قبل بداية كل موسم تستعرض الأندية أسماء مدربيها وتصفهم بأنهم الأقدر والأكمل في الإعداد والتجهيز، خيار صحيح ومنهج إداري يدعم مسيرة الفريق غير أن العجلة لا تدور ولا تسير بالركب كما ينبغي فكل الخيارات جهد سمسار والنجاح ضربة حظ والأموال المهدرة لا حسيب ولا رقيب عليها وكأنها فتات تذروه الرياح. التخطيط مطية كل عام والمساندة من الحاشية ذات الصوت العالي والحضور المرتب له جيدا جاهزة؛ فالقالب واحد وإن تعددت الوجوه والدور يلعبه كل من أراد الشهرة مطية من خلال الوسط الرياضي. الجماهير تغفو على تعب وتسعى لطرده فتصاب بالكلل والنصب فالشباك لا تدخل منه ريح طيبة، بل ريح سموم حارقة تأكل الأخضر وتذرو اليابس مما تبقى من كرامة النادي وفق أهواء الأملاك الخاصة. الهيئة العامة للرياضة ومن خلفها اتحاد كرة القدم نرى لهم جهدا فنشكره وحضورا نؤيده ومساعي تستحق الإشادة غير أن الخطب أكبر من الطاقة المبذولة لتداركه والصلاحيات لم تكن بمستوى الحدث والشرهة في العتب من بعض الرؤساء جعلت حمرة الخجل تظهر مبكرا ففاتت كثير من الفرص... والفرص حين تذهب قد لا تعود من جديد... والعهد الجديد حين ترسمه فرشات يحركها جمال العقل وروح المحب الخائف على لمساتها أن لا تظهر أو تشوهها فكرة سقيمة أو حضور عابر لعاطل لا يجد مكانة له سوى بركلة كرة بأقدام لاعبين بنصف مهارة وجهد كاذب له أسبابه ونعرف مسبباته، فهل سنرى مبضع الجراح فوق النزف ليوقفه وللورم فيزيله وتصبح رياضتنا فكرا سليما يغذيها مال يصرف في وجهه الصحيح وحقه الذي يكفله شرف المنافسة. في بقية المشهد وبعيدا عن الجهد الإداري المبذول بالطريق الخطأ وكيف تتم محاسبته عليه يتم تغيير المدرب والموسم لم يمض منه سوى مباريات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة فلنعد القراءة من أول الصفحة، أليس هذا المفكر والبارع في الإعداد أين المسؤولية الأدبية والحقوق المعنوية للجماهير والكيان أم هي أموالنا نديرها كيف نشاء؟ الأدهى من هذا المناداة بإرجاع من تم إلغاء عقده، فقد تناست الجماهير أو أنسيت الحملة التي كانت مرتبة ضده والصراخ مع كل هزيمة بعد أن أعماها الصوت المساند للرئيس عن كل مميزات المدرب الذي صعد بالفريق للمنصات وأعاده لوهج البطولات. هذه هي الحكاية في رياضتنا الجميلة الفكر هو الكاش الذي يوفره الرئيس... والرئيس اتخذها تسلية ويرحل لتبقى الصور تزين جدران منزله وينسى الجميع ما كان ليحتفلوا مع داعم جديد بالأدوات نفسها والصورة التي تتكرر وكأنها سيناريو يكتبه من لا يعرف الخطأ في تنفيذ كل تفاصيله بدقة متناهية. في الختام كي نعرف القدرة الإدارية والجهد الفني في توظيف قدرات اللاعبين فلنشاهد المنتخب في آخر ثلاث مباريات كيف تغيرت وتيرة الحماس والجهد المبذول من أفراده داخل الملعب؟ ويكفي أن نقول إنه فاز من دون مشاركة رأس حربة تقليدي، ما جعل البعض يردد بأن هذا خطأ فني من المدرب ولم يدرك بأنها البراعة في توظيف القدرات وإطلاق روح المغامرة والبطولة في نفس كل فرد منهم حتى باتوا مقاتلين بلباس الوطن أكثر منهم لاعبي كرة قدم.