×
محافظة حائل

شراكة لتطوير مهارات المعلمين بين التعليم وجامعة حائل

صورة الخبر

عمان: الخليج نقلت حرفة صناعة وترميم قطع الفسيفساء، مدينة مأدبا جنوبي الأردن إلى العالمية، عبر محافل عدة أحدثها حصولها على التصنيف الأول في هذا التخصص، ضمن مسابقة مجلس الحرف الدولي في الصين. وتعرف المدينة أساساً بوجود مرافق ومعابد قديمة مرصعة بقطع الفسيفساء النادرة، فضلاً عن انفرادها بمعهد علمي رسمي حديث، تقوده وزارة السياحة، يُدرب الأيادي الماهرة على تقنيات هذا الفن. وتظهر أجزاء من خريطة مأدبا، مكونة من قطع الفسيفساء في مزار سياحي، يتصدره معبد جورجيوس، الذي كان يستخدمه الروم الأرثوذكس، منذ بنائه عام 1896، فوق ركام آخر بيزنطي، كان موجوداً عام 560 ميلادية. وحسب بقايا الخريطة، فإن حجمها الأصلي تراوح بين 9 أمتار طولاً، و5 أمتار عرضاً، وكانت تشتمل على أكثر من مليوني قطعة صغيرة. وتضم خريطة الفسيفساء التي تعد مرجعاً رئيساً لصناعة هذا الفن، تفاصيل إضافية، عدا مدينة مأدبا، التي تمتد من الأراضي المقدسة في فلسطين، إلى المدن الفينيقية بين صور وصيدا شمالاً، إلى مصر جنوباً، ومن البحر الأبيض المتوسط في الغرب، إلى الصحراء في الشرق، ومن معالمها الجغرافية نهر النيل، ونهر الأردن، والبحر الميت. ويعد معهد فن وترميم وإنتاج الفسيفساء في مأدبا، مؤسسة تعليمية وتدريبية، ضمن مبانٍ تراثية، آخذاً نهجاً احترافياً بمقاييس دولية، منذ تأسيسه بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة في التنمية عام 2007. ويجمع المعهد الذي يحتضن المهتمين بين الأسلوبين النظري والعملي، ويمثل مرجعاً فريداً من نوعه على مستوى المنطقة، بمنحه شهادة أكاديمية في صناعة وترميم الفسيفساء. ويؤكد أحمد العمايرة، عميد المعهد تقديم مؤهلات جامعة، بين المختبرات والمدرجات والغرف الصفية والمكتبة ومسرح الأنشطة، وإيصال الخريجين للحصول على فرص عمل. ويقول: هناك نتاجات بجودة عالية مثلت الأردن في مناسبات عالمية، وأدهشت العرب والأجانب، ويفد سائحون سنوياً إلى المدينة، بحثاً عن مشغولات حرفية من الفسيفساء. وتصف الأكاديمية ريما عتب، حرفة تصنيع الفسيفساء، بأنها لمسة فنية إبداعية جمالية من الطراز الرفيع. وتقول عتب الحاصلة على جوائز في هذا المجال: تعتمد الحرفة على دقة صناعة المكعبات الصغيرة واستخدامها في زخرفة وتزيين أرضيات وجداريات بواسطة ملاقط مخصصة، للتثبيت بين فراغات فوق أسطح ناعمة، بعد تحديد التصميم المطلوب. ويرى وائل الجعنيني مدير سياحة مأدبا، أن المدينة التي تبعد نحو 35 كيلومتراً عن العاصمة عمان، باتت معروفة بأنها مركز الفسيفساء ومصدر الحفاظ على موروث هذا الفن. وتؤكد لينا عناب وزيرة السياحة، أن حصول مأدبا على ألقاب عالمية في الفسيفساء، يمنحها قيمة سياحية مهمة، تضاف إلى إرثها الحضاري، واشتمالها على كنوز أثرية ومعالم بارزة.