عززت قوات الأمن العراقية مواقعها في الأنبار، خلال الأيام القليلة الماضية، قرب بلدات عانة وراوة والقائم التي ما زالت تحت سيطرة «داعش»، ويخشى الجيش من إقدام التنظيم على فتح جبهة مفاجئة في المحافظة مع انطلاق الحملة العسكرية على الموصل. ويحشد داعش» آلاف المسلحين الذين فروا من الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة في قضاء القائم على الحدود مع سورية، وسط معلومات عن نيته شن هجوم واسع على بلدات حديثة وهيت والرطبة. وأعلنت قيادة عمليات الأنبار أمس إحكام سيطرتها على جزيرة هيت، بعد معارك استمرت أسبوعاً في المنطقة ذات الطبيعة الصحراوية، وأكد الجيش قتل أكثر من 100 عنصر من التنظيم. وقال قائد العمليات اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في بيان إن القطعات العسكرية التابعة للفرقة العاشرة أنجزت أمس الصفحة الأخيرة من عمليات تحرير جزيرة هيت بتطهير حي البكر، وأنهت تحرير الجزيرة بالكامل، ولا وجود لأي عنصر من «داعش» فيها. وأضاف أن قتلى «داعش» خلال عمليات تحرير جزيرتي الرمادي وهيت بلغ أكثر من 135 قتيلاً، فضلاً عن الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد والأسلحة والعثور على معامل للتفخيخ وآلاف العبوات المهيئة للتفجير. إلى ذلك، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت لـ «الحياة» ان «القوات الأمنية نجحت في تأمين مناطق صحراوية شاسعة تمتد من قضاء الخالدية شرقاً وصولاً الى بلدتي عانة وراوة غرباً، وهي على مشارف آخر معاقل داعش في الأنبار». وأضاف ان معلومات تشير الى نية التنظيم «شن هجوم واسع على البلدات المحررة اضافة الى قضاء حديثة بالتزامن مع انطلاق معركة تحرير الموصل في محاولة لفتح جبهة مفاجئة لإشغال الجيش». وأوضح أن «الآلاف من مسلحيه يحتشدون في مدينة القائم، وهم خليط من مقاتلين عرب ومحليين فروا من البلدات المحررة في الرمادي والفلوجة والرطبة وهيت، ويشكلون جيشاً وينفذون هجمات لاختبار دفاعات الجيش في المحافظة». من جهة أخرى، ما زال الجدل قائماً حول شن عملية في قضاء الحويجة، جنوب كركوك، الذي ما زالت تحت سيطرة «داعش»، ويخشى مراقبون من بقاء ظهر الجيش مفتوحاً خلال تحرير الموصل اذا بقيت المدينة على حالها. وقال رئيس كتلة «العربية» محمد تميم في بيان أمس: «تتجه انظارنا الى يوم تحرير الحويجة والمناطق التابعة لها من العصابات الإرهابية الا ان هناك من يدفع باتجاه تأجيل العملية». وأضاف ان «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وقادة الجيش يتحملون مسؤولية هذه المحاولات الرامية الى تأجيل تحرير الحويجة».