تصاعدت حدة التصريحات الغربية حول ضرورة النظر إلى الخيارات العسكرية في سوريا بشكل جدي, مع استمرار القصف الوحشي ومحاصرة مدينة حلب السورية من قبل النظام السوري وحلفائه. قال مسؤولون أمريكيون إن من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى. وقال المسؤولون لرويترز إن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه إن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أمريكياً مباشراً مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. وأضاف المسؤول أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة فيما بينها، وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتبرون أن من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي. وذكر المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح للحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية. من جهته قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون يوم الخميس إن بلاده تبحث التدخل العسكري في سوريا لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، متوقعاً ألا يحدث ذلك قريباً. وقال جونسون للجنة برلمانية "من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور.. الخيارات العسكرية." وأضاف "لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه." وتابع جونسون "لا يمكن أن نفعل شيئاً بدون تحالف.. دون أن نفعله مع الأمريكيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل لذلك لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري لأنها تجري بالتأكيد. وفي السياق ذاته قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 13 إن بعض المعارضين السوريين طلبوا من مشرفيهم في المنطقة تزويدهم بمنظومات للدفاع الجوي، معربة عن أملها في أن قوى إقليمية ودولية لن تستجيب لهذه الدعوات. وقالت: "روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها، بمن فيهم عسكريون، للخطر. وأي أعمال غير ودية حيال روسيا لن تبقى دون عواقب".