هل تعتقد أنّ بإمكانك تقليل أمتعتك الخاصّة والعيش داخل شقةٍ صغيرةٍ في شارعٍ مرصوفٍ بالحصى؟ إذا كنتَ كذلك، فقد تكون على استعدادٍ للتحرّك والمكوث في الشارع أيضاً بعض الأيام، ولكن إذا لم يكن الأمر شيّقاً بالنسبة إليك، فربما من الأفضل أن تعيد النظر في حياة الغربة. قد يبدو ذلك بسيطاً، ولكن إذا غلبت تكاليف رحلة السفر على المتعة الناتجة عنه، فلن يكون خيار الغربة هو الخيار الأسهل أو الأكثر متعة بالنسبة إليك، وربما يكون مفهومك الأفضل عن الغربة ليس التجربة، وإنما مشاهدة بعض البرامج الوثائقية، وأنت متّكئٌ على أريكتك المريحة. قبل أن تجمع أمتعتك وتذهب للحياة في بلدٍ آخر، عليك بتجربة بعض الأسفار لكسب المزيد من الخبرة، وهنا نقدم لك بعض النصائح من شباب قام بتلك المغامرة لعلها تنفعل قبل أن تبدأ تجربتك الخاصة، حيث ستخبرك الكثير عن الغربة. اختر ثقافة تلائم شخصيتك تعرّف على الثقافات المختلفة التي تتناسب مع شخصيّتك، فربما تفضّل الهدوء المريح لجزر الكاريبي، أو ربما تفضّل أن تكون محاطاً بالفنانين والمثقّفين في عاصمةٍ أوروبية. وبالطبع لن تعرف الأنسب لك، حتى تجرّبه بنفسك، وهنا نسرد لك بعض التجارب لشباب غامروا ليتمكنوا من اختيار الثقافة الأنسب لشخصياتهم، ويتأكدوا أيضاً ما إذا كانت فكرة التغرب الأنسب لهم. الشابة ديانا إدلمان حصلت على فرصة للتطوّع بدوامٍ كامل في حديقة الفيل الطبيعية في شيانغ ماي، بتايلند، لذا قررت ترك عملها وهي في الثلاثين من عمرها لتقوم بالترحال بمفردها لسبعة أشهر في تايلند. وتقول عن تلك التجربة: "كان لديّ دائماً رغبة السفر والتجوال، أدركتُ حينها أنّني أشعر براحةٍ أكبر في الأسفار وفي بلاد الغربة، عن ما أشعر به في منزلي، بدت فكرة التنقل خارج البلاد هي الخيار الأمثل بالنسبة لي". إن كنت دائم الشكوى.. فابقَ في وطنك كما يقوم مايكل كوفي الذي جلبته مهنته إلى آسيا الوسطى، حيثُ قضى الثلاث سنوات الماضية بين قيرغيزستان وطاجيكستان، بتحذير الشباب الذي يرغب في الاغتراب بالقول: "إذا كنتَ تتوقّع أنّ حياتك لن تتغير كثيراً فينبغي عليك البقاء على حالك، فحياة المغتربين لا تناسبك". ويتابع بالقول: "ستشكو دائماً من كلّ ما حولك وكأنك ما زلت في وطنك الأم، انقطاع الكهرباء، وصعوبة التعامل مع سيّارات الأجرة، وتناول وجبات غير لذيذة، ستجد الاختلاف في كل شيء، عليك توقّع ثمّ تقبّل الاختلاف". لو تملك روح المغامرة.. خض التجربة عاشت أليكساندريا بيتري في بلدان مختلفة حول العالم، وتقول عن ذلك: "كنتُ طالبةً في إيطاليا، ومتدرّبةً على كتابة التقارير في الصين، ومدرّسةً في كوريا، وسائحةً متيّمة في أستراليا، وعلى الرغم من شعوري بالحنين إلى الوطن فيما يخص عائلتي وأصدقائي ونمطي الغذائي، إلّا أنّ روح المغامرة ورغبتي في تعلّم الثقافات المختلفة، دفعاني إلى استكشاف فرصٍ في الخارج". وفي نصيحة من ليبا ويت جيرما، مؤلّف كتاب دليل الكاريبي، والذي عاش في جامايكا وفي بيلز، يقول: "إذا كانت فكرة انقطاع الكهرباء تُصيبك بالذعر، فقد لا تناسبك الحياة في جزر الكاريبي". ويرى جيرما أنّ المرونة والقدرة على التكيّف هما مفتاح الحياة في الغربة، لأنّك ستحتاج لذلك عندما لا تسير الأمور على ما يرام، وعندما تنقطع الكهرباء. للغربة فوائد ربما كنتَ تفضّل حياة مليئة بالذكريات، على خزانة مليئة بالملابس والأحذية، أو مطبخ مليئ بأحدث الأدوات، لكن هناك فوائد عديدة وخبرات جديدة يتعلمها المغترب، والتي تتفوّق على قائمة كبيرة من الممتلكات. فإذا كانت تجربة العيش في مبنى تاريخي من القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، في مدينة مثل باريس، لا تستحق التضحية إذاً عليكَ إعادة تقييم أهدافك من السفر إلى الخارج. -هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأسترالية لـ Huffingtonpost. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .