أكثر وأكبر من يتأثر بتوجهات الإعلام أسعار الأسهم في العالم كله، فهي تُشبه (ريشة في دريشة).. ما إن تهب عليها رياح الإعلام حتى تنتفض كعصفور بلّله الماء.. بينما (العقار) (تريلة ثقيلة) في النزول والصعود.. وحين نقول (توجهات الإعلام) نعني صناعة الرأي الاقتصادي العام، والذي تتحكّم به وكالات الأنباء العالمية (وخلفها جيوش من المنتفعين الموجهين أهمها بنوك يملكها يهود) أما الإعلام المحلي -في كل البلدان النامية- فأثره محدود جداً، بل هو تابع تقريباً لمزاج الإعلام العالمي القادر على صنع حالة من التفاؤل والطمع، أو التشاؤم والخوف، في الوقت الذي يناسب أسياده، وبالتالي فإن الإعلام العالمي هو الذي أصاب أسواق الأسهم (في العالم كله) بمرض يشبه المرض النفسي (ثنائي القطب مرةً اكتئاب حاد ومرة هوس حاد).. كل هذا تحت تأثير (الهستيريا الإعلامية) التي تديرها آلة هائلة.. وكما (الهستيريا) التي قد تُصيب بحالةٍ من الهياج أو الشلل دون أي مرضٍ جسدي، يفعل الإعلام ذلك بأسعار الأسهم خاصة، دون علة حقيقية، وفي شركات ناجحة قد يتم دوس أسعارها بالأقدام من القطعان الهاربة، أو رفع أسعار أسهم شركات عاثرة بفعل هياج هستيري للقطيع.. والإعلام هو الذي يُلهب الظهور بالسياط في الحالتين. ومن يعرف دور الإعلام وسرعة تقلبه يستطيع مجاراة (لعبة الأسهم) التي هي أكبر وأخطر لعبة في العالم بعد لعبة العملات.