×
محافظة المنطقة الشرقية

جاليري الجسر الثقافي

صورة الخبر

انتهى المطرب الكبير مدحت صالح من وضع لمساته الأخيرة على أغاني ألبومه «يا بنت القلب»... في السطور التالية تحدث إلى «الجريدة» حول مشروعه الجديد، مؤكداً أنه يبحث دائماً عن الموسيقى الشرقية بعيداً عن نقل الألحان الغربية. انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة على ألبومك الجديد. متى تطلقه في الأسواق؟ انتهيت من تسجيل أغاني الألبوم كاملةً بعد عمل متواصل لنحو عامين، اخترت خلالهما الأغاني وألحانها وتوزيعها، كذلك صوّرت الأغنية الرئيسة في الألبوم «يا بنت القلب»، وسأصوّر أغنية أخرى هي «اسكتي» بطريقة الفيديو وأطلقهما على الإذاعات في أقرب وقت. أغاني الألبوم كلها من كلمات الشاعر الكبير بهاء الدين محمد، وألحان كل من محمد النادي ومحمد مدين وخليل مصطفى وإيهاب عبدالواحد، وعدد آخر من الملحنين والموزعين. ألم تخش على ألبومك الجديد من القرصنة على المواقع الإلكترونية، وهو ما أصاب سوق الغناء والألبومات بالكساد؟ عندما يتذكّر أي منتج أو مطرب، أو أي من العاملين في الوسط الموسيقي القرصنة يصاب بالإحباط الشديد. فكيف يتعب فريق العمل على مدار أيام وليال في إعداد وتجهيز الألبوم بدءاً من الفكرة ثم اختيار الأغاني والألحان والتوزيع والتسجيل والتصوير، ثم بعد ذلك يسرق أحدهم كل هذا في لحظة؟ وتكون النتيجة خسارة فادحة للمنتج ووجعاً في قلب المطرب. الأزمة الحقيقية أننا لن نستطيع الوقوف أمام هذه المشكلة إلا عند تفعيل قانون الملكية الفكرية، لأنه الوحيد الذي يمنع القرصنة ويحافظ على حقوق المطربين والمنتجين، والمشاركين في الأعمال الفنية سواء موسيقى أو سينما. التمثيل انشغلت لفترة بالتمثيل وشاركت في أعمال درامية عدة، لماذا تراجعت عن هذا الاتجاه؟ لأنني في النهاية مطرب، وأتمنى أن أكون الأفضل والأحسن في هذا المجال. أما التمثيل فهو بالنسبة إلي الهواية الثانية، وعندما أشارك كممثل في أي عمل أتردد وأرتبك، خوفاً من التجربة. يبقى الغناء هو الأصل وهو ما جعل المخرجين والمنتجين يطلبونني كممثل، وهدفي دائماً أن أحقّق النجاح كمطرب أولاً، وليس كممثل فأنا أعتبر نفسي ضيفاً على التمثيل ومتعتي الكبرى في الغناء. تحوّل بعض المطربين إلى التمثيل بعيداً عن الغناء بسبب كساد الوسط الغنائي. ما رأيك في أدائهم؟ يعجبني الأداء التمثيلي لكثيرين منهم، وأجدهم موهوبين في التمثيل أيضاً، وهذا يعود إلى استعدادهم الفني وموهبتهم. وأكون سعيداً للغاية وأنا أشاهدهم ناجحين في التمثيل. الجمهور... والاستمرارية تسيطر الأغاني الشعبية والمهرجانات على ذوق عدد كبير من الجمهور. كيف ترى ذلك؟ لا أحد يستطيع التحكّم بمزاج الجمهور، بل الأخير يتحكّم بشعبية الفنان. يستمع البعض إلى أغنية مهرجانات، وهو يعلم ألا قيمة لها، كي يرقص عليها أو يتمايل معها، أو كي يمضي وقتاً مبهجاً. إلا أنه عندما يريد أن يسمع الطرب الحقيقي، فإنه سيذهب فوراً إلى الأغاني التي تحمل كلمات جيدة وألحاناً مميزة، ما يؤكد أن انتشار ألوان غنائية معينة لا يعني أنها الأفضل أو أنها ستستمر. كيف استطعت الاستمرار طوال هذه الفترة داخل الوسط الغنائي، خصوصاً أن ذوق المستمعين يتغير كل فترة بسبب تغير طباع الأجيال المتلاحقة؟ في الأحوال كافة، وفي الأوقات كلها، أذواق المستمعين تتغيّر. لكن يجب على الفنان وعلى أي شخص يعمل في مهنة لها علاقة بالجمهور أن يحرص دائماً على تغيير وتطوير نوعية الأعمال التي يقدمها في إطار الشكل الجيد والمقبول ومراعاة الأذواق المختلفة التي يتعامل معها، وهذا هو سر تألق واستمرار شعبية النجوم الكبار والمطربين العمالقة (عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهما) الذين قدموا لنا أعمالاً نسمعها حتى الآن ولا نمل منها. هل تستمع إلى أغاني وأصوات الشباب المطربين الموجودين على الساحة راهناً؟ لدينا فنانين شباب أصواتهم جيدة للغاية أستمع إلى أغانيهم وأطرب، من بينهم رامي صبري وكارمن سليمان وأحمد جمال، وعدد آخر أيضاً لكني أخشى أن أنسى اسم أحد منهم. تؤكد هذه الأصوات أن المواهب لا تنقطع من مصر التي ستظل منبع المواهب على مستوى العالم. ألا ترى أن مهمة الشباب الموهوبين أصبحت أسهل من مهمتكم في الوصول إلى الجمهور، ذلك عن طريق برامج اكتشاف النجوم. ما رأيك في هذه البرامج؟ رغم كثرة هذه البرامج وتسهيل مهمة الشباب الموهوب في الوصول إلى الجمهور، فإنها تترك هؤلاء بعد حصولهم على الجوائز ولا توفر لهم الفرص لتقديم أعمال جيدة، فيصبحون فريسة سهلة للمنتجين. يجب أن تركز هذه البرامج على ما بعد المسابقة وما ستقدمه للشباب الذين أتمنى أن يستغلوا هذه الفرصة.  موسيقى شرقية أكّد المطرب مدحت صالح اهتمامه بأن تكون موسيقى أغانيه شرقية، مشيراً إلى أنه يبحث دائماً عن هذه النوعية كمواطن عربي ينتمي إلى الهوية العربية الشرقية، ويجد ذلك أفضل كثيراً من الاتجاه إلى النقل من الغرب، مضيفاً: «يجب علينا تطوير ذاتنا وثقافتنا وموسيقانا، وإذا استطعنا فعل ذلك ننجح أكثر من اتجاهنا إلى الموسيقى الغربية التي تجعلنا مجرد ناقلين لا مبدعين أو مجددين».