دعت بريطانيا وفرنسا الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الحملة الجوية الروسية في سوريا وفرض المزيد من العقوبات على موسكو، غير أن مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد استبعدت ذلك، وسط انقسام أوروبي في هذا الصدد. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن الضغط على روسيا يجب أن يكون قويا، مشيرا إلى أن إظهار الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا يمكّن من المضي قدما في وقف ما وصفها بمذابح السكان في حلب. وتريد بريطانيا وفرنسا فرض حظر سفر على عشرين سوريا آخرين، وكذلك إضافة 12 روسيًّا إلى قائمة العقوبات التي تضم مئتي آخرين، بينهم ثلاثة إيرانيين، وذلكلدورهم في الصراع الدائر في سوريا. لكن وزراء خارجية الاتحادلم يظهروا -خلال اجتماع اليوم الاثنين في لوكسمبورغ- حماسة إزاء تعزيز العقوبات المفروضة على روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية، رغم دعوة من الولايات المتحدة وبريطانيا لإجراءات جديدة بسبب القصف الروسي المكثف على مدينة حلب. فقد أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيديركا موغيريني اليوم أن الاتحاد الأوروبيلا يفكر في فرض عقوبات على روسيا بسبب دورها في سوريا. وقالت موغيريني لدى وصولها إلى الاجتماع ردا على سؤال حول خطوات مقبلة ضد موسكو، "لم تطرح أي دولة عضو في الاتحاد هذه المسألة"، مضيفة أن مناقشات تجري لتوسيع العقوباتعلى النظام السوري. واجتمع وزراء خارجية الاتحاد اليوم بعد فشل اجتماع وزير الخارجية الأميركي ونظرائه الأوروبيين أمس الأحد في تحقيق انفراجة للدعوة لإنهاء قصف أحياء حلب الشرقية. وجرت محادثات دولية السبت في لوزان بحضور الولايات المتحدة وروسيا وأبرز الأطراف المعنية بالنزاع السوري، لكنها فشلت في التوصل إلى أي تقارب. 5172802581001 948dc59a-69d9-4b93-a06c-63a8d08db069 18d8e458-89ca-49f7-adb6-6e9f4aa94c3a video انقسام أوروبي وبدا الاتحاد الأوروبي منقسما على نفسه بشأن إستراتيجية التعامل مع روسيا -أكبر مورد للطاقة له-حيث توجدخلافات بشأنالمدى الذي يتعين عنده انتقاد موسكو وما إذا كان هناك ما يدعو لفرض عقوبات على الروس. كما أن ثمة العديد من الدول تتردد كثيرا في فرض عقوبات على روسيا، أبرزها اليونان وقبرص والمجر، فضلا عن النمسا التي أعلنتمعارضتها اليوم. وفي إشارة أخرى على الانقسامات بشأن روسيا، ما زال الدبلوماسيون يواجهون صعوبات في صياغة البيان الدبلوماسي الذي سيصدره وزراء الخارجية اليوم ويختلفون حول ما إذا كان يتعين ذكر روسيا بالاسم. وتفيد مسودة اطلعت رويترز عليها بأن وزراء الاتحاد الأوروبي سيدينون "التصعيد الكارثي" لهجوم الحكومة السورية لاستعادة شرق حلب بدعم من روسيا وإيران. وتقول المسودة إن الضربات الجوية على مستشفيات ومدنيين "قد تصل إلى حد جرائم حرب" وسيدعون "سوريا وحلفاءها" للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويلتقي قادة الاتحاد الخميس المقبل في قمة في بروكسل حيث ستتم مراجعة العلاقات مع روسيا، لكن الآمال في تخفيف التوتر بين الطرفين قد تتبدد بسبب الأزمة السورية.