الجزيرة - فايز المزروعي: تشهد أسعار الغاز الطبيعي حالياً، انخفاضاً كبيراً لم تصل له منذ ستة أعوام، لتتراجع هذا الأسبوع عن أعلى مستوى قياسي لها عند مستوى 6.378 بسبب استمرار الطقس البارد في الولايات المتحدة الأمريكية، والأحداث السياسية في أوكرانيا. وشكّل سعر الغاز ميلاً هابطاً بعد تحقيقه لمستوى 6.460 ليسجل مستوى 5.350 بتداولات أمس الأول، كما لوحظ امتداد التداولات الهابطة منذ الفترة الصباحية أمس الثلاثاء، حتى وصل لحظة إعداد هذا التقرير إلى مستوى 4.718 دولاراً، نتيجة لتوقعات الطقس والأحداث السياسية في أوكرانيا والتي يمر عبرها خط أنابيب الغاز العالمية، كما انخفض إجمالي عدد حفّارات الغاز بمقدار 7 مقابلات الأسبوع السابق، ولكنه ارتفع بمقدار 2 مقابل ما كان عليه في نفس الوقت من العام السابق، وفقًا للبيانات الصادرة عن مؤسسة «باكر هوجيز». وبلغ إجمالي عدد الحفارات 337 حتى يوم 14 فبراير، بانخفاض قدره 14 مقارنة بما كان عليه الأسبوع الماضي، وبانخفاض قدره 84 منذ العام الماضي، وذلك بعد انخفاضها في الأسبوع الماضي بمقدار 7 حفارات.. وكان عدد حفارات النفط 1.423 بزيادة قدرها 7 مقابلات الأسبوع الماضي، وأكثر بمقدار 86 حفاراً بالمقارنة مع ما كان عليه في الوقت ذاته من العام الماضي. أمام ذلك، قال لـ«الجزيرة» رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الإستراتيجية الدكتور راشد أبانمي، إن أسعار الغاز تختلف من مكان لآخر، وترتبط بعدة عوامل كالمناخ واحتياجات الدول، ولكنها لا تخضع للعرض والطلب كالنفط، فمثلاً سعر الغاز في السعودية أرخص بكثير من سعره في اليابان، كما تختلف أسعاره في أوروبا وأمريكا أيضاً، حيث تأثرت الأسعار في الولايات المتحدة كثيراً بوفرة إنتاج الغاز الصخري وانهارت في وقت سابق لتصل لأقل من دولارين، إلا أنها استعادت بعض عافيتها وهي تتداول في مستوى 3-4 دولارات للمليون وحدة حرارية. وقال أبانمي: كان تأثير فصل الشتاء في الولايات المتحدة وأوروبا، تأثيراً إيجابياً في أسعار الغاز الطبيعي، وحقق أحسن أداء له بين السلع الأساسية منذ بداية العام وحتى الآن، ولكن توقع خبراء الأرصاد الجوية بأن «الريح القطبية» التي حدثت هذا الأسبوع هي الموجة الأخيرة لهذا الشتاء، مما تسبب بضغط كبير على أسعار الغاز، حيث شهدت أكبر انخفاض في يوم واحد منذ ست سنوات، كذلك هناك الأحداث السياسية في أوكرانيا التي كان لها تأثير على أسعار اليوم التي انخفضت بشدة، حيث جمدت روسيا مساعدات مالية بالمليارات كانت تعهدت بها لأوكرانيا، وذلك عقب عزل الرئيس الروسي فيكتور يانوكوفيتش، إذ من المعروف أنه تم في 2009 إبرام الاتفاقية الدولية لبناء خط أنابيب الغاز العالمية وعرفت بـ»مشروع أنابيب غاز نابوكو» ومدى تأثير ذلك على الجيوسياسية العالمية حول الطاقة. من جهته، أوضح الخبير النفطي حجاج بوخضور أن الغاز عموماً لا يخضع لقوى السوق، فالأمر متروك في أسعاره للمستوردين الذين هم من يتحكمون بأسعاره في السوق، وليس المصدرين له، وبالتالي فإن انهيار أسعار الغاز في الوقت الحالي له علاقة كبيرة بقرارات سياسية، أو أنه يرجع إلى أن أطرافاً مستفيدة عملت على تسجيل مبايعات منخفضة كي تفرض هذا المستوى من الأسعار على السوق، حتى تقوم هي بالشراء، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قطاع البتروكيمياويات يعتبر من أكبر القطاعات استفادة من هذا الانخفاض، لكون الغاز يمثل المادة الأولية في صناعتها، مما يؤدي بالتالي إلى انتعاشها بسبب انخفاض الأسعار الراهن. وبين بوخضور، أن أسعار الغاز لا توجد لها آلية معينة في العرض والطلب، أو بمعنى أنه لا توجد لها وحدة تنظم الأسعار مع كمية الإنتاج، حيث لا توجد علاقة بين الإنتاج والأسعار في الغاز، بخلاف النفط الذي يخضع عادة لعوامل معروفة تتحكم بأسعار والتي منها عامل العرض والطلب.