لا تفريط في كركوك.. رسالة بغداد لأربيل قبيل معركة الموصل التمسك بكركوك ثاني أكبر خزان للنفط في العراق، وعدم التفريط فيها للأكراد المطالبين بها، أبرز رسالة أرادت بغداد توجيهها لأربيل قبيل إطلاق معركة الموصل التي لا يستبعد أن تفرز خارطة جديدة للنفوذ والسيطرة داخل البلد. العرب [نُشرفي2016/10/15، العدد: 10425، ص(3)] الحويجة محطة رئيسية في السباق إلى كركوك والموصل كركوك (العراق) – عكست الزيارة المفاجئة التي قام بها، الجمعة، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى محافظة كركوك بشمال البلاد هواجس بغداد من خسارة ثاني أغنى محافظات البلاد بعد محافظة البصرة بالنفط لمصلحة الأكراد الذين أتيحت لهم فرصة تاريخية لحسم النزاع حولها وفرض سيطرتهم عليها كأمر واقع بعد أن غدت قوات البيشمركة التابعة لهم صاحبة اليد الطولى في المحافظة منذ فرار القوات الاتحادية من مناطقها الجنوبية أمام زحف تنظيم داعش عليها صيف سنة 2014. وجاءت زيارة العبادي إلى كركوك بالتزامن مع قرب إطلاق معركة الموصل التي لن تكون فقط معركة إنهاء سيطرة تنظيم داعش على المناطق العراقية، لكنّها ستكون بالتوازي مع ذلك معركة إعادة توزيع النفوذ ورسم خارطة السيطرة على البلد، حيث يبدي أكراد العراق طموحات وآمالا متزايدة في أن تفضي الحرب على داعش إلى منحهم مكاسب جديدة توسّع حدود إقليمهم. الحشد الشعبي يؤكد ولاءه لإيران طهران - جدّدت الميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي في العراق على لسان أحد أكبر قادتها التعبير عن ولائها التام لإيران، مكرّسة بذلك المخاوف من أن تكون تلك الميليشيات المشاركة بفعالية في الحرب على تنظيم داعش بمثابة جيش إيراني مقنّع بصدد فرض سيطرة ميدانية إيرانية على المناطق العراقية. ويبرّر ذلك الرفضَ المتزايدَ في داخل العراق وحوله لمشاركة ميليشيات الحشد في معركة الموصل ذات الأهمية الكبيرة في سير الحرب ضدّ داعش والتي يتوقّع إطلاقها في مدى زمني قريب. وقال رجل الدين الشيعي والقيادي بميليشيا الخراساني والحشد الشعبي حامد الجزائري في لقاء مع وكالة ميزان الإيرانية إنّ الحشد الشعبي ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي والعراق بأكمله يتحرك تحت إمرة وقيادة الجنرال قاسم سليماني (قائد فيلق القدس ضمن الحرس الثوري) “لأنه رجل غير عادي ويحارب الكفر دفاعا عن الشيعة بالمنطقة”. وأضاف الجزائري بشأن علاقة ميليشيات الحشد الشعبي بإيران إنّ “الحشد ترعرع وتربى في أحضان إيران وأغلب قياداته من العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية- الإيرانية إلى جانب الحرس الثوري ضد صدام حسين”. واعتبر أنّه طالما هناك أتباع للولي الفقيه خامنئي في العراق وسوريا يحق لإيران وللحرس الثوري التدخل العسكري هناك، معتبرا ذلك “دفاعا عن الأمة الواحدة وهي أمة ولاية الفقيه بالمنطقة”، قائلا “نحن نعتبر أن دماء العراقيين التي سالت وسفكت خلال هذه الحرب لم تخرج عن دائرة الدفاع عن الجمهورية الإسلامية”. وتابع “لأننا نحن في الحشد الشعبي نعتقد بأننا ننتمي إلى أمة واحدة وهي أمة ولاية الفقيه