حصلت الجزيرة حصريا على نسخة من رسالة رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عشية الاجتماع المزمع عقده في لوزان السويسرية اليوم السبت لبحث القضية السورية بمشاركة قوى دولية وأطراف إقليمية. وتتضمن رسالة العبدة مطالب الائتلاف السوري المعارض من اجتماع لوزان وأهمها الوقف الفوري للقصف على حلب، وفك الحصار عن المدينة. وتطالب أيضا بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف أي عمليات تهجير قسري نتيجة الهدن المحلية التي تتم في المناطق المحاصرة. وتدعو رسالة الائتلاف إلى سحب جميع المليشيات الطائفية، خصوصا مليشيات الحشد الشعبي وحزب الله من جميع الأراضي السورية. كما تدعو إلى اعتبار استخدام الأسلحة الفتاكة مثل القنابل الارتجاجية والعنقودية والصواريخ الفراغية وقنابل النابالم جرائم حرب وضد الإنسانية. ووفق مصادر للجزيرة فإن العبدة بعث الرسالة أيضا وبنفس المحتوى إلى كل من السعودية وقطر وتركيا. وكانت رسالة أخرى قد وجهها المنسق العام للهيئة العليا لـالمفاوضات السورية رياض حجاب لكيري عشية اجتماع لوزان، دعا فيها لإنقاذ مدينة حلب عبر وقف العمليات العدائية ووقف إطلاق النار بشكل كامل. وتضمنت رسالةحجاب مطالبالائتلاف السوري المعارض من المجتمعين بلوزان، وأهمها العمل على وقف العمليات العدائية وإطلاق النار بشكل كامل في حلب، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة. منظمات غير حكومية في هذه الأثناء، دعت أربع منظمات دولية غير حكومية إلى وقف "فوري" لإطلاق النار فيحلب التي دمرها القصف، وذلك قبل ساعات من اجتماع لوزان الذي تقوده كل من الولايات المتحدة وروسيا. وفي رسالة مفتوحة موجهة للمسؤولين الدبلوماسيين، طالب رؤساء منظمات "سيف ذي تشلدرن" ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس النروجي للاجئين وأوكسفام الدولية بتطبيق وقف النار لمدة 72 ساعة على الأقل في الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بحلب، من أجل السماح بإجلاء الجرحى وإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية هذه الأحياء المحاصرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان أصدرته هيلي تورنينغ شميت رئيسة "سيف ذي تشلدرن" أنه "منذ انهيار آخر وقف لإطلاق النار، قتل أكثر من 130 طفلا في شرق حلب، وأصيب نحو أربعمئة آخرين في قصف عشوائي وبلا هوادة". وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب منذ ثلاثة أسابيع لهجوم من قوات نظام بشار الأسد بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ أربعة أيام غارات عنيفة استهدفت مناطق سكنية وأوقعت عشرات الضحايا. ومنذ بدء الهجوم الأخير يوم 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 370 شخصا بينهم 68 طفلا بسبب القصف الروسي السوري على الأحياء الشرقية لحلب. فضلا عن مقتل 68 شخصا جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية.