×
محافظة المدينة المنورة

«وجع الفراق» يخطف فرحة نزلاء دار رعاية المدينة بالعيد

صورة الخبر

لا يعقل أن يكون لدينا بلدٌ بمساحة أكثر من مليوني كيلومتر مربع كثاني أكبر دولة عربية مساحة أو ما يعادل مساحة فرنسا 3 مرات ولا يوجد لدينا مدينة سعودية ترفيهية سياحية متكاملة، ولو واحدة على الأقل على غرار ما نشاهده لدى دول أخرى أقل مساحة منا.. ولكنهم أكثر تقدماً منا أو على الأقل أفضل تخطيطاً منا.. قد لا يعلم البعض أن السعودية تمتلك 1300 جزيرة سعودية حسب كتاب صدر عن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مؤخرًا بعنوان (جزر المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي) وللأسف لم يفكر أحد في استغلال إحدى تلك الجزر لإنشاء مدينة ترفيهية متكاملة للسعوديين ولزوارها. مدن مثل جدة أو الخبر أو الطائف أو أبها، لم تنشأ أصلاً من أجل أن تكون مدينة ترفيهية أو سياحية، بل هي مدن سكنية تحولت مع مرور الوقت وبفضل موقعها الجغرافي وبفضل أجوائها الصيفية أو الشتوية إلى مدينة جذب سياحي.. لكن نحن هنا نتكلم عن مدينة ترفيهية متكاملة تستطيع أن تقضي فيها نهاية أسبوع مليئة بالمتعة والبهجة والسعادة لك ولعائلتك، ضمن ضوابط شرعية وبحدود الأنظمة والقوانين المعمول بها داخل البلد. قد لا تتخيلون كم حجم الأموال التي ينفقها السعوديون خلال العام على سياحتهم أو أنشطتهم الترفيهية خارج الوطن. نحن نتكلم عن أرقام تصل إلى المليارات حسب دراسات موثقة قامت بها جهات متخصصة ومحايدة. يكفي أن تشاهد عدد الأفراد والعائلات السعودية التي تقضي هذا العيد في دبي على سبيل المثال أو في البحرين أو في دول أوروبا والدول الآسيوية أو حتى تركيا التي لحقت مؤخراً بركب خطف كعكة من هذه المليارات السعودية المهاجرة سنوياً إلى الخارج بقصد السياحة والترفية والاستجمام.. انظر إلى حجم الحجوزات لدى وكالات السفر هذه الأيام! وكأن تحويلات الأجانب الشهرية والسنوية التي تحول خارج البلاد (بالمليارات سنوياً) لا تكفي لوحدها لإضعاف اقتصادنا السعودي، بل لحقت بها أموال من أبناء الوطن والتي تُصرف بالخارج بقصد السياحة والترفيه وخلافه.!! كما يعلم الجميع أقرب مدينة لنا روادها سعوديون هي دبي والمنامة والتي لا تحوي شيئاً أكثر مما هو موجود لدينا بالرياض أو جدة أو مدن أخرى. نفس المولات تقريبا!! نفس مراكز الشراء والموضة والماركات العالمية!! نفس المطاعم!! نفس المقاهي!! بل نفس الأجواء تقريباً؟؟ ربما يزيدون عنا ببعض الأمور التي لا نتفق معها لا شرعاً ولا عقلاً وهي أصلاً ليست مجال حديثنا هنا. لقد أصبح لزاماً على هيئة السياحة السعودية بدعم حكومي مباشر وبمشاركة من القطاع الخاص إلى استثمار هذا الجانب لدينا كشعب يحب السفر والترحال والسياحة والترفيه إلى إنشاء مدينة سياحية ترفيهية كاملة مستقلة سواء على إحدى هذه الجزر السعودية المنتشرة على الخليج العربي أو البحر الأحمر أو مناطق أخرى، وتوفير جميع ما تحتاجه الأسرة السعودية فيها. كان هناك مقترح متداول وقد سمعته في أكثر من مناسبة وهو عبارة عن إنشاء مدينة قرب حدود المملكة مع إحدى دول مجلس التعاون في منطقة ساحلية على أن تكون مشتركة “حدود مشتركة”.. وتكون باستثمار سعودي مشترك مع الدول المجاورة. يتم إنشاء مجموعة فنادق ضخمة فيها وتوفير البنى التحتية المهمة من مستشفيات ومطار ومترو والمنفذ البري وربطها بقطار إلى العاصمة السعودية الرياض وإلى الدمام وأيضاً إنشاء شبكة اتصالات متقدمة فيها، والنقطة الأهم وهي إنشاء مدينة ترفيهية كاملة مع توفير دور للسينما ومسارح وأنشطة فنية ورياضات مختلفة ومنطقة تخييم برية متكاملة وساحل أو شاطئ بحري متكامل مع مرسى لليخوت، ولك أن تتخيل أفضل ما يمكن أن يكون في تلك المدينة، على أن تكون نموذجاً يُحتذى به في السياحة العائلية المحافظة.. وبالتالي تدور أموال أبناء الوطن للوطن.. فهل ذلك حلم صعب المنال؟ أم أنه سوف يستمر نزف الأموال المهاجرة كل عام؟ - كاتب صحفي وعضو جمعية الإدارة السعودية - الرياض