(1) على صفحة كاملة من جريدتنا «المدينة» كَتَب (الأمير خالد الفيصل) بخطّ يَده يوم الأحد الماضي ما نَصّه: (مع إطلالة كلِّ عام يُهديني إنسان مكة باقةَ أمل وتفاؤل؛ لا عدمْتكم). لَفْتَةٌ رائعة، ولمسة تواصل بديعة؛ أجزم بأن لها صداها الإيجابي عند (أهل مكة الطيّبين)؛ الذين يحرص (الفيصل) على لقاء مختلف شرائحهم بصورة دوريّة، يستمع لهم ويُحاورهم. فكم نحنُ بحاجة لتعميم مثل تلك اللمسات والتجارب الراقية، وما تحمله من تواصل مباشر بين المسؤول والمواطن؛ فهي قادرة على (تقوية العلاقة الإيجابية) بينهما، كما أنها تفتح الأبواب للمسؤول ليطّلع على الواقع الفعلي للمؤسسة التي يُديرها؛ ومستوى ما تُقدِّمه من خدمات؛ بعيداً عن ما يصله من تقارير قد تكون مُعلَّبَة أو مُزيَّفة؛ أيضاً هناك التقارب الإنساني بين الجانبين (أعني المواطن والمسؤول)؛ الذي من شأنه أن يقضي على الشائعات، ويُعَزّز من التلاحم والوحدة الوطنية التي نسعى لها دائماَ. (2) البرامج التي تسعى لتعزيز (الأمن الفكري) في المجتمع مهمة جداً؛ ولاسيما والساحة تعج اليوم بمختلف التيارات الفكرية؛ ولكن الملاحظ أن هناك العديد من المؤسسات تقدمها كـ(هيئة كبار العلماء، والتعليم العام، والشؤون الإسلامية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والجامعات... والقائمة طويلة)؛ وهنا لترشيد المصروفات، وحتى لا تتَشَتَّت الجهود؛ ولتكون تلك البرامج أكثر فاعلية وتأثيراً أرى أهمية توحيد مصدرها، على أن تكون بأسلوب ولغة تواكب معطيات وأدوات العصر. (3) مَضَت عدة أيام على تلك (الأدْخِنَة) التي تنبعث من باطن الأرض في أطراف (حي الملك فهد بالمدينة المنورة)؛ الدفاع المدني هناك نفى أن تكون بُرْكانيّة، وأكد بأنها من نفايات مطمورة تحترق؛ ولكن المسكوت عنه حتى الآن؛ إذا كان ذلك الحَي أو بعضه مسكون في أسفله بالنفايات؛ فمن المسؤول عن دفنها؟ ولماذا لا يُحقّق معه ثم يعاقب؟! ثم ألا يمكن أن تكون تلك الأدخنة ضارة بصحة الإنسان؟ فأين دور (صحة المدينة) الغائبة تماماً عن المشهد؟! aaljamili@yahoo.com