ولا فرق بين القتال في سوريا أو العراق وإيران ولهذا تجد قواتنا، وهي قوات شيعية متعددة الجنسيات”. وتدخل كركوك بشكل واضح ضمن تلك الطموحات، خصوصا أن ما في باطن أرضها من نفط يلبي الطموحات الكردية إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي والمالي عن بغداد، ويساعد على تحقيق حلم “كردستان المستقل” الذي كثّف رئيس الإقليم مسعود البارزاني من الترويج له منذ بسط تنظيم داعش سيطرته على ما يتجاوز ثلث مساحة العراق، وما رافق ذلك من انهيار للقوات العراقية في مقابل تماسك القوات الكردية وبروزها كقوّة قادرة على ملء الفراغ في عدّة مناطق بشمال البلاد. وتخضع غالبية محافظة كركوك لسيطرة قوات البيشمركة، فيما يخضع قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة لسيطرة داعش. ويقول عراقيون إنّ التجاذب بين بغداد وأربيل هو ما أخّر استعادة الحويجة من يد تنظيم داعش إلى حدّ الآن رغم أهميتها في فتح الطريق لمعركة الموصل. وأثار ذلك التلكؤ تذمّر سكان القضاء الخاضعين لضغط متزايد من عناصر التنظيم المتشدّد. وتظاهر الجمعة العشرات من نازحي الحويجة أمام مبنى محافظة كركوك لدى وصول العبادي إلى هناك مطالبين بتسريع إطلاق عمليات استعادة القضاء. وسلموا رئيس الوزراء رسالة أشاروا فيها إلى أنّ “الأمور أصبحت في غاية التعقيد نتيجة ممارسات داعش من إعدام وانتهاكات وحصار تسبب في حصول مجاعة حقيقية”. وأراد العبادي من زيارته لكركوك، الجمعة، إيصال رسالة بشأن دور القوات الحكومية في استعادة مناطقها الخاضعة لداعش، معلنا أنّ القوات المسلحة العراقية ستستعيد قريبا مناطق الحويجة والرياض والرشاد. وقال العبادي في تصريحات صحافية خلال تفقده القطعات العسكرية بكركوك “إن وحدة مكونات الشعب العراقي تعد قوة لنا ونحن نشهد حاليا أفضل وأقرب الأوضاع لتوحدنا”. وعلى الفور تلقى العبادي “رسالة مضادة” من تنظيم داعش الذي قصف بقذائف صاروخية ذات الموقع الذي زاره رئيس الوزراء بجنوب كركوك. ووصل العبادي، الجمعة، يرافقه عدد من القادة العسكريين إلى مناطق جنوب غربي كركوك والتي تتمركز فيها قوات من البيشمركة الكردية والقريبة من المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم داعش “للاطلاع على الأوضاع الأمنية في المنطقة”. وقال العبادي خلال اجتماعه بقادة عسكريين من بينهم قادة في قوات البيشمركة “إن زيارتنا إلى كركوك تأتي لتحرير قضاء الحويجة وجميع مناطق المحافظة وإنقاذ أهلها”. واستدرك بأن “القوات التي تأتي لتحرير الأرض ليس لها مطامع فيها”، دون أن يوضح القوات التي يقصدها. ويسيطر تنظيم داعش منذ عام 2014 على المنطقة الجنوبية بمحافظة كركوك التي تضم قضاء الحويجة وناحيتي الزاب والرياض وهي مناطق تسكنها غالبية من العرب السُنة، وتعد آخر معاقل التنظيم في المحافظة التي تضم خليطا من العرب والأكراد والتركمان. :: اقرأ أيضاً العاهل المغربي يجدد الترسانة الدبلوماسية لبلاده تفريغ حلب مقدمة لضرب إدلب سباق زمني: كيف يمكن الانتهاء من عملية الموصل قبل الانتخابات الأميركية مقتل 12 جنديا يعكس فشل استراتيجية محاربة الإرهاب في سيناء