الكثير من الهيئات الحكومية والمنظومات الخاصة، وله دور واضح في ظهوره في المؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية والتعليمية. انضمامه إلى وزارة التعليم بخبرته الكبيرة، يعتبر خطوة ناجحة تضاف إلى مسيرة نجاحه، ليساعد في تحقيق المزيد من التكامل بين مؤسسات التعليم والتدريب في المملكة، بتأهيل الشاب السعودي وإكسابه المهارات والمعارف والقدرات التي تحقق المتطلبات المهنية والوظيفية التي يحتاجها في سوق العمل، وتسهل لهم الحصول على وظيفة بعد التخرج واكتشاف الميول والقدرات لدى أبنائنا الطلاب للالتحاق بالمجالات التقنية والمهنية. كنت التقيت معه عندما كان أستاذا في تقنية الرياض، في مناسبة زيارة وفد رفيع المستوى من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، لزيارة أرامكو السعودية في الظهران ورأس تنورة، قادما من جميع مناطق المملكة للاطلاع والاستفادة من خبرات أرامكو، وكان يتحدث مع المسؤولين ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ويدونها في أجندته. عندما أناقشه عن المؤسسة أجد في قلبه هموما وملاحظات واقتراحات يرغب أن يدخلها في تلك المؤسسة لتطويرها، ولكن كان يصطدم بعقبات وحواجز تحول دون تنفيذيها. اليوم أصبحت رئيسا لمجلس إدارتها وها هي الفرصة أتت على طبق من ذهب لتطوير الكليات والمعاهد التقنية مع المحافظ الجديد وعمداء ومدراء المعاهد، فهم ينتظرون منك وضع بصماتك التطويرية التي طالما حلمنا بها جميعا ليرتقي بها الوطن شامخا عزيزا.. أعانك الله.