×
محافظة المنطقة الشرقية

إصابة 3 أشخاص في شجار مسلَّح بحفر الباطن

صورة الخبر

الْفَقْر نقمة والمال أصبح كل شيء. والمقولة التي تقول "المال لا يصنع السعادة".. كلام فارغ، هي عبارة أطلقها الأغنياء لمواساة الفقراء فقط المال يصنع الجاه، عبارة صح تعبيرها. كم في جيبك؟ كفيلة بأن ترفع مقامك أو تخفضه. الناس سيضعون قدرك بناء على ذلك. فقد أصبح مقياس التقييم الأول والأخير، إذ لم يعد "وسخَ دنيا" كما يقال، لأن الحقيقة المسلّمة هنا أن قيمة الإنسان تساوي ما في جيبه من مال. احترامه سيكون على أساس "كم يملك"، بغض النظر عن شخصه أكان متعلما أم أُميّا، مثقفا أم جاهلا. كل شيء سيوضع على الهامش مقابل رصيده البنكي والمبلغ وقدره! فالمال هو الذي يحدد المنزلة الطبقية للشخص، بين الغنى والفقر، فالأول محترم مقدّر من الآخرين الذين يسعون إلى التودد والتملق له، بينما الفقير مستصغر إلى حد كبير، فيصنع ذلك فاصلا طبقيا بينهما يحول دون التواصل الإنساني الطبيعي، ويخلق ثقافة عنصرية، إذ لا يمكن الزواج بينهما أو الصداقة أو غيرها. في المجالس، إذا دخل شخص فقير يملك من الحصيلة العلمية والرصيد الأخلاقي ما يجعله موضع احترام، تجد الموجودين في المجلس لا يرحبون به بالشكل اللائق، حتى إن بعضهم يتجاهل السلام عليه، بينما إذا دخل شخص مليونير، فالمجلس كله يقوم بالترحيب به، فتبدأ المجاملات، يكبرونه، ويكنون له التقدير والثناء احتراما لجيبه! وإن كان لا يملك من الجوانب العلمية سوى أنه أبو فلان صاحب العقارات والأملاك. وعلى الصعيد العملي، عندما يزور أي قطاع فإن معاملاته تُنجز وكل شيء يسير حسب الأصول، بعكس الفقير وما يواجهه من عقبات في سير معاملاته وتعطيل مصالح احتياجاته. لذا، الفقر نقمة والمال أصبح كل شيء، يجلب الجاه ويزيد رغبة الشخص في العيش. والمقولة التي تقول: "المال لا يصنع السعادة"، كلام فارغ، هي عبارة أطلقها الأغنياء لمواساة الفقراء فقط. فعلى سبيل المثال، هناك دراسة حديثة في مجلة علم النفس والتسويق، تبين أن هناك ما يسمى العلاج بالتسوق، الذي ينصح به بعض الأطباء النفسيين، أو الذي يريح كثيرا من الأشخاص بعد أن يمروا بأزمة ما، فشراء شيء جديد يرفع معنوياتهم ويحسّن مزاجهم. وتشير الدراسة إلى أن 28% من الأشخاص المتبضعين يذهبون إلى التسوق بهدف التبضع ذاته، فيما يتسوق 62% من الأشخاص؛ رغبة في الوصول إلى الشعور بالمتعة. وتبين الدراسة أن الإنسان يزداد ثقة بنفسه ورغبة في العيش بسعادة كلما ازداد دخله، وأن العائلات الغنية تعدّ أكثر سعادة من غيرها. وفي جانب آخر، شارك بعض مستخدمي موقع "كورا" بإجابات حول ما إذا كانت هناك إيجابيات لوجود المال والثروة في حياة الفرد، فأشار صاحب أحد التعليقات الذي لم يفصح عن اسمه، إلى أنه أصبح يمتلك 15 مليون دولار بعد بيعه شركة كان يمتلكها، وكانت وجهة نظره أن يكون ثريا أفضل من ألا يكون كذلك، فمن أول الأشياء التي يمنحها الثراء عند الحصول على المال هو عدم التفكير في الهموم المتعلقة بالمال بعد ذلك، لأن الشخص سيكون قادرا على تحمل معظم النفقات دون تفكير، وهذا بلا شك أفضل من أن يكون بلا ثروة تمكنه من ذلك. كما علق كريستوفر أنغوس الذي جمع ثروته من بيع 4 مشاريع صغيرة، بأنه من الأفضل أن يكون لديه مال على أن يكون في حاجة إليه، فقد تمكّن خلال السنوات السبع الأخيرة -كشخص ثري- من خوض تجارب لا يمر بها كثير من الناس في حياتهم. ولهذا السبب، أصبح الغالبية مهووسا بجمع المال بطريقة أو بأخرى، ويتسابقون للوصول إلى مستوى الذين ولدوا وفي أفواههم ملعقة من ذهب. الكل أصبح ماديا لسبب أو لآخر، إما لأن الحياة أصبحت تتطلب الكثير، لما فيها من غلاء معيشي وصعوبة التأقلم معه، أو من أجل تغذية حس "الهياط" وحب الظهور، وقد أثبتت دراسات اجتماعية عدة، استعداد الناس لفعل أي شيء وبيع أي شيء مقابل المال. وعلى الرغم من أن للبعض مستوى عاليا من الكرامة وعزة النفس، ولكن "حتى هذه" يمكن الصعود فوقها عند سعر معين!، وهنا تموت كل أنواع الضمائر، فلا تبقى إلا صورة الإنسان الذي يتحرك في الظاهر، بينما هو ميت من الداخل، يأخذ بكل شراهة، ويبتلع بلا تمييز. ربما يختلف معي كثيرون؛ ولكن شئنا أم أبينا: العالم الحالي يقوم على هذا الأساس، ولا سبيل للتمحيص، فما في جيبك كفيل بأن يصنع قدرك.