فيما تنتظر الأزمة الرئاسية نتائج الحراك الذي يقوده زعيم «تيار» المستقبل الرئيس سعد الحريري، لإنهاء الشغور الرئاسي قبل موعد جلسة انتخاب الرئيس السادسة والأربعين، أكمل «التيار الوطني الحر» استعداداته اللوجستية للنزول إلى الشارع اليوم، على طريق بعبدا، إحياء لذكرى 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، وسيتخلّله خطاب لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، سيكون «انفتاحياً» وفق عضو التكتل النائب ألان عون. وكان الاستحقاق الرئاسي إضافة الى الشؤون السياسية والاقتصادية، مدار بحث بين الرئيس ميشال سليمان في دارته في اليرزة، مع رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة. وفي المواقف، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، خلال جولة في بلدة برقايل (عكار): «في السياسة، أقول إننا تحملنا ثقلاً كبيراً من خلال مشاركتنا في الحكومة، التي قيل أنها جاءت لخمسة أشهر، فإذا بها يطول أمدها بطول أمد الشغور الرئاسي. السياسة ليست شيئاً منزلاً من السماء، وأنا شديد الاحترام لسلة الرئيس بري، وتمنياتي أن يأتي رئيس بالأمس قبل اليوم». وقال وزير العدل المستقيل أشرف ريفي: «لن نقبل ونسعى دائماً للحؤول دون وصول أي انسان يرضى بالمحور الايراني- السوري في لبنان، ولن نسلم هذا الوطن لايران والنظام السوري، ونسعى الى أن يكون هناك رئيس من ضمن قوى 14 آذار وفي أسوأ الأحوال نقبل باختيار رئيس محايد، ولكل من يتوهم اننا نقبل بوصول مرشح 8 آذار الى قصر بعبدا، نؤكد له بأنه يعيش بالأوهام، وان قراءتي ومعلوماتي تشير الى انه لن ينتخب رئيس في الجلسة المقبلة، وسيسقط أصحاب هذه الأوهام بأوهامهم، ولن يدخل قصر بعبدا مرشح 8 آذار». و دعا عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة، الى «التخفيف من وطأة التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية»، معتبراً أن «العقدة في الرئاسة اللبنانية يظهرونها كأنها تأتي من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهي ليست كذلك، هناك ضمانات لم تعط بعد، لا لأطراف لبنانية ولا لأطراف إقليمية ودولية، وهل لبنان سيبقى ملتزماً إعلان بعبدا؟ وهل لبنان، سيعود بحكومة يرأسها الحريري، على الأقل، الى النأي بالنفس في الموضوع السوري، الذي مشى فيه رئيس موال لسورية هو نجيب ميقاتي»، مشيراً الى أن «هناك محاولات جدية لانتخاب رئيس، ويبدو أن الرئيس سعد الحريري أخذ قراره بأن ينتقل من ترشيح الوزير سليمان فرنجية الى ترشيح علني للعماد عون، وقد يكون هذا الإعلان في الأسبوع المقبل، إلا أن الحريري نفسه يقول أنه يستكمل المشاورات». وأكد أن على «العماد عون توضيح موقفه من نقاط عدة قبل أن أنتخبه رئيساً للجمهورية»، سائلاً عون: «أين أنت من وثيقة «مار مخايل»؟ وهل أنت حليف لـ»حزب الله» في السلطة أو رئيس لكل اللبنانيين؟». وأوضح حمادة أنه «طُرح مرشّحون من «8 آذار»، ونحن اليوم في انتظار قرارها لاختيار الرئيس». ورأى «أن التفاهمات التي تؤدي الى انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة، لم تستكمل بعد على رغم جديتها». ووجّه سؤالاً الى اللبنانيين: «هل انتخاب رئيس للجمهورية هو بداية الحل أو بداية مشكلة؟»، معتبراً أن «الحل ليس بانتخاب الرئيس فقط، إنما بإقامة تفاهمات مع الرئيس بري، ومنها ما يزيد عن تفاهمات بري، أي ما يتعلق باقتناء السلاح واحترام الدستور وعودة المؤسسات الى العمل»، مشيراً الى أن «الدولة فاشلة، والمساهم في فشلها هو عون». وشدّد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، على «أن العماد عون هو مرشح أساس للرئاسة، وقبول الرئيس سعد الحريري بترشيحه سيغير المسار الرئاسي برمته»، مضيفاً: «المطلوب أن يشمل التفاهم باقي الأفرقاء». وإذ نوّه جابر في حديث الى برنامج «أقلام تحاور» عبر صوت لبنان، بـ «انفتاح التيار الوطني الحر الأخير على الكتل النيابية كافة»، أمل بأن «يؤدي التواصل الحاصل الى تفاهمات تنعكس على ملف الرئاسة». وعن وجود تفاهمات ثنائية حول تفاصيل المرحلة المقبلة، دعا الى «عدم استبعاد أي طرف من الأطراف عن التفاهمات الحاصلة»، وقال: «لا نريد أن نشعر كأننا كالزوج المخدوع». وأكد أن «التواصل مع كتلة المستقبل والرئيس الحريري لم ينقطع يوماً والحوارات مستمرة». وأشار الى أن «أحداً لا يريد وضع العصي في دواليب الملف الرئاسي»، مستغرباً «وضع شروط على المشاركة في جلسات المجلس النيابي»، وأوضح أن «أي نتائج سلبية تترتب على عدم عقد جلسة مالية للمجلس، سيتحمّل الجميع مسؤوليتها»، داعياً الى «حصر النقاش بمشروعين لقانون الانتخاب على أن يتم البت بأحدهما». وأشار عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، في تصريح له عبر «تويتر»، الى أن الأيام المقبلة «ستشهد تطوراً إيجابياً على صعيد الانتخابات الرئاسية». وأكد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سيمون أبي رميا، أن «الرئيس سعد الحريري حسم أمر ترشيحه الجنرال عون، وهو يسعى إلى تأمين أكبر قدر من التضامن الخارجي حول المرحلة المقبلة، لضمان عدم تخلّي المجتمع الدولي عن لبنان في حال وقوع إشكاليات داخلية». واعتبر أن «الرئيس بري يجب ألا يكون معرقلاً لمشروع سياسي نجتمع وإياه حوله، لأننا حلفاء في الخط السياسي نفسه»، مشيراً الى أن «عون حتماً سيجتمع ببري لتوضيح الأمور العالقة بينهما، لأنه يطمح إلى أن يكون رئيس الوحدة الوطنية في لبنان». واعتبر سفير لبنان السابق لدى واشنطن، عبدالله بو حبيب، أن «الكلمة الأخيرة في الملف الرئاسي تبقى للرئيس سعد الحريري في حال أعلن ترشيح العماد عون»، لافتاً إلى أن «وصول الحريري الى رئاسة الحكومة أصبح شبه محسوم». ورأى بو حبيب أنه «إذا تم انتخاب عون رئيساً، فهو سيكون رئيس كل لبنان وليس شريحة من دون أخرى»، مشيراً إلى أن «عون لا يمكن أن يعد الرئيس بري بشيء، لا سيما على صعيد الحقائب الوزارية، لأن الأمر يحتاج الى تفاهم مع رئيس الحكومة». وأوضح أن «نواب التيار الوطني الحر وحزب الله لن ينزلوا الى ساحة النجمة إلا في حال تأكد فوز عون بأكثرية الأصوات